الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صاحبته قطعت الموكب الملكى وبدأت القصة: حكاية مقهى الملك فاروق

صورة تاج الملك فاروق هى أول ما يخطف نظرَك فجأةً أثناءَ تنزّهك داخل شوارع وأزقة حى بحرى بالإسكندرية؛ حيث التاريخ يلتقى برائحة نسيم البحر، وتحديدًا فى شارع «إسماعيل صبرى»، وتتساءل عن هذا المكان لتكتشف من قصص المارّة حكاية مقهَى الملك فاروق.. وتتأكد أنه ليس مجرد اسم عابر لمقهَى؛ بل هو فعلًا أول مقهَى جلس عليه الملك فاروق بَعد جلوسه على عرش مصر.



ورُغم مرور عشرات السنوات على رحيل الملك؛ فإن مقهَى «فاروق» بات من أشهَر المقاهى الشعبية بعروس البحر المتوسط؛ بل أصبح لسان حال «الإسكندرانية»، محتفظا بالكثير من الذكريات والتفاصيل عن الحقبة الملكية بمصر.

وبمجرد أن تتخطى قدماك عتبته حتى ترى أمامك الكثير من التفاصيل القديمة التى تنقلك لزمن آخر، يحكى كل ركن فيه عن الملك فاروق، ليكون المقهَى اسمًا على مسمى؛ حيث تجد هناك عددًا كبيرًا من صوره الشخصية مع زوجته وأفراد العائلة الملكية، إضافة إلى صوره وهو جالس على المقهَى نفسه، ثم المنصة العتيقة التى تحمل اسم «الملك فاروق» على لافتة ذهبية فاخرة فى الركن الذى كان يُفضل الملك الجلوس داخله، ووفقًا لأحد العاملين فى المقهَى؛ فإن هذا الركن أو «المنصة» أنشئ بناءً على أمْر من الملك نفسه لصاحب المقهَى؛ حيث طلب أن يخصصه فقط له.

يتخطى عمر المقهَى الثمانين عامًا؛ حيث أنشئ فى العام 1928، ليصبح واحدًا من أشهَر وأقدم المقاهى الشعبية فى الإسكندرية بعد أن اختاره الملك فاروق دونًا عن غيره فى الإسكندرية ليجلس داخله، تاركًا اسمَه على لافتته.

جاءت شهرة «إسماعيل صبرى» الشاعر من إطلاق اسمه على الشارع الذى يقع على ناصيته مقهَى فاروق ليصبح شارع إسماعيل صبرى، هو الأشهَر من الشاعر إسماعيل صبرى.

وتقول دكتورة زينب المنسى، أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية، تعود ملكية المقهَى إلى السيدة اليونانية مارى بيانوتى، وكان اسم المقهَى كاليميرا أو صباح الخير باليونانية، مشيرة إلى أن ذلك المقهَى مُلتقى البرجوازية المصرية قبل الثورة وكذلك منتدى التجار. 

رُغم قيام ثورة يوليو منذ 70 عامًا؛ فإن الذاكرة السكندرية لا تزال تذكر المقهَى بأنه كان مجلسًا للملك فاروق خلال تواجده بالإسكندرية، وهو أول مقهَى جلس عليه الملك فاروق بعد جلوسه على عرش مصر. 

وتعود حكاية فاروق مع المقهَى إلى إحدى ليالى الصيف عام 1938؛ حيث كان فاروق فى طريقه لقصر رأس التين فقامت اليونانية صاحبة المقهَى بقطع الطريق أمام موكب الملك وتوقف الموكب ونزل من السيارات المصاحبة للموكب عددٌ من مرافقى الملك لاستطلاع الأمر، إلا أن اليونانية كانت أسرع منهم ووصلت لسيارة فاروق وأدت له التحية وسألها فاروق عن حاجتها وكانت المفاجأة أنها طلبت منه أن يقبل دعوتها لتناول القهوة لديها فى المقهَى الذى تمتلكه الذى كان يُسمى حتى تلك اللحظة مقهَى كاليميرا أو صباح الخير.

ولبّى فاروق الدعوة وتوجّه للمقهَى وسط حاشيته ورجاله، وطلب الشيشة كما طلب كوبًا من الشاى وتم تغيير اسم المقهَى منذ ذلك اليوم إلى مقهَى فاروق.

يحتفظ المقهَى بالكثير من تفاصيل التراث الملكى، فتجد على حوائط المقهَى صورة لتاج فاروق الملكى، وعددًا كبيرًا من صوره الشخصية مع فريدة وأفراد العائلة الملكية، إضافة إلى صوره وهو جالس على المقهَى نفسه، ثم المنصة العتيقة التى تحمل اسم «الملك فاروق» على لافتة ذهبية فاخرة فى الركن الذى كان يفضل الملك الجلوس داخله، ويُعتقد أن هذا الركن أو «المنصة» أنشئ بناءً على أمْر من الملك نفسه لصاحب المقهَى؛ حيث طلب أن يخصصه فقط له. بالإضافة إلى الشيشة الخاصة بفاروق.

وأصبح من عادات فاروق الذهاب للمقهَى صباح كل يوم أثناء وجوده بقصر رأس التين لاحتساء القهوة التركى و«الشيشة. الطومباك» فى الركن الخاص به.