الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تتمنى أن يصبح «بيت سلمى» براند فنيًا كبيرًا فى المستقبل: سلمى محمد: بعض المعارض الفنية تحاول استغلال الشباب

اسمعهن..



«روزاليوسف» تقدم مساحة حرة للتعرف على الموهوبات فى المجالات المختلفة.. نلقى الضوء على الأفكار.. التحديات.. الطموح.. نقدمهن للوسط الثقافى والفني..

من هنا تبدأ الرحلة فاسمعهن.. 

لم تكن الطفلة التى تحب حصص الرسم تعلم أن ذلك سيكون عملها فى المستقبل، رُغم أنها توقفت لأكثر من 9 سنوات عن الرسم واتجهت للتخصُّص فى دراسة الحاسب الآلى وتكنولوچيا المعلومات؛ فإنها خلال السنوات الثلاث السابقة قطعت شوطًا كبيرًا فى تأسيس مشروعها الخاص «بيت سلمى»؛ حيث بدأت برسم اسكتشات فنية بسيطة ثم الرسم على الجدران كديكور فى أماكن مختلفة؛ حيث تهدى الحوائط الصماء قطعة من روحها.

«سلمى محمد» صاحبة الـ24 عامًا، لم تتجاهل موهبتها القديمة فى كتابة القصص وبدأت تُسَوّق رسوماتها عبر منصات السوشيال ميديا بكلمات أدبية بسيطة، تتمنى أن تؤسّس الجاليرى الخاص بها وتتيح ورش تعلم مجانية للشباب.. لكن كيف بدأت رحلتها مع الفنون أصلاً؟

تقول سلمى:

فى فترة كورونا بدأتُ رسم المانديلا بعد انقطاع طويل عن الرسم، ولاقت رسوماتى إعجاب الكثير من أصدقائى، وكنت أدخل رسومات الكارتون مع الأشكال الهندسية المختلفة.. بعدها فكرت ألا يصبح رسمى مقصورًا على المانديلا فقط، وبدأت فى تعلم استخدام خامات مختلفة للرسم أونلاين ورسمت تابلوهات «أكريلنج بورينج» وغيرها من الخامات.. وأيضًا والدى دعمنى بشكل كبير فى تعلم الرسم.

 حدّثينا عن تجربتك فى تعلم الرسم أونلاين؟

- لم تكن أفضل شىء فى البداية؛ خصوصًا أننى شخص مَلول جدًا، لكن لأننى أحببت ذلك المجال كنت أعمل على نفسى بشكل كبير وأقوم بتطبيق كل ما أتعلم، وكان الأمر ممتعًا بالنسبة لى لأننى أحببت ما أفعل، وقررت من وقتها أن أتوسع وأطوّر من نفسى دائمًا حتى لا أقف عند نقطة معينة.

 متى قررتِ أن يتحول شغفك بالرسم إلى مشروع؟

- بعد تجربتى فى التعلم أونلاين رسمت اسكتشات صغيرة فى تلك الفترة وانتقلت بعد ذلك لرسم التابلوهات.. وساعتها اقترح علىَّ أصدقائى أن يتحول الأمر إلى مشروع.. لم أكن متقبلة ذلك بشكل كامل فى البداية.. فأى شىء أقوم برسمه يكون جزءًا منّى وليس سهلاً التفريط فيه وبيعه.. لكن مع الوقت اقتنعت بالفكرة؛ خصوصًا بعد أن زادت أعداد التابلوهات عندى وأنا أحتاج للتوسع وتنفيذ أفكار أكثر.

وقتها بدأت فى تأسيس حسابات على منصات السوشيال ميديا المختلفة «فيسبوك.. إنستجرام» باسم «بيت سلمى» لأعرض من خلالها أعمالى للناس، وبالفعل حصلت على الكثير من التشجيع.

