فى رقبة المعلم

60 ألف طالب وطالبة «ثانوية عامة» تقدموا بتظلمات لإعادة تصحيح أوراقهم.. حتى آخر أسبوع من أغسطس.. وبلغت أعداد كراسات الإجابية التى تم طلب الاطلاع عليها 78 ألف كراسة منها 14٫8 ألف فى اللغة العربية و13٫6 ألف في الفيزياء.

وأغرب واقعة تظلم بالثانوية العامة لطالبة كانت تحصل على 35 درجة كانت تائهة في العربى وتدخل إعلام.. ويقول مدير عام الامتحانات إن أعمال التظلمات تتم فى سرية مطلقة لضمان الحيادية.

هذا ليس خبرا عاديا ...إنه يعنى أن ٦٠ ألف طالب ظلموا وضاع حقهم فى تحقيق حلمهم وحلم أهاليهم فى دخول الكلية التى يستحقونها وأن تعبهم وسهر الليالى من أجل طلب العلا ضاع بسبب لن أقول عدم اكتراث المصحح الذى هو المدرس بأن نصف درجة يضيع فيها أمل ٦٠ ألف طالب وطالبة، لقد مررت بتجربة لابنتى فى الثانوية العامة من سنوات حدث أن رقم الجلوس ضاع منها فذهبت لكى أستخرج لها رقمها وذلك من إحدى المدارس التى بها الكنترول الرئيسى وكان هناك اجتماع مهم للمدرسين الذين سيقومون بتصحيح أوراق إجابات الثانوية العامة.

وأحسست بالشفقة والحزن على أساتذتنا ومعلمينا المحترمين للمكان المذرى الذى سيقومون بالتصحيح فيه فى أكثر شهور السنة حرارة، شهرى يونيو ويوليو.

حجرات رثة سيئة التهوية ومكاتب متهالكة، مدرسة من المدارس التى يطلق عليها عشوائيات، ومطلوب منهم الدقة والصحصحة أثناء التصحيح وفى رقابهم يتعلق مصير ملايين الطلاب من أولادنا ومصير آبائهم، وكما يقول المثل إذا أردت أن تطاع فلتأمر بما يستطاع، لماذا لا يكون الكنترول فى مكان آدمى يشعر أساتذتنا بأن الدولة تحترمهم وتقدر دورهم وأهميته، وليكن أرض المؤتمرات الكبيرة بمدينة نصر، مكان كبير ونظيف، وبه وسائل لراحة المعلمين من ناحية، كما أنه يمكن تحقيق السرية والدقة فى التصحيح.

كيف يكون المعلم رسولا كما يقول الشاعر، وكيف يقدم كل ما عنده وهو يشعر بأن بلده لا تحترمه ولا تقدر قيمته.. وكما ينادى الرئيس السيسى بأن إصلاح التعليم يبدأ بالمعلم.

 تحية لشعبنا العظيم الذى وعى الدرس ولم ينسَ السنوات السود العجاف التى مر بها بلدنا الغالى، ولطم جماعة الخدامين والخونة بيده الثقيلة القوية على رؤوسهم.