الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بدء إنشاء أول مشروع صرف صحى متكامل بقرية «التل الزوكى»: «حياة كريمة» تُعيد قرى سوهاج للحياة

أيام قليلة تفصلنا عن احتفالات محافظة سوهاج بالعيد القومى والذى يواكب 10 من أبريل احتفالاً بنجاح أهالى سوهاج فى التصدى لقوات الغزو الفرنسية حينما جاءت بحملتها الشهيرة على مصر وزحفت بجيوشها إلى الجنوب ولاقت الحملة مقاومة شديدة بمدن وقرى المحافظة.



 

بدأت جولتنا فى محافظة سوهاج من أضخم مشروع يقام على كورنيش النيل الشرقى بمدينة سوهاج، والذى تنفذه الهيئة العربية للتصنيع إهداء لمحافظة سوهاج للحفاظ على وجهها الحضارى المتميز، المشروع الذى تم تسميته «شارع مصر» يُقام بداية من سور نادى هيئة قضايا الدولة، ويتضمن إنشاء عدد من الوحدات التجارية وممشى ومنطقة مخصصة لألعاب الأطفال ومنطقة ترفيهية، ولاند سكيب، وذلك بعد الانتهاء من أعمال توسعة كورنيش النيل الغربى بطول 1200 متر، من مدخل كوبرى أخميم، وحتى نفق الشهيد نبيل فراج بحى غرب، والذى بدأ العمل به فى منتصف عام 2015، ويعتبر مشروع توسعة الكورنيش الغربى من أهم المشروعات السياحية بالمحافظة، حيث سيوفر العديد من فرص العمل، من خلال المحلات التجارية، التى تم إنشاؤها أسفل التوسعة والتى سيعمل بها المئات من أبناء سوهاج فور الانتهاء منها.

يُعتبر النشاط الزراعى أساس الهيكل الاقتصادى لمحافظة سوهاج، وتشتهر بمحاصيل القمح والبصل والفول والقطن والقصب والذرة الشامية والرفيعة، كما يبلغ إجمالى المساحة القابلة للاستصلاح 17،011 فدان، ومن أهم المحاصيل الزراعية التى تزرع فيها قصب السكر حيث تحتل المركز الثانى بعد محافظة قنا، بالإضافة إلى القمح والذرة الشامية (بيضاء وصفراء) والبرسيم والبصل والكوسة والثوم والطماطم والبطاطس -التى يتم تصديرها لأوروبا-.

كما يوجد بها عدد من الصناعات الغذائية وصناعة الغزل والنسيج وبعض الحرف كصناعة الأثاث والنسيج اليدوى والسجاد والكليم، وأيضًا يتواجد على أرض المحافظة (4) مناطق صناعية كبرى فضلا عن مشروع المجمع الصناعى للصناعات الصغيرة على مساحة 58 فدانًا بمنطقة الكوثر الصناعية. 

الجميع يُسابق الزمن من أجل تحقيق التنمية الشاملة فى 181 قرية و1123 نجعًا داخل 7 مراكز بمحافظة سوهاج، فأكثر من 84 ٪ من القرى لم تدخلها خدمة الصرف الصحى، ومعظم القرى محرومة من المياه النقية، وأغلب المنازل مبنية بالطوب اللبن والطين ومسقوفة بأفلاق النخيل والجريد، وأسر عديدة تقيم فى العشش والكهوف. 

مدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج واحدة من المدن التى شملتها المبادرة، والتى بدأ العمل فيها لتطوير 27 قرية بتكلفة مبدئية حوالى 2 مليار جنيه تقريبًا.

فى بداية جولتنا فى مركز جرجا وبالتحديد فى قرية بيت الخريبى قال لنا علام عدلى موظف فى مديرية التربية والتعليم: إننا ليس لدينا مكتب بريد ولا وحدة صحية ولا صرف صحى ولا نادٍ بالقرية، والآن بعد إدراج القرية ضمن مبادرة حياة كريمة شعرنا أن تلك المبادرة تم إطلاقها من أجلنا، فنحن منذ أكثر من 40 عامًا لم يشعر بنا أحد فى الصعيد، والأن نحن على المسار الصحيح مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فهو أول من شعر بنا وطالب المسئولين بدراسات احتياجاتنا ومتطلباتنا حتى يكون الصعيد فى مقدمة محافظات مصر.

والتقط الحوار معنا محمود شحاتة من قرية المغاربة بمركز جرجا جنوب محافظة سوهاج قائلا: إنه يشعر بالفخر والاعتزاز لما يتم على أرضه، ومبادرة حياة كريمة غيرت مجرى الحياة فى جرجا ويكفى ما يتم من خلال تجديد وتطوير المنازل من جديد للحفاظ على حياة المواطن مؤكدًا أنه يتم حاليًا تركيب وصلات مياه شرب جديدة وتطوير البنية التحتية للصرف الصحى وأيضًا تم رصف الطرق وإعادة توسعتها وإنارتها.

ولازالنا داخل مركز جرجا جنوب سوهاج حيث توجهنا إلى قرية المشاودة الشرقية وقابلنا أحد مشايخها ويدعى الحاج أحمد قناوى وقال لنا: إن قريتنا محرومة منذ عقود طويلة من أبسط الخدمات التى تجعلنا نعيش حياة كريمة مثل الصرف الصحى والغاز الطبيعى ووحدة إسعاف ووحدة مطافى، كما نحتاج إلى تطوير المستشفى وإنشاء وحدة صحية ومكتب بريد

 الانتهاء من تنفيذ  محطة المعالجة بالكوامل

 أثناء وجودنا فى قرية الكوامل بحرى إحدى القرى التابعة لمركز سوهاج وجدنا المقاولين والأجهزة التنفيذية على وشك الانتهاء من تنفيذ محطة المعالجة بالكوامل، فضلا عن إنشاء مركز شباب الكوامل والذى كان بمثابة حلم لأهالى الكوامل، وأخيرًا كما قالت لنا زينب زكريا: إن الوحدة الصحية بالقرية يتم تطويرها على أحدث مستوى ليتم تجهيزها طبقًا لنموذج التأمين الصحى الشامل.

 قرية الهجارسة

فى قرية الهجارسة أيضًا حالة من الفرحة لمسناها على أهالى القرية بعد إنشاء محطة رفع جديدة للصرف الصحى، كما تم الانتهاء من تأهيل 170 منزلًا بشكل متكامل، وفى قرية «الكتكاتة» بمركز ساقلتة والتى كان يعانى أهلها من مشكلات فى الصرف الصحى فستتم أعمال مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى كما تستكمل تنفيذ أعمال البنية التحتية فى قرية البواريك وبعض قرى مركز المنشأة.

 قرية التل الزوكى

فى جولتنا فى قرية التل الزوكى مركز ومدينة طما شمال محافظة سوهاج، وجدنا أن هذه القرية تشهد أول مشروع للصرف الصحى، والذى يخدم أكثر من 6000 نسمة تقريبًا، ليس هذا فقط بل إن المشروع تم تصميمه ليستوعب الزيادة السكانية والتوسع العمرانى لما يقرب من 30 سنة قادمة. وكما قال لنا حمدى هاشم إن مشروع الصرف الصحى الذى دخل القرية عن طريق مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أهم المشروعات التى شهدتها القرية على مدار تاريخها الطويل؛ لأن هذا المشروع غير الواقع في القرية بالكامل لعدة أسباب من أهمها أن مشروع الصرف الصحى عقب الانتهاء منه سوف يحمى منازل القرية القديمة والحديثة من شبح الانهيار لأن الأبار الجوفية الموجودة بالمنازل تتسبب فى أعمال رشح للحوائط مما يعرضها للانهيار فى أى وقت، وبعد مشروع الصرف كل المشاكل الخاصة بنا سوف تنتهى تمامًا.

واتفق معه شنودة توماس مدرس بقرية التل الزوكى، قائلا: إن مشروع الصرف الصحى سوف يحافظ علينا من الأمراض؛ ونتمنى أن تكتمل جميع المشروعات بالقرية قائلًا: إن المياه لدينا كانت سيئة جدًا بسبب كثرة وجود الأبار الجوفية ونسبة الأملاح كانت تتجاوز 500 وحدة وتسبب فى الفشل الكلوى للمواطنين، أما بعد تركيب مشروع الصرف فالوضع سوف يتغير، لكونه أهم المشروعات الحيوية التى كانت تحتاجها القرية، وكانت حلمًا وأصبح الحلم حقيقة، وانطلقت أعمال الحفر وتركيب المواسير والمشروع سوف يرفع عن كاهل المواطن البسيط استغلال سيارات الكسح له، حيث كان يدفع المواطن 100 جنيه عن كل سيارة كسح ويتم هذا العمل كل شهر مرتين أو أكثر.

وهذا ما أكده لنا عفت يوسف قائلا: إن مشروع الصرف الصحى الذى يتم تنفيذه سوف يحمى المنازل القديمة المترهلة من السقوط، مضيفًا أن مشروعات الصرف الصحى من المشروعات المعمرة والتى تستوعب الزيادة السكانية والزيادة العمرانية للأجيال القادمة

 انتهاء المرحلة الأولى من حياة كريمة فى سوهاج.

شريف أبو سحل، منسق عام مبادرة حياة كريم فى سوهاج قال لنا: إن المواطن السوهاجى لم يعد يشعر بالغربة ولا بالعزل بفضل المشروعات الموجودة بالمحافظة من صرف صحى وتعليم وبنية تحتية، والتى ساهمت فى تحسين مستواهم المعيشى مؤكدا أن مبادرة حياة كريمة انتهت من المرحلة الأولى بنسبة 100 %، وشملت تطوير 29 قرية بتكلفة 102 مليون جنيه، بخلاف الأسر الأكثر احتياجًا فى المنازل وبعض مشروعات التربية والتعليم والطرق والصرف الصحى.

أما المرحلة الثانية فتضم 68 قرية وتم ضخ مبلغ ما يفوق الـ 2 مليار جنيه، لاستكمال مشروعات البنية التحتية والصرف الصحى بها، مشيرًا إلى أن مبادرة حياة كريمة تجهز لجانًا شعبية وقادة سياسية لاختيار المشروعات التى تحتاجها القرية بالفعل. واستطرد قائلًا: إن اللجان الشعبية من القرية والأهالى مازالت مستمرة ومتابعة للمشروعات، وبالفعل هناك اشتراك كبير من رجال المجتمع المدنى ورجال الأعمال والجمعيات الأهلية.

 اللواء طارق الفقى: سوهاج حصلت على نصيب الأسد فى مبادرة حياة كريمة

اللواء طارق الفقى، محافظ سوهاج، قال لنا: إن مبادرة حياة كريمة فرصة تاريخية لتغيير الحياة بأكملها فى الريف المصرى، وسوهاج من أولى المحافظات التى حصلت على نصيب الأسد فى هذه المبادرة، فقد تقرر تطوير 11 قرية و1123 نجعًا فى 7 مراكز بالمحافظة من إجمالى 11 مركزًا، إضافة إلى أن هناك قرى استفادت من المبادرة خلال السنوات الماضية. 

وأشار المحافظ إلى أن تكلفة المشروعات الجديدة التى ستغطى القرى المختارة 20 مليار جنيه يتم إنفاقها خلال السنوات القليلة المقبلة، مؤكدًا أن كل الأجهزة والمصالح المختلفة فى المحافظة بدأت بالفعل تنفيذ مشروعات التطوير بالتعاون مع المجتمع المدنى، وأشار إلى أن المحافظة عقدت عدة اجتماعات موسعة برئاسته لمناقشة جميع خطط تنفيذ المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتنمية القرى التى تم اختيارها لتطويرها وتحويل بعضها إلى قرى نموذجية.

فى الوقت الذى تسارع فيه جميع الأجهزة التنفيذية للانتهاء من مشروعات حياة كريمة، حرصت وزارة السياحة والآثار على الحفاظ على المواقع الأثرية فى محافظة سوهاج وفتح أماكن جديدة للزيارة بل تطوير ورفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية، ومؤخرًا تم ترميم وتطوير منطقة مقابر الحواويش بأخميم بمحافظة سوهاج، بتكلفة بلغت 9 ملايين جنيه، وتضم منطقة آثار الحواويش من الناحية الشرقية جبانتين ، إحداهما جبانة أخميم عاصمة الإقليم التاسع، بها حوالى 900 مقبرة محفورة فى صخر السلسلة الجبلية الشرقية، لكبار الموظفين والكهنة فى عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول.

وقد خلت معظم هذه المقابر من أية نقوش ما عدا البعض منها زين بمناظر عن الحياة الإدارية واليومية والدورين السياسى والدينى للإقليم التاسع، ونصوص لسجلات أسر بعينها والمهن التى مارستها تلك الأسر، وهذه المقابر جميعها محفورة فى الصخر لها أبواب وهمية عليها نصوص هيروغليفية، كما زينت جدرانها بمناظر ونصوص هيروغليفية تمثل ألقاب أصحاب هذه المقابر وأمهاتهم وأبنائهم وزوجاتهم.

 انتشار لعبة الفرانة فى قرية الكولا

وبعد انتهاء جولتنا ونحن فى طريقنا للعودة، وجدنا مجموعة من الأطفال يلعبون بلعبة يسمونها «الفرانة» منتشرة بالتحديد فى قرية الكولا بمركز أخميم شرقى بين الأطفال بشكل كبير، حيث يقوم الأطفال بالحصول على أى قطعة خشب من الأرض ويتم تحويلها باستخدام صفيحة لشكل معين حتى تسير بشكل أسطوانى ويتم وضع مسمار فى مقدمة الفرانة الخشب ويحضر الطفل أستيك وعصا أو جريدة ويقوم باللعب بها على مدار اليوم ويتسابق الأطفال فيما بينهم لأن القرية ليس بها مركز شباب يحتوى هؤلاء الأطفال لممارسة الرياضة.