السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
شعاع أمل..  الســـد.. وعظــمة المصـــريين

شعاع أمل.. الســـد.. وعظــمة المصـــريين

تحتفل مصر فى الخامس عشر من يناير الحالى، باليوبيل الذهبى للسد العالى، الذى يعتبر مفخرة للمصريين خاصة جيل الخمسينيات، الذى عاصر فكرة إنشاء السد، والصعاب التى واجهها والمشاكل التى نتجت عن موافقة البنك الدولى على تمويل المشروع بعدما أبدى استعداده لذلك، وكانت النتيجة تأميم قناة السويس، ثم العدوان الثلاثى على مصر، إلا أن الزعيم جمال عبدالناصر كان مصراً على المضى فى طريقه فى بناء السد العالى بأسوان، ليحمى مصر من خطر الفيضانات التى كانت تتسبب فى غرق القرى والأراضى الزراعية، حيث قال المؤرخون إن مصر تتعرض لكثير من الفيضانات كان أسوأها فيضان  عام «1887»، وبلغ إيراد مصر من المياه نحو «150» مليار متر مكعب، وحمل النهر جثث ضحايا هذا الفيضان من السودان  وجنوب مصر حتى المصب.



وقد حمى السد العالى مصر من هذا الخطر تماماً، وزاد من مساحة رقعة الأرض الزراعية، وحول مصر من الرى بالحياض إلى الرى الدائم، وساعدها على زراعة المحاصيل التى تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه مثل الأرز وقصب السكر، وكما حماها من الفيضانات، حماها أيضاً من خطر الجفاف والمجاعات فى الفترة من «1979» إلى «1987»، حيث تم سحب ما يقرب من «70» مليار متر مكعب من المياه من مخزون بحيرة ناصر الواقعة خلف السد، والتى يبلغ طولها «500» كيلو متر وعرضها «12» كيلو مترا وسعة تخزينها «162» مليار متر مكعب من المياه، وذلك لتعويض العجز السنوى فى الإيراد المائى للنهر فى هذه الأعوام، ثم عاد السد وحمى البلاد من خطر الفيضانات العالية فى الفترة من «1998» إلى «2002».

وقد بدأ العمل فى بناء السد العالى فى التاسع من يناير «1960» وتم الاحتفال بافتتاح المشروع فى «15» يناير «1971» فى عهد الرئيس السادات، وتكلف بناؤه نحو «450» مليون جنيه مصرى، أو ما يوازى «2.3» مليار دولار، حيث كان سعر صرف الجنيه المصرى آنذاك يساوى «2.3» دولار.

ويرى البعض أن السد العالى الذى اعتبرته الهيئة الدولية للسدود أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين، كانت له جوانبه السلبية أيضاً، وقد صدقوا فى ذلك، فقد قلل السد من خصوبة الأراضى الزراعية، وزاد من معدلات النحر والتآكل فى منطقة المصب فى دمياط ورشيد، مما يهدد بغرق الدلتا تحت مياه البحر، كما أدى إلى إغراق مواقع أثرية لا تقدر بثمن، إلا أن منظمة اليونسكو قامت بانتشال هذه الآثار ورفعها من تحت الماء، مثل معبد أبو سمبل ومعابد فيلة، وكنت واحدة من جيل الخمسينيات الذى قام بزيارة السد العالى بعد افتتاحه بعامين أو ثلاثة فى رحلة جامعية، وشاهدنا صرحاً ليس له مثيل يفتخر به كل المصريين، وفى التسعينيات كانت الزيارة الثانية لى لأسوان بعدما تم انتشال الآثار الغارقة، وما أروع معبد أبو سمبل وهو يتربع فوق قمة الجبل، يطل على بحيرة ناصر، شاهداً على عظمتها، كذلك معابد فيلة التى تصل إليها عبر النهر العظيم لترى عظمة المصريين قديماً وحديثاً، فالسد العالى الذى كان لا مفر من إنشائه، سيظل بإيجابياته وسلبياته مفخرة للمصريين.