حاولت فى البداية التواصل مع متخصّصين فى التسويق الإلكترونى، لكن للأسف جاء ذلك بنتيجة عكسية؛ لأنهم لم يفهموا طبيعة عملى، كانوا يتعاملون على أنها مجرد منتَج يتم تسويقه، ولكن التعامل مع الفن يكون بشكل مختلف، لذلك قررت العمل بنفسى على تسويق أعمالى وعرضها بشكل مختلف.. أثناء ذلك قررت الرسم على الجدران وبدأت رحلة مختلفة.

 وكيف بدأتِ الرسم على الجدران؟

- بدأ الأمر من جدار غرفتى، وجدت أننى أحتاج لمساحة واسعة بعد رسم الكثير من التابلوهات، والحقيقة أننى أحببت الأمر بشكل كبير ولم يَعُد لدىَّ الوقت الكافى للتابلوهات كالعادة، لكنها تجربة جميلة ومستمتعة بالاستمرار بها.

وأتلقى الآن الكثير من العروض لرسم ديكورات فى أماكن مختلفة آخرها كان «وورك سبيس» مخصص لبنات فى الإسكندرية وستكون أغلب الرسومات المنفذة مستلهَمة من الفنون الإفريقية الأقرب لقلبى، وبالفعل نفذت العديد من التجارب على الجدران.

 وما الفَرْق بين رسم الاسكتشات والجداريات؟

- الاسكتشات مهمة جدًا، فهى تعطينى الكثير من الخبرة كما أنها تساعدنى فى إظهار أفكارى بشكل أفضل، كما أنها مرحلة مهمة فلا يمكن لأحد الرسم على الجدران أو التابلوهات من دون أن يكون متمكنًا من رسم الاسكتشات أولاً.

أيضًا التابلوهات رُغْمَ حبى لها؛ فإنها تأخذ الكثير من المجهود والألوان، وفى النهاية لا يتم تقديرها بشكل كافٍ؛ أمّا التعامل مع الجدران فيكون مختلفًا.

 ما أبرز التحديات التى واجهتك؟

- أول شىء أن أغلب الناس لا يُقَدّرون العمل اليدوى، كما أن هناك بعض مهندسى الديكور تواصلوا معى لشرء لوحاتى، لكنهم كانوا يريدون شراءها حتى بأقل من تكلفتها علىَّ ليبيعها هم بسعر أعلى ووجدت أن هذا غير منطقى.

أيضًا تواصلت مع الكثير من المَعارض والجاليريهات المختلفة، لكننى واجهت المشكلة نفسها، فرُغم أنهم يبيعون اللوحات بأرقام كبيرة وما دام اسمك لا يزال غير معروف فلا يقدّرون العمل.

كما أن الكثير من المَعارض الفنية لا تدعم الشباب بأى شكل؛ بل تريد بَعد أن يصرف على اللوحة من مصروفه أن تقلل من تقدير مجهوده بدلاً من دعمه فى البداية بالخامات اللازمة.

 هناك تصوُّر شائع أن مَن يشترى اللوحات أو يتعامل مع الفنون عمومًا، هو أمر مقتصر على طبقة معينة.. من خلال تجربتك كيف ترين ذلك؟

- تعاملت مع طبقات مختلفة.. لكن الإقبال بشكل أكبر على شراء التابلوهات كان من شباب الجامعات وجميعهم من الطبقة المتوسطة.. وهى الفئة التى أجدها تقدّر كثيرًا العمل اليدوى والفنون بشكل عام عكس حتى بعض الأشخاص فى فئات أعلى ممن يحاولون دائمًا التقليل من قيمة العمل للحصول عليه بسعر أقل.. لكننى عندما أجد من يُقدّر العمل ولا يمتلك سعره يمكننى أن أقدّمه مجانًا فقط لأننى وجدت فى عينيه نظرة تقدير وحبًا لعملى.

 خلال الفترة المقبلة.. ما الذى تريدين تحقيقه؟

- أريد أن يكون «بيت سلمى» «براند» فنيًا كبيرًا وأفتتح عددًا من المَعارض والجاليرهات فى أماكن مختلفة.. كما أتمنى تقديم ورش كثيرة لتعليم الشباب وعرض أعمالهم ودعمهم فى بداية مشوارهم.