يونيو لم يعد شهر الهزيمة

كنا نشعر بالألم والخجل عندما يقترب شهر (يونيو)حزيران، وفى اليوم الخامس منه؛ حيث ذكرى النكسة أمام الصهاينة ووقوع قطعة غالية من بلادنا فى أيديهم النجسة.. وظل هذا اليوم عبئًا يجثم على صدور كل المصريين ونحن نرى الصهاينة وهم يسبحون فى مياه قناة السويس على الضفة الثانية من القناة ساخرين.

 

ثم تَغير الحالُ بعد أن قويت عزيمة الجيش المصرى بعد العار الذى لحق به والسخرية كلما جاء شهر حزيران من الجيش الذى كان يجرى فى سيناء بنصر 6أكتوبر 1973م المجيد، الذى قلبَ فيه الرئيس «أنور السادات» وجيشه الأبطال الترابيزة على وجه الصهاينة وتبدّل الحال وانسحبت قوات الصهاينة من أراضينا التى دنسوها طوال 15 عامًا ثقيلة، وكانت إعادة افتتاح قناة السويس المصرية للملاحة فى الخامس من يونيو.. بذكاء وحنكة « السادات» قرارًا شطبَ وللأبد على الذكرى الأليمة، لكن وبعد سنوات بدأت المؤامرات ضد مصر والعرب طمعًا فى بلادنا مَرّة أخرى، فكيف نعيش نحن مصر والعرب فى سلام وراحة مثل كل الشعوب؟! وبالفعل بدأت المؤامرات علينا بزج «صدام حسين» لدخول الكويت التى كانت خطوة خطيرة لم يحسب لها «صدام» أى حسابات، فكانت وبالًا على الأمّة العربية، وكان أن أخذ العالم يفكر مرّة أخرى فى عودة هيمنته على مقدراتنا، فنحن فى نظرهم لم نزل صغارًا ولا بُد من الوصاية علينا، وكان مشروع «الربيع العربى» الخبيث، الذى ضاعت فيه أربع دول عربية كبيرة وتشرزمت شعوبها وأبناؤها بسبب الغباء السياسى لحكامها وتضخُّم إحساسهم بامتلاك بلادنا، ثم بدأ مخططهم الخبيث لتقسيم مصر شمالًا وجنوبًا وغربًا كله ينزل المزاد على بلدنا الغالى.. ولكن بلدنا كان فى رعاية المولى عز وجل وهب جيشنا العظيم ليلبى نداءاتنا ورفضنا لخطط الغرب الطمّاع بتحويلنا لإسلام كاذب وجماعة خائنة، فكانت صحوة المصريين فى 30يونيو 2013م عندما فوض الشعب المشير «السيسى» أن يوجّه الإنذار لرئيس الإخوان «محمد مرسى» بالتنحى عن حُكمنا.. وكانت أن أشرقت شمس مصر وحلت نسمات هواء عليلة نظيفة ردت لنا روحَنا التى كادت تزهق فى غفلة من الزمن، وأصبح شهر يونيوهو الشهر الذى أشرقت فيه شمس عودة أراضينا التى ضاعت ثم عودة مصر كلها التى كادت تضيع.. شهر الانتصارات.