مسرحية حليم

 حلم ظهور «عبدالحليم حافظ» الذى لا يعرفه أحد فى عمل فنى برواية وتصديق أسرته وبشكل يليق باسمه وتاريخه وبعيدا عن الاجتهادات الإعلامية و«تريندات زمان» وكل من اقترب من حليم كان أحد أهم أحلام «محمد شبانة» ابن شقيق العندليب على مدار سنوات مضت.

محمد شبانة الذى «يتنفس حليم» هو محرك البحث الأول والأخير عن حليم.. حياته وأعماله وهو امتداد چينى لوالده كاتم أسراره ومدير أعمال العندليب ومن أجله رفض كل الإغراءات للتفريط فى تراثه  وتمسك بحقه كاملا فى امتلاك ثروة عمه الغنائية وتوزيعها بأمانة للأجيال العاشقة لمشاعر الحب الراقية وعشق الوطن وفى نفس الوقت التصدى للمتربحين.

حليم كما تعرفه أسرته على المستوى الإنسانى وأيضا العاطفى ليس هو حليم الذى صورته مانشيتات الصحافة التى فى الوقت نفسه لا يمكن التقليل من دورها فى إرساء دعائم إمبراطورية العندليب الخالد. 

هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية بتوجيه من الشيخ تركى آل الشيخ كانت بمثابة عدالة السماء التى حلت فى الرياض بعدما انتبهت لهذه المعادلة وهذا الحلم وسعت لتحقيقه واقتناء الذهب وإحياء ذكرى حليم على طريقتها بعمل تاريخى من خلال مسرحية عالمية على غرار أعمال مسارح البرودواى فى لندن، وليست بالقطع ككل المسرحيات ووفرت لها كل عناصر النجاح من خلال أيدٍ أمينة وهو المخرج الكبير خيرى بشارة.

المسرحية تطرح بذكاء سؤالا سبق أن طرحه حليم نفسه قبل وفاته فى أغنية «حبيبتى من تكون؟» وفتح باب الاجتهاد للجميع ثم يعود المخرج خيرى بشارة مع المؤلفين عزة شلبى وأحمد نبيل لإعادة طرحه فى عرض مسرحى غنائى مبهر يلخص منظومة الحب فى حياة حليم..الحب الذى «لولاه ما كان فى الدنيا ولا إنسان» تلك الأغنية التى كتبها العملاق حسين السيد ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وقدمها حليم بصوته فى بروفه ولم يمهله القدر أن يقدمها للجمهور وهى (من غير ليه).. بشارة فى العرض يقدم الحب فى حياة حليم سواء من خلال قصص حبه لـ5 فتيات ارتبط العندليب بهن عاطفيا: جيهان «ديدى» وميمى فؤاد ومروة الجزائرية وكريمان وسعاد حسنى، فى إطار استعراضى غنائى يستدعى فيه أكثر من 20 أغنية شهيرة تستكمل بناء الخط الأساسى وفلسفة العمل ورسالته مستعينا بفريق عمل عالمى بريطانى فى مقدمتهم مصمم الديكور ستيفن جيفورد ومصمم الإضاءة جارد صايج، بالاضافة إلى مصمم الموسيقى المصرى أمجد العطافى، ثم يترك «بشارة» بعد ذلك للجمهور حرية الاختيار وأيضا الاستمتاع والمتعة.

استعان بشارة فى هذه المعادلة بأبرز المقربين من حليم والذين أحبوه بصدق وشاركوه معاناته ونجاحاته كشهود عيان فى رحلة المجد الغنائى.. بدءا من أسرته ويمثلها أشقاؤه الحاجة علية شبانة ومحمد شبانة وإسماعيل شبانة وفريق عمله كمال الطويل ومحمد الموجى وبليغ حمدى والشاعر عبدالرحمن الأبنودى وأحمد فؤاد حسن والمخرجان فطين عبدالوهاب وحسين كمال مرورا بطبيبه هشام عيسى حتى سائقه الخاص عبدالفتاح الدبكى وخادمته هنية.. هؤلاء هم شركاء رحلة حب ونجاح حليم،والمفاجأة أن كل الأدوار لوجوه جديدة سيكتب العمل شهادة ميلادهم الفنى، فى مقدمتهم الممثل الشاب «محمود الغندور» الذى يجسد دور عبدالحليم حافظ وهو مفاجأة خيرى بشارة بكل المقاييس، بالإضافة إلى «محمود راتب» ابن خالة محمد شبانة ويجسد دور طبيب حليم الخاص هشام عيسى وهو مطرب وممثل وملحن واعد.

أخيرا فإن المسرحية الغنائية الاستعراضية «حبيبتى من تكون» المقامة فى مسرح العندليب الذى أقيم باسمه ويضم قاعة فاخرة لمقتنياته فى بوليفارد الرياض والمفاجأة التى فجرها بنفسه المستشار تركى آل الشيخ فى حسابه بتويتر لعشاق عبدالحليم حافظ «إهداء لروح حليم تُحقق حلم من يستحق لمن هو أحق بخروج عمل تاريخى ومبهر يليق بصاحب المقام الرفيع والنجم العابر للأجيال والمشاعر والانفعالات الإنسانية الراقية.. عمل يليق باسم وشهرة ومكانة أسطورة أولياء الله المبدعين «عبدالحليم حافظ».