الناس العراة

ظاهرة خطيرة جدًا تشعل المجتمع المصرى.. وهى (أقلع هدومى علشان أبقى من كريمة المجتمع الجديدة.. والا أغطى جسمى، وأبقى بيئة والناس تقرف من شكلى وهيئتى ورائحتى من كتر التقفيل)، الناس العراة هم الصفوة والناس المتغطية هم البيئة.

هناك نوعان من التطرف؛ الأول ما قاسيناه طوال خمس سنوات من محاولات المتأسلمين ليجبرونا أن نغطى كل شىء من الرأس حتى القدمين، ومن أول تماثيل الفراعنة حتى أصغر طفلة فى مصر، فى مفهومهم هو ده الإسلام أن تبقى محلك سر فى كل نواحى حياتنا.. ونجحنا أن نخرج من تحت أيديهم.. وفجأة نُشاهد الآن نوعًا آخر من التطرف ومثل السابقين نصبوا من أنفسهم حكامًا وأولى أمر، فرأينا فى مصايف الساحل الناس يتدخلون ويحاولون منع أى واحدة تلبس المايوه الساتر لجسمها والمسمى البوركينى ولا أعرف معنى هذه التسمية.. وتتدخل أيضًا إدارة المصيف لإجبار السيدات على النزول بالمايوه الذى يظهر أكثر مما يخفى، وتوظف رجال أمن يراقبون السيدات ويتفحصونهن.. بدلاً من أن يضعوا قواعد للأمن وللنظافة وللسلوك العام فى الشاطئ.

أنا لست مع هذه ولا تلك، ولكن كلنا نتحدث عن حرية الإنسان طالما لا تسبب ضررًا لغيره من الآخرين.. لا بد من الوقوف فى وجه أى نوع من التطرف قبل أن يتطور.

 25 يناير ثم ثورتنا 30 يونيو قامت بسبب قضية التوريث ومحاولة الرئيس مبارك فرض ابنه جمال رئيسًا.. ومنذ زمن فى مصر نرى كل واحد فى وظيفة يورث ابنه، أنا أشاهد أبناء الفنانين، وفى مهن أخرى مختلفة أولاد الأكرمين كانوا يأخذون كل الخير، وكلما كان الموظف من المناصب العليا وجد من يزين له ويساعده فى أخذ حق غيره حتى لو كان ابنه محدود الإمكانيات، ويستخدم الأسلحة حتى بإرهاب البسطاء.. نحن الآن وبعد ثورتين لابد أن نعطى الحق لمن يستحقه؛ حتى يهدأ المجتمع ونشعر بأننا فعلاً فى مجتمع جديد شكلاً وموضوعًا.. كما يقول الرئيس السيسى لا تخافوا من أى أحد مهما علا شأنه.