الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تطوير 65 قرية تضم 492 نجعًا فى 5 مراكز: «حياة كريمة» تحقق أحلام أهالى قنا

 احتفلت محافظة قنا منذ أيام قليلة بالعيد القومى للمحافظة، الذى يواكب الثالث من مارس من كل عام ، وهو ذكرى إجبار الأسطول الفرنسى على الانسحاب، فى معركة طاحنة بقرية البارود التابعة لمركز قفط جنوبى قنا، منذ قرابة 221 عامًا، وتحديدًا فى 1799. خرج أهالى قرية البارود بقنا، وقتها فى ملحمة تاريخية.



ببسالة وشجاعة، استخدموا فيها العصا والنبوت، والأسلحة التقليدية.

 

وواجهوا الأسطول الفرنسى بأسلحته الثقيلة، وأجبروه على الانسحاب ، وإفساد مخططه الاستعمارى للوجه القبلى.كانت نهاية الأسطول الفرنسى على يد قرية صغيرة تسمى  «البارود» الواقعة على ضفاف النيل بقنا؛ حيث نجح أهالى القرية فى ملحمة بطولية سجلتها ذاكرة التاريخ فى القضاء على الأسطول الفرنسى المكون من اثنتى عشرة سفينة تتقدمها السفينة الحربية إيتاليا والاستيلاء على ذخائر الجيش.

 

قرية أبومناع بحرى تواجه الحملة الفرنسية

من قرية أبومناع بحرى بدشنا تبدأ جولتنا من محافظة «قنا»، تلك القرية البسيطة التى نجحت  فى مواجهة الحملة الفرنسية المدججة بأحدث أنواع الأسلحة فى الجبل، بعد محاولة الثوار فى الصعيد الاشتباك مع المحتلين لاسترداد مدينة قنا يوم 12 فبراير 1799، وفشل الثوار فى استرداد المدينة العتيقة من أيدى الاحتلال. وتعتبر قرية أبومناع بحرى من أولى القرى التى دخلت فى التطوير ضمن المبادرة الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، «حياة كريمة» وتراثها الثقافى، التقينا بأحد أهالى قرية أبومناع، الذى قال لنا إن مبادرة «حياة كريمة» هى حلم من شأنها النهوض بمستوى معيشة المواطنين وتخفيف معدلات الفقر وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية المقدمة إليهم، قائلا إننا لدينا المستشفى القديم الذى  يُعتبر ثانى أكبر مستشفى على مستوى قرى قنا، وهو شبه مهجورة. مؤكدًا أن قرية أبومناع بحرى رُغم تمددها العمرانى وكثرة المدارس والمعاهد بها التى بنيت بالمجهودات الذاتية قديما؛ فإنها تعانى من عدم وجود الصرف الصحى، مما جعل المياه الجوفية تؤدى لتآكل المنازل، اﻷمر الذى يجعلهم يعتمدون على الصرف اﻷهلى، الذى يتسبب فى كثير من اﻷمراض لهم وﻷطفالهم، فضلا عن افتقار القرية للخدمات فى المستشفى مما يضطرهم للتحرك لمسافات بعيدة للكشف على أولادهم لعدم وجود الرعاية الكافية بالمستشفى داخل قريتهم.

وقال إن توصيل خدمات الصرف فى قريتهم سيقضى على عادة للأهالى بإلقاء مخلفات الصرف فى الترع مما يجعلها تسبب الأمراض، وتفسد الزراعات. مؤكدًا أن خطاب الرئيس السيسى عن تنمية القرى أشاع الأمل فى الناس التى كانت ولا تزال تطالب بتنمية لقراها المحرومة من الخدمات.

 مدينة الوقف

من قرية أبومناع بحرى نتجه إلى مدينة الوقف، وهى إحدى مراكز محافظة قنا، التى كانت فى السابق إحدى القرى التابعة لمركز دشنا ولكن نظرًا لاتساع مساحتها الزراعية صدر قرار بجعلها إحدى مراكز محافظة قنا، وتقع الوقـف فى البر الجنوبى من نهر النيل ويتضمن الضفة الغربية منه ويحدها من الشمال نهر النيل؛ حيث يقابلها دائرة مركز دشنا من البر الشمالى، ومن الجنوب حافة الصحراء الغربية، ومن الشرق دائرة مركز قنا، ومن الغرب دائرة مركز نجع حمادى.

وترجع تسميتها بهذا الاسم إلى أنها كانت أرض وقف، وتشتهر مدينة الوقف بزراعة محصول قصب السكر، وحظيت قرى مدن الوقف بتنفيذ عدد من مشروعات المرحلة الثانية لـ«حياة كريمة» التى تستهدف تطوير 65 قرية تضم 492 نجعًا فى 5 مراكز.

 قرية المراشدة

وفى قرية المراشدة هى إحدى القرى التابعة لمركز الوقف التقينا أسامة حسن- أحد أهالى القرية- الذى حكى لنا أن قريته من القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا، فأغلب بيوت القرية متهالكة تحتاج إلى إعادة بنائها وتسقفها بدلًا من الطوب اللبن لحمايتنا من الأمطار والعواصف، كما نحتاج إلى دخول الغاز الطبيعى  إلى البيوت حتى يخفف عنا سعر أسطوانات البوتاجاز مع رصف الطرق  المؤدية للقرية.

وأوضح «على»، أن القرية تحتاج إلى تغطية الترعة ضمن مشروع «حياة كريمة»؛ حيث تسببت تلك الترع على مدار سنوات فى جلب الأمراض للأهالى، كما يحتاج الأهالى إلى تشغيل الصرف الصحى ورصف طرق القرية والنجوع والمظهر الجمالى للمنازل الجديدة التى سيعاد تأهيلها.

 مشروعات «حياة كريمة» بالمرحلة الأولى 

فى قرية العمرة التابعة لمركز أبو تشت  فى محافظة قنا مدت مبادرة «حياة كريمة» شبكات مياه الشرب والوصلات المنزلية بواقع 4 آلاف متر، بتكلفة 1.3 مليون جنيه، وتم الانتهاء من تنفيذ 12 فصلا دراسيّا جديدًا فى مدرسة العمرة الإعدادية بحجم تكلفة 5 ملايين جنيه، وفى قرية الشرقى سمهود، نفذت «حياة كريمة» مشروعات بقطاع الكهرباء تشمل إقامة محولات وأكشاك لتدعيم القدرة الكهربائية، ومد كابلات جهد متوسط، وتنفيذ أعمدة جهد منخفض، وكابلات جهد منخفض، وفى قرية الحبيلات الغربية أيضًا، مد شبكات مياه الشرب والوصلات المنزلية بطول 2400 متر، بحجم تكلفة نحو 800 ألف جنيه.

أمّا عن قرية سمهود بمركز أبوتشت فقد شهدت تنفيذ مشروعات فى قطاع التربية والتعليم منها تعلية وتوسيع مدرسة سمهود الابتدائية المشتركة، بعدد 7 فصول دراسية، بحجم تكلفة 5.2 مليون جنيه، وقرية الدهسة شهدت تنفيذ مشروعات فى قطاع الكهرباء وأعمدة جهد منخفض بنحو 105 أعمدة وكشافات ليد بعدد 105 كشافات، أمّا قرية الحاج سلام بفرشوط فتشهد إصلاح وتجديد مركز شباب الحاج سلام وإحلال وتجديد الملعب وعمل سور حوله، بتكلفة نحو 2 مليون جنيه.

وتضمنت مشروعات «حياة كريمة» فى قرية نجع عزوز مد شبكات مياه الشرب والوصلات المنزلية بنحو 1000 متر، بحجم تكلفة مليون جنيه، وتشهد قرية نجع سعيد، تنفيذ شبكات مياه الشرب والوصلات المنزلية، بطول 1000 متر، بحجم تكلفة نحو 500 ألف جنيه، وقرية أبو مناع قبلى، تشهد إنشاء مدرسة الفاوية الإعدادية بعدد 21 فصلا دراسيّا، بحجم تكلفة 10.6 مليون جنيه، وتستهدف 840 طالبًا.

وفى قرية السمطا بحرى بدشنا، سيجرى مد شبكات مياه الشرب والوصلات المنزلية بطول 4500 متر، بتكلفة 2 مليون جنيه، وإنشاء مدرسة الفحيرة الابتدائية بعدد 3 فصول دراسية، بحجم تكلفة 3.5 مليون جنيه، أمّا قرية السمطا القبلى فشهدت مد شبكات مياه الشرب والوصلات المنزلية بطول 3000 متر، بتكلفة 1.4 مليون جنيه.

كما يجرى إنشاء فصول بمدرسة أبوبكر الصديق الابتدائية فى نجع سعيد بهدف خفض كثافة التلاميذ بالفصول ومن ثم زيادة قدرتهم على التحصيل الدراسى، كما تجرى الأعمال الإنشائية بمحطة رفع الصرف الصحى الخاصة بالقرية بتكلفة 45 مليون جنيه ضمن مبادرة «حياة كريمة» والالتزام بالجداول الزمنية المحددة لها.

 

إعادة إعمار 60 منزلاً بنجعى الرماش والسويس بمركز قفط 

شهدت مبادرة «حياة كريمة» بالتعاون مع الجهات الشريكة إعادة إعمار 60 منزلاً للأسر الأولى بالرعاية بنجعَى الرماش والسويس بمركز قفط جنوب محافظة قنا، و30 منزلا وتسليم 30 مشروعًا فى قرية السمطا بحرى التابعة لدشنا شمالى قنا، كما ساعدت «حياة كريمة» فى استقبال أوراق الحالات المستحقة للدعم من أهالى قنا والخاصة بالتصالح فى مخالفات البناء، وذلك لتخفيف العبء عن كاهل الفئات الأكثر احتياجًا ومحدودى الدخل من خلال المساهمة فى دفع قيمة التصالح الخاصة بمخالفات البناء للمواطنين الاولى بالرعاية فى التجمعات المستهدفة.

وأكد عبدالراضى أبوزيد- رئيس مدينة دشنا بقنا- أنه تم عقد عدد من الاجتماعات مع رؤساء القرى؛ لتنفيذ مبادرة «حياة كريمة»، وتطوير القرى.

  رفع كفاءة مستشفى الوقف المركزى

من المراكز التى شهدت التطوير حظى مركز الوقف بتنفيذ العديد من المشروعات كرفع كفاءة مستشفى الوقف المركزى وتجهيزه، وإنشاء مبنى ملحق لمستشفى الوقف المركزى وتجهيزه، وإحلال وتجديد إسعاف الوقف الرئيسى وتوسعات محطة معالجة صرف صحى وإنشاء ورصف طريق من بابور الزنقور حتى مدخل السماينة وربط الوقفة بالسماسرة.

وحرصت المبادرة أيضًا على الاهتمام بالطرُق وتمهيدها من خلال رصف طريق مدخل مدينة الوقف من ناحية الصحراوى الغربى حتى مدينة الوقف الجديدة، مع إحلال وتجديد شبكات مياه الشرب المتهالكة ومد وتدعيم شبكات المناطق المحرومة، بجانب تأهيل ترعة الروكا وتأهيل ترعة عامر، وتطوير إسعاف المراشدة، ويجرى رصف طريق وادى كوم أمبو من العمارات السكنية بالوقف حتى طريق فايز بالمراشدة، ورفع كفاءة وحدة الطب البيطرى، وتوصيل الغاز الطبيعى لقرية المراشدة بجانب إنشاء مغذى جديد لتدعيم القرية وتدعيم القرية وجزيرة العبل والقلمينا، بجهد منخفض وبجهد متوسط، وتأهيل ترعة محجر دندرة، بجانب صيانة وتطوير المبنى الإدارى وإحلال وتجديد السور لمركز شباب عزبة علام.

وفى جولتنا بالمحافظة التقينا المهندسة فاطمة إبراهيم- السكرتير العام المساعد لمحافظة قنا- التى قالت لنا  إن المحافظة ستقوم بالتعاون مع القطاعات الخدمية بتقديم كل البيانات اللازمة لمسئولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ حتى يتسنى لهم التنسيق مع الشركات المنفذة لبدء تنفيذ المشروعات التى سيتم التوافق عليها بالقرى المستهدفة.

وأضافت إن مركز الوقف على الحافة الشمالية الغربية لمحافظة قنا على البر الأيمن لنهر النيل، وتصل مساحته إلى 80 كم مربع، مشيرة إلى أن المركز يعانى من عدد من المشكلات فى القطاعات المختلفة، وفى ضوء ذلك استعرضت الموقف الحالى فى القطاعات؛ التعليمية، والصحية، والرياضية، ومياه الشرب والصرف الصحى، والطرُق، كما تناولت التحديات التى تواجه تنفيذ مشروعات التنمية بالمركز وتوابعه.

ومن المخطط أن يستفيد من المشروعات المُزمع تنفيذها بالقرى التابعة لمركز الوقف أهالى القرى الذين يبلغ عددهم نحو 50 ألف نسمة، موزعين على قريتى «القلمينة» بعدد سكان يبلغ 14.6 ألف نسمة وعدد أسر 3454 أسرة، وقرية «المراشدة» بعدد سكان يبلغ 25.8 ألف نسمة بعدد أسر يبلغ 6017 أسرة، وجزيرة «الحمودى» التى يبلغ عدد سكانها 8522 نسمة وعدد الأسر يبلغ 2030 أسرة.

ومن جهته أكد لنا اللواء أشرف الداودى، محافظ قنا، أن مبادرة «حياة كريمة» تستهدف تطوير 65 قرية تضم بدورها 492 نجعًا فى 5 مراكز موزعة كما يلى: «33 قرية بمركز أبوتشت - 9 قرى بمركز فرشوط - 17 قرية بمركز دشنا - 3 قرى بمركز الوقف - 3 قرى بمركز قوص».

وأكد «الداودى»، أن جميع القرى تم اختيارها وفقًا لعدد من الضوابط والشروط مثل معدلات الفقر ونقص الخدمات. مشيرًا إلى أنه سيتم تنفيذ مشروعات تنموية بتلك القرى والنجوع تسهم فى إحداث تنمية حقيقية ومستدامة تنعكس على كل الجوانب الخدمية والمعيشية والاجتماعية لأهالى القرى المستهدفة وفقًا لرؤية مصر 2030.

ولفت محافظ قنا، إلى أن جميع المشروعات التى سيتم تنفيذها من خلال المبادرة تأتى فى إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وتنفيذ خطة الدولة نحو تحسين مستوى الخدمات للمواطنين. معربًا عن خالص شكره وعميق تقديره للقيادة السياسية لاهتمامها بالمواطنين البسطاء من أهالينا فى القرى والنجوع والحرص على توفير جميع الخدمات والمرافق الأساسية لهم.

وقال إن الدولة المصرية تهتم بصعيد مصر اهتمامًا كبيرًا لأن الصعيد خلال السنوات السابقة كان مهمشًا والآن «حياة كريمة» قامت بتطوير 12 قرية. موضحًا إننا نعمل على تطوير 32 قرية فى المرحلة الأولى. مشيرًا أن هناك مركزًا واحدًا سيتكلف تطويره أكثر من 3 مليارات جنيه.