الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كنا "نسال" الرئيس متي تعود مؤتمرات الشباب؟

حالة الحوار والأفكار والرؤي وقبل كل ذلك..

كنا "نسال" الرئيس متي تعود مؤتمرات الشباب؟

استبشروا خيرًا.. افتحوا الأمل للعام الجديد.. أطلقوا الأحلامَ والأمنيات فالحلم حق لا يسقط بالتقادم.. يتحدث الأطباءُ دائمًا عن الحالة المعنوية وتأثيرها على المناعة الصحية للإنسان.. وفى العلوم الاستراتيجية هناك مناعة أخرَى تتعلق بالحالة المعنوية للمجتمع وتعتبر أول درجة فى إعداد الدولة لمواجهة الخطر.. ونحن كحال كل مجتمعات الأرض نواجه الآن خطر الموجة الثانية من وباء «كورونا».. وهى أيام ثقيلة وصعبة، ولكن سنَعبُرها ونكسرها مثلما عَبَرنا أيامًا ثقالًا من قبل وكسَرنا محنًا وصعابًا قبلها.. وهذه ليست شعارات. هذا يقينٌ فى قدرة مصر ورحمة الله بها وبأهلها من جهة، وثقة مطلقة فى قدرة القيادة السياسية على العبور بنا بأقل الخسائر من هذا الطوفان.



الرئيس السيسى فى نوفمبر الماضى وجَّه كلمة إلى الشعب المصرى أوضح خلالها جهود الدولة لمواجهة الظرف الراهن، وأكد أن اللقاح الحقيقى هو «الوعى» والالتزام بالإجراءات الاحترازية دون «خوف» أو«فزع».

وفعليّا؛ فإن هذه الصيغة تعكس الفلسفة الواقعية لمواجهة «كورونا» التى تستوعب تفاصيل الوضع الداخلى بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية من جهة، وتقرأ الحال الدولى وما يفعله «كورونا» من تعقيدات فى المَشهد التجارى العالمى، وما يستتبعه من مؤثرات على المَشهد السياسى من جهة أخرى.. أمّا الهلع والفزع ونشر الخوف والإحباط فلن يؤدى إلّا لمزيد من التعقيد.

الوعى طريقه المعلومة الصحيحة والتواصل بين الحكومة والرأى العام.. فى 2020 افتقدنا رئة تواصُل بالغة الأهمية تتمثل فى مؤتمرات الشباب حالة الحوار المفتوح والمباشر التى كانت تعرض دولاب عمل الدولة للرأى العام.. جلسات العمل التى كانت تنتج أفكارًا برّاقة تدفع المجتمع إلى الأمام وتترجم على أرض الواقع فى مشاريع عمل حقيقية.. وقبل كل ذلك جلسات (اسأل الرئيس) وهذا الحديث المتصل بلا وسطاء بين القيادة السياسية والمواطن.. وهو ما جعل مؤتمرات الشباب المصرية نموذجًا يسعى لتطبيقه عددٌ من الدول ليس فقط فى فكرة تفاعُل الدولة مع الشباب، ولكن فى مخاطبة الدولة للرأى العام ووقوفها على ما يشغله.

وأتمنى أن يشهد العام 2021 عودة مؤتمرات الشباب مجددًا بصيغة تضمَن التفاعُل المطلوب وتراعى الظرفَ الذى يفرضه «كورونا»، ويجيب الرأى العام على تساؤلاته.. فى «التعليم»، فى «الصحة»، فى «الاقتصاد».. هناك أسئلة لدَى رجل الشارع الذى تتم محاصرة ذهنه يوميّا بعشرات الشائعات من إعلام معادٍ.. شائعات تشتته وتستنزفه، وفى المقابل تحاول إرباك مسار العمل المصرى العام فى مواجهة خطر «كورونا» بأبعاده المختلفة.. والحق أن مجلس الوزراء يقوم بصفة شبه يومية برصد ونفى الشائعات قدر المستطاع، ولكن هذا يدفع قدرًا من المَخاطر، ولكنه لا يبنى الوعى المطلوب من وجهة نظرى.. الوعى طريقه التواصُل.. وللأسف فإن الوزارات محور اهتمام الناس الآن عليها أن تراجع نفسَها فى آليات تواصُلها مع الرأى العام، وهل هذه الآليات على قدر التحدى الراهن؟ أمْ أنها بحاجة إلى استحداث آليات أكثر فاعلية تحقق الغرضَ والهدفَ العام؟

الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، وهو رجل «عالم» بحق، وقدّم تجربة مميزة وناجحة خلال الموجة الأولى من «كورونا»، ومع ذلك فهو فى لوحة التنشين دائمًا.. سيل من الانتقادات المبنية فى معظمها على شائعات تحاصر الرجل على السوشيال ميديا تحديدًا.. هل المطلوب أن يترك الوزير إدارة الأزمة ويتفرّغ للرد على الشائعات؟ المؤكد لا.. هل المطلوب أن يتفرّغ الوزير للعمل ويترك الرأى العام فى تخبُّط المعلومات المغلوطة؟.. المؤكد لا.. ولكن ظنّى أن الأمر يحتاج إلى مستشار إعلامى نشيط ومسئول يعمل وفق استراتيجية وأهداف واضحة فى ظل هذه الأزمة.. مستشار إعلامى يجيد فن التواصل.

ولدينا نماذج أحدثت فارقًا فى مواقعها، فى مقدمتهم الزميل الأستاذ هانى يونس المستشار الإعلامى للسيد رئيس مجلس الوزراء، الذى يُعَد العنصر الأكثر نشاطًا وتواصلًا مع وسائط الرأى العام التقليدية والحديثة على مدار الساعة.. الأمرُ نفسُه فى وزارة الصحة، فهى فى أمَسّ الحاجة أيضًا إلى حضور إعلامى مختلف تمامًا عن السياق الراهن الذى لا يعكس حجم العمل المهول الذى تقوم به الوزارة الآن.

الصحة والتعليم فى أزمة «كورونا» تُعَدّان وزارتين على خط النار.. من الظلم أن يضيع هذا الجهد بسبب غياب فاعلية حلقة اتصالهما مع الرأى العام فى هذا التوقيت.

عبءُ التواصُل الحكومى مع الرأى العام.. كانت تتكفل به مؤتمرات الشباب وتنجح، ليس فقط فى ضخ سيل مهول من المعلومات الدقيقة، ولكنها كانت تُحدث حالة استفاقة عامّة وطاقة معنوية كبرَى كانت ولاتزال عنصرًا رئيسيّا فى تخطى المجتمع لكل التحديات التى مرّت خلال السنوات القليلة الماضية.

علينا أن نستبشر خيرًا كثيرًا؛ لأن مصر لديها أحلامٌ كبرَى فى العام الجديد.. مصر تواصل التحدّى أو بمعنى أدق مصر تستكمل (تحدّى التحدّى).. وفى هذا العدد الذى بين يديك سيدى القارئ ستجد ملفًا خاصّا يضم عددًا من أهم المشاريع القومية المنتظر إنجازُها فى هذا العام الجديد تقدّمه الزميلة الأستاذة نعمات مجدى.

نعم مصر لديها قدرة على الحلم والإنجاز وستمضى فى تحقيق مخططها لتغيير وجه حياة شعبها نحو الأفضل، رُغم كل هذه الصعوبات التى تربك (الأرض) بلا مبالغة.

وفى خضم كل هذه التحديات كان ختام العام برسالة إنسانية عظيمة تتمثل فى إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى تستهدف تنمية 1381 قرية.

وقال الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، عبر صفحته الرسمية على موقع فيس بوك: «استكمالًا لما بدأناه من مبادرتنا الطموحة حياة- كريمة، التى تستهدف تحقيق تنمية مستدامة لأهل أرضنا الطيبة بالقرى الأكثر احتياجًا».

وتابع: «وجّهت الحكومة والمؤسَّسات المعنية، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى، بإطلاق المرحلة الثانية للمبادرة، التى تستهدف 50 مركزًا على مستوى الجمهورية، بإجمالى 1381 قرية، سأتابع بنفسى خطوات تنفيذ هذه المبادرة، متمنيًا لكل القائمين عليها التوفيق والسَّداد».

و«حياة كريمة» كما تُعرَف على الموقع الإلكترونى الخاص بالمبادرة.. «إنها تلك المبادَرة الوطنية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى مبادرة متعددة فى أركانِها ومتكاملة فى ملامِحِها، وتنبُع هذه المبادَرة من مسئولية حضارية وبُعد إنسانى قبل أى شىء آخر، فهى أبعدُ من كونها مبادَرة تهدفُ إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصرى؛ لأنها تهدف أيضًا إلى التدخل الآنى والعاجل لتكريم المواطن المصرى وحفظ كرامته وحقه فى العيش الكريم، ذلك المواطن الذى تحمَّل فاتورة الإصلاح الاقتصادى والذى كان خيرَ مُساند للدولة المصرية فى معركتها نحو البناء والتنمية. لقد كان المواطن المصرى هو البطل الحقيقى الذى تحمّل جميع الظروف والمراحل الصعبة بكل تجرُّد وإخلاص وحُب للوطن.

ومن هنا؛ كان لِزامًا أن يتم التحرُّك على نطاق واسع- ولأولِ مرّة- وفى إطار من التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسَّسات الدولة الوطنية ومؤسَّسات القطاع الخاص والمجتمع المدنى وشركاء التنمية فى مصر؛ لأن ما تسعى هذه المبادرة إلى تقديمه من حزمة متكاملة من الخدمات، التى تشملُ جوانبَ مختلفة؛ صحية واجتماعية ومعيشية، هى بمثابة مسئولية ضخمة ستتشاركُ هذه الجهات المختلفة فى شرف والتزام تقديمها إلى المواطن المصرى، لا سيما من الفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا للمساعدة ولمَد يدِ العَون لها، حتى تستطيع أن تَحيا الحيَاة الأفضل التى تستحقُّها والتى تضمن لها الحياة الكريمة».

هذه المبادرة، والتى اقتبسنا نَصَّ تعريفها من موقعها الإلكترونى، تُعَد أحد ملامح نُبل الأيام المصرية المعاصرة وتحضُّرها وإيمانها بالإنسان وحتمية بنائه.

وللحديث بقية.