الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قصة محاولة إسرائيل الفاشلة لاحتلال الإسماعيلية: فترة وقف إطلاق النار.. سكتت المدافع وبـــدأت معركة السياسة

عندما سُئل الرئيس الراحل محمد أنور السادات: «هل انتصرت فى حرب أكتوبر».. قال بشكل واضح: «انظروا لما حدث فى إسرائيل وستعرفون الإجابة».. تحققت الأهداف المصرية للحرب وعصفت بكل الأهداف الإسرائيلية.



لم يتحقق لإسرائيل فى النهاية هدف واحد، وحتى حصار الجيش الثالث فى ثغرة الدفرسوار خلال الحرب تم إنهاؤه رغم شدته، ولم ينجح الإسرائيليون فى استكمال احتلال السويس أو الإسماعيلية.

إلى الآن نتذكر اليوم الأسود على إسرائيل 9 أكتوبر، حيث وقفت جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل، وموشى ديان، وزير الدفاع، لإعلان هزيمة إسرائيل قائلين أن دولتهم تصارع من أجل البقاء.

وفى ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس فى 16 سبتمبر 1974 قال أهارونياريف، مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق: «لا شك أن العرب خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس خرجنا ممزقين وضعفاء».

>كواليس وقف إطلاق النار

وبينما كان الجيش المصرى فى أوج انتصاره، وغبار المعركة لايزال فى الهواء، والهزائم الإسرائيلية ظاهرة على جباه قادتهم، أصدر مجلس الأمن القرار رقم 338 فى السابعة صباحًا يوم 22 أكتوبر 1973، بوقف إطلاق النيران، وكان القرار يتضمن ثلاث فقرات.. هى:

دعوة جميع الأطراف المشتركة فى القتال الحالى إلى وقف إطلاق النيران وإلى إنهاء كل نشاط عسكرى فورًا، على أن يتم ذلك فى وقت لا يتجاوز 12 ساعة من صدور هذا القرار. وذلك على المواقع التى تحتلها هذه الأطراف فى ذلك التوقيت.

دعوة الأطراف المعنية إلى البدء فورًا بعد وقف إطلاق النار، فى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242، بجميع أجزائه.

البدء فى مفاوضات فورية بين الأطراف المعنية، فى الوقت الذى يتم فيه وقف إطلاق النار، تحت إشراف مناسب، بغية تحقيق سلام دائم وعادل فى الشرق الأوسط.

لم تحترم إسرائيل قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، ظنوا أن بإمكانهم تقليل الخسائر واحتلال مدن أخرى.. لكن الجيش المصرى كان قد دخل المعركة لينتصر فقط من دون أى احتمالات أخرى.

وعن تلك الفترة يقول اللواء محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته: «عندما صدر قرار مجلس الأمن 338 بإيقاف القتال اعتبارًا من غروب شمس يوم 22 أكتوبر، كانت إسرائيل رغم موافقتها على تنفيذه تضمر نواياها بعدم احترامه.. لقد كانت إسرائيل تعلم أن موقف قواتها فى غرب القناة منطقة الدفرسوار يضعها فى موقف عسكرى ضعيف إذا استؤنف القتال مرة أخرى».

ويضيف اللواء الجمسى: «فضلاً عن ذلك فإنها لم تحقق هدفًا سياسيًا أو هدفًا عسكريًا استراتيجيًا، لفشلها فى إرغامنا على سحب قواتنا فى شرق القناة إلى غربها، كما أنها لم تتمكن من تهديد أو قطع خطوط مواصلات الجيشين أو أحدهما مع قواعد إمدادها وفى الوقت نفسه فشلت فى محاولتها للوصول إلى مدينة الإسماعيلية.. ولذلك قررت إسرائيل أن تبذل جهدًا كبيرًا لتحقيق قدر من المكاسب السياسية أو العسكرية قبل أن تلتزم بوقف إطلاق النار. وفى سبيل ذلك، دفعت إسرائيل بقوات جديدة إلى غرب القناة ليلة 22/ 23 وليلة 23 / 24 أكتوبر لتعزيز قواتها فى منطقة الدفرسوار.. ثم استمرت فى القتال وتقدمت قواتها جنوبًا لمحاولة تطويق الجيش الثالث لقطع طريق مصر السويس الصحراوى والاستيلاء على مدينة السويس»، لكن ذلك لم يحدث، ففى أرض المعركة كان الجيش حاضرًا وعلى المنصات السياسية كانت هناك معركة أخرى دائرة.

>معركة سياسية

يتحدث اللواء الجمسى عن العمل السياسى المصرى فى مجلس الأمن: «نتيجة للعمل السياسى، وبناء على طلب مصر عقد مجلس الأمن اجتماعًا، حيث أصدر مساء يوم 23 أكتوبر قراره رقم 339 بتأكيد مضمون قراره السابق، كما حث الأطراف على العودة إلى الخطوط السابقة.. ووافقت مصر وإسرائيل على القرار والالتزام به اعتبارا من السابعة صباح يوم 24 أكتوبر».

>معركة الـ22 عامًا!

رغم المعجزة المصرية العسكرية فى حرب أكتوبر، فإن الإنجاز لم يكن فقط وقت عبور قناة السويس، بل سلسلة من معارك حربية وسياسية ودبلوماسية وقانونية امتدت من أول يوليو 1967 فى معركة رأس العش، وهى أولى معارك الرد المصرى على إسرائيل، وحتى 19 مارس 1989، أى أن المعركة المصرية امتدت 22 عامًا.

وحتى حينما اختارت مصر السلام وتفرغت للمفاوضات، قال الرئيس السادات بثقة أمام الكنيست الإسرائيلى فى العام 1977: «لقد جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين»، فى حين كان قادة إسرائيل يجلسون أمامه يعلو وجوههم الحزن بعد أن وضعهم فى مأزق مرتين، الأولى الحرب، أما الثانية فكانت اقتراح السلام من موقع القوة.

»

فى ذكرى النصر لا يمكننا أن ننسى كلمات شارون عندما سأله خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية فى لندن: «ما مفاجأة حرب أكتوبر لكم أيها الإسرائيليون؟».. فقال: «الجندى المصرى الجديد».