سلام الشهيد.. التوجيه الرئاسى الذى يخلد قيمة التضحية فى وجدان المصريين عظِّم شهيدك

«مش هنسى أننا قولنا مرة كده فى الكلية الحربية.. يبقى فيه ضمن مراسمها سلام الشهيد.. سلام الشهيد زى ما يتعمل فى الكلية الحربية.. ودى مراسم لابد أن نحافظ عليها.. أرجو من قائد طابور العرض ينادى بسلام الشهيد ويعظم سلام الشهيد ويكون أحد المراسم التى  يتم اتباعها أثناء حفل التخرج من كلية الشرطة».

جاءت تلك التوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حضوره حفل تخرج دفعة 2021 من طلاب كلية الشرطة، لتكون حلقة جديدة من حلقات تعظيم الشهيد وتقديرًا لتضحياته من أجل الحفاظ على «الدولة» قوية  ورادعة لكل من تسول له نفسه المساس بأمنها أو تهديد سلامة شعبها فى أى مكان وزمان، وكما لم تنس الدولة تضحيات أبطالها فى الحروب السابقة لحربها ضد الإرهاب، فكل الدعم مستمر لأسر الشهداء ومصابى العمليات (جيش وشرطة).

 المدارس وأبناء الشهداء

قبل توجيه الرئيس بشأن «سلام الشهيد» بأيام قليلة كان بدء العام الدراسى الجديد، ورهبة أول يوم مدرسة لأى طفل لا يشتتها سوى يد «الأب» التى تشعرهم بالأمان والطمأنينة، ولكن ماذا عن التلميذ الذى فقد أباه شهيدًا من أجل أن ينعم هو وزملاؤه بالتعلم وانتظام يومهم الدراسى.

الجيش والشرطة لم يفوتهما هذا الأمر، فنظمت القوات المسلحة عدة زيارات فى نطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية بمختلف محافظات الجمهورية، لاصطحاب أبناء الشهداء ومصابى العمليات ومرافقتهم للمدارس، كما أوفدت وزارة الداخلية عددًا من قيادات وضباط مختلف مديريات الأمن عقب مراعاة جميع التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس «كورونا» المستجد.. لمرافقة أبناء الشهداء للمدارس.

كان لتلك الزيارات بالغ الأثر فى نفوس أبناء وأسر الشهداء الذين أعربوا عن فخرهم واعتزازهم بتلك المبادرة التى تُعد تكريمًا لآبائهم وذويهم الذين استشهدوا دفاعًا عن الحق لكى يأمن الجميع.

 مجالات الرعاية الاجتماعية

اللفتات الإنسانية التى يتم تقديمها لأسر الشهداء، وبخلاف وجود جمعية المحاربين القدماء لتقديم الخدمات المختلفة لأبطال المعارك الحربية، فقد حرصت الدولة وعلى مدار السنوات السبع الماضية على توسيع مجالات الرعاية والاهتمام والخدمات المقدمة لكل من ضحى بنفسه من أجل رفعة الوطن.

 فمثلاً.. وبمناسبة أننا أشرنا إلى العام الدراسى الجديد فى حياة أسر الشهداء صدر فى أغسطس 2017 القرار رقم (282) بشأن الإعفاءات المقررة لأسر شهداء القوات المسلحة والشرطة  والقضاء، حرصًا من الوزارة على الاهتمام ورعاية أسر الشهداء، وتضمن القرار إعفاء الطلاب من أبناء شهداء القوات المسلحة بالمدارس الحكومية من الرسوم الدراسية، ومقابل الخدمات، ورسوم الاشتراك بالرحلات، والمجموعات المدرسية، كما يتم استثناؤهم من شرط التقيد بالمربع السكنى للالتحاق بتلك المدارس.

ووفقًا للقرار السابق، تم استثناؤهم أيضًا من شروط التحويل من التعليم الخاص للتعليم العام فى أى وقت من خلال العام الدراسى، إضافة إلى الطلاب المقيدين بمدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا من هذه الأسر، يتم إعفاؤهم مِن الرسوم الدراسية، ومبلغ التأمين للحاسب الآلى المحمول ويسلم الجهاز هدية للطالب، إضافة إلى استثنائهم من شرط التقييد بالمربع السكنى.

 هدايا الأعياد

من اللمسات الإنسانية أيضا.. هو عادة كل عيد.. حيث تصل الهدايا وفقًا لتعليمات الرئيس السيسى لكل أسرة شهيد، فتحرص القيادة العامة للقوات المسلحة، على إصدار أوامرها بتنفيذ عدد من الزيارات لمنازل أسر الشهداء، بعدد من محافظات الجمهورية، وتقديم الهدايا العينية والمادية المقدمة من الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك، فى ظل الإجراءات الاحترازية التى تتبعها الدولة، للحفاظ على سلامة المواطنين، ومجابهة انتشار فيروس كورونا.

تحرص وزارة الداخلية أيضا على الاحتفال مع أسر الشهداء بالأعياد، بعد أن منعت جائحة كورونا استقبال الرئيس السيسى لأبناء وأسر الشهداء للاحتفال معهم بنفسه بفرحة العيد.

 أسماء الشهداء تزين المشروعات القومية

وتخليدًا لاسم الشهيد.. كانت هناك أيضاً تعليمات واضحة من الرئيس السيسى العام الماضى وتحديدًا خلال افتتاحه لمشروع بشائر الخير بالإسكندرية فى شهر مايو، حين وجه بإطلاق أسماء الشهداء على المشروعات القومية فى الأحياء والمدارس والشوارع بما فيها أسماء الشهداء من الأطباء الذين ضحوا بحياتهم فى مجابهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19).

وعلاوة على الخدمات السابقة فإن مجالات الرعاية تمتد لقطاعات السكان والتموين والنقل وغيرها.. وهو الأمر الذى يتابعه الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه والذى وجه خلال الشهر الماضى بقيام صندوق تكريم الشهداء بصرف التعويض المادى المستحق للمستفيدين من أعمال الصندوق وفقًا لأحكام القانون رقم 16 لسنة 2018، وذلك على دفعة واحدة خلال شهر سبتمبر 2021، مشددًا على الالتزام بسرعة صرف جميع التعويضات لصالح الأسر والأفراد المستفيدة من الصندوق، وكذلك استمرار العمل على تطوير برامج الصندوق وحوكمة آلياته المالية وتنمية موارده لصالح أسر الشهداء والمصابين.

 صندوق تكريم الشهداء

ولم يفت الرئيس استعراض نشاط وعمل صندوق تكريم الشهداء خلال الفترة الماضية، والمزايا والخدمات التى يقدمها لصالح المستحقين، وذلك بالتنسيق مع جميع  جهات الدولة فى هذا الشأن، خاصةً ما يتعلق بتسليم بطاقات التكريم للمستفيدين من القانون رقم 16 لسنة 2018، وذلك خلال شهر أكتوبر 2021، فضلًا عن التنسيق مع الوزارات والهيئات الحكومية بشأن الأنشطة المختلفة والمبادرات التى يمكن توجيهها لصالح المستفيدين من الصندوق.

رعاية أسر الشهيد وتعظيم تضحياته تم تحسينها وفقا لتشريع قانون (القانون رقم 16 لسنة 2018) لضمان وصول الخدمات بالشكل الأمثل، حيث يتولى الصندوق بالتنسيق مع الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص توفير أوجه الرعاية والدعم فى جميع  مناحى الحياة لأسر الشهداء والمفقودين والمصابين.

 وظائف بالجهاز الإدارى

ووفقًا للتوجيهات يقوم الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بالبدء فى اتخاذ إجراءات تعيين المستوفين لشروط شغل الوظائف من أسر ضحايا ومصابى العمليات الإرهابية من المدنيين بوظائف بالجهاز الإدارى بالدولة ،وذلك بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى دون الحاجة لتعديل قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2804 لسنة 2017، شأن قواعد شغل الوظائف العامة للفئات المنصوص عليها بالفقرتين الثانية والثالثة من المادة 13 من قانون الخدمة المدنية.

 مبادرة دراجتك -صحتك

وتم تفعيل مبادرة وزارة الشباب والرياضة (دراجتك - صحتك) لتخصيص دراجة هوائية واحدة لأسرة الشهيد أو الضحية أو المفقود أو المصاب من الراغبين على أن يتحمل الصندوق نصف ثمن الدراجة ويتحمل المستفيد نصف الثمن الآخر، وقام الصندوق بتفعيل المبادرة وتسليم المرحلة الأولى من الراغبين من محافظتى القاهرة والجيزة بواسطة وزارة الشباب والرياضة.

وتم تسليم بطاقات التكريم للمستفيدين من القانون 16 لسنة 2018 خلال شهر أكتوبر بالتنسيق مع الوزارات المعنية (وزارة الدفاع – وزارة الداخلية – وزارة التضامن)، وذلك بعد صرف التعويض المادى لمرة واحدة مع قيام تلك الوزارات بتوزيعها على المستفيدين وموافاة الصندوق بتمام التنفيذ.

 تحية الشهداء

القيادة السياسية لا يفوتها أى مناسبة إلا وتقدم التحية لشهداء الوطن وكان آخرها خلال حفل تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية يوم الاثنين الماضى، حيث قال نصًا: «فى الأوقات الجميلة أبدًا لن ننسى الشهداء والمصابين الذين قدموا ومازالوا يقدمون.. وده أمر طبيعى لأن المهمة المكلفة بها القوات المسلحة الحماية لمصر وشعبها.. تحية لكل الشهداء وأسرهم».

ومنذ أن تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم، وتكريم أسر الشهداء هو تقليد ثابت فى كل فاعلية تخص احتفالات القوات المسلحة والشرطة، ونتابع جميعًا كم التقدير الذى يعبر عنه الرئيس خلال تلك التكريمات وتفاعله مع كل مطلب من مطالب أسر الشهداء، ومعاملته الأبوية والإنسانية مع أبنائهم، وكيف ينحنى لتقبيل جبين كل أب وأم قدموا ابنهم فى سبيل رفعة وحماية الوطن.

 تقدير موقف

ما تم تقديمه لرعاية أسر الشهداء وتعظيم مكانتهم يعكس عدة أمور، أهمها أن القيادة السياسية  للدولة تعى تمامًا حجم التضحيات التى تم تقديمها وأنه مهما تم تقديم الدعم لأسرهم فهو أقل من حقهم على الدولة، وهو الأمر الذى يكرره الرئيس السيسى مرارًا وتكرارًا.