الثلاثاء 5 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اسباب تردد الإمام الأكبر!؟

اسباب تردد الإمام الأكبر!؟
اسباب تردد الإمام الأكبر!؟


يا إمامنا الأكبر.. راجع مواقفك بداية من بيانك فى اجتماع عزل مرسى وحتى قرار الاعتكاف، لا يشفع لك فى ظل هذه الأجواء الملتبسة إلا بيانك الأخير.. الذى جاء بعد أن شرح لك الجيش حقيقة ما حدث فى أحداث الحرس الجمهورى، لا وقت للارتعاش يا شيخ الأزهر، نريدك قويا ضد المتأسلمين، ولا ترى أمامك إلا حماية ديننا الوسطى! لا اعتكاف فى وقت الفتنة مهما كان.. خاصة أنه لا أحد يسمع لتعاليم النبى «صلى الله عليه وسