الأحد 11 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«على الأشرف» يتجول فى الشوارع لتوزيع البهجة: بلياتشو الإسكندرية المتجول

«كنت أشعر بالخجل والخوف من دخول المنطقة التى أسكن فيها بتلك الملابس وأخشى نظرات الناس، فكنت أبحث عن مكان سواء كافيه أو مول أستبدل فيه ملابسى بعد انتهاء اليوم وأيضًا فى بداية اليوم، ولكن الآن لم أعد أخجل من شىء لأنى أيقنت أن العمل الشريف والرزق الحلال لا يعيب صاحبه».. يحكى «على الأشرف»، بلياتشو الإسكندرية المتجول، عن تفاصيل رحلته اليومية فى شوارع عروس المتوسط.



يتجول «الأشرف» فى شوارع مدينته لإسعاد الأطفال والكبار وإدخال البهجة إلى قلوبهم: «مهنة البلياتشو موجودة فى مصر منذ زمن، إلا أنه خلال الفترة الأخيرة تمت الاستعانة ببعض الأجانب أو الجنسيات الأخرى لمهرجى السيرك؛ حيث أصبح وجود البلياتشو المصرى قليلًا».

ربما تكون مهنة المهرج من المهن التى لا تجد قبولاً عند البعض للعمل بها أو قد ينظر إليها البعض نظرة متدنية كموروث اجتماعى رُغم أنها تدخل السعادة والبهجة إلى القلوب، لكن «الأشرف» قرّر تغيير تلك الصورة بملابس البلياتشو الملونة المبهجة واضعًا المساحيق على وجهه مرتديًا الشعر المستعار ذا اللون الأحمر حاملاً البالونات.

يطوف شوارع الإسكندرية بحثًا عن الأطفال الذين يبتهجون لرؤيته ويذهبون لمشاهدة حركاته وشراء البالونات والتقاط الصور معه، ساعيًا على رزقه متحدين نظرات البعض التى قد لا تكون مشجعة متجاهلين تعليقات البعض التى قد تكون جارحة مُصرًا على أن يعمل ما يحب طالما لا يؤذى أحدًا ولا يفعل شيئًا مخلاً.

ويقول: «أنا من مواليد الإسكندرية من حى الأزاريطة أبلغ من العمر 38 عامًا، حاصل على دبلوم تجارة منذ أن تخرجت بحثت عن فرص للعمل، ولكنى لم أجد عملاً مناسبًا كنت أعمل لفترات ولا أستمر، كرهت الجلوس فى المنزل، ولأننى منذ الصغر كنت أحب مهنة البلياتشو أو المهرج فقررت أن أبحث عن مجال عمل بتلك المهنة التى أحبها أو أن أبحث عمن يدربنى عليها».

ويضيف: «بالفعل فى البداية سعيت لذلك وعملت مع بعض الشوهات أو من يقدمون حفلات للأطفال، ولكن لم أوفق للعمل معهم لفترات طويلة؛ حيث كنت أرتدى ماسكات وملابس ثقيلة لشخصيات كارتونية مثل ميكى وغيره.. وكان ارتداء تلك الملابس مرهقًا جدًا بالنسبة لى ولم أستمر.. فقررت النزول إلى الشارع والتجول بملابس البلياتشو».

البحث عن فرصة عمل هو ما قاد الأشرف لمهنة البهجة: «عدم وجود شغل وأيضًا حتى لا أجلس فى المنزل قررت منذ أربع سنوات النزول للشارع وأن أفعل ما أريد وما أحب منذ الصغر، دون أن ألتفت لنظرات أحد أو أن أستمع لحديث بعض المغرضين، وبالفعل صممت ملابسى بنفسى وجهزت كل شىء، وأتذكر جيدًا ذلك اليوم الذى كان أول أيام عيد الفطر.. وعندما نزلت للشارع وجدت إقبالاً كبيرًا من الأطفال على شراء البالونات والتقاط الصور معى».

يعانى بلياتشو الإسكندرية من نظرات الناس أحيانًا واستنكارهم: «رغم محبة الأطفال والكبار أعانى من الانتقادات والتعرض للمخاطر.. ولكن فى النهاية ربنا اللى بيستر، وفى النهاية أغلب السكندريين التقطوا الصور معى وأصبحت أجد من يطلبنى فى الحفلات والأندية الكبرى وحتى الآن أنزل إلى الشارع، فهناك من يشاهدنى فيعرض علىّ الذهاب إلى حفلات كبرى».

فى المقابل كان للأسرة دور كبير فى دعمه: «والدى شجعنى ولا أخشى نظرات الجيران كما كان فى السابق.. والدتى متوفاة والفضل يعود لتشجيع والدى هو يعمل منجدًا لم ينتقدنى، بل شجعنى على الاستكمال فى العمل الذى أحبه وأن أجتهد وأبتكر فيه.. أنزل من منزلى وسط الجيران والمنطقة مرتديًا الملابس الملونة والشعر الأحمر البرنيطة ذات الأنوار واضعًا الألوان والمساحيق على وجهى وعندما أنهى يومى أذهب للمنزل كما أنا».

يحلم بعودة المهرج المصرى وتغير نظرة المجتمع: ويضيف: «أحلم بأن يعود المهرج المصرى بقوة فى الحفلات وأن تنتهى أزمة كورونا لأنها أثرت بشكل كبير على إقامة الحفلات والاحتفالات، وأن يصبح لى اسم كبير على مستوى جميع محافظات مصر وأن تتغير نظرة المجتمع للعديد من المهن وأن يعلم الجميع أن العمل الشريف فى حد ذاته شرف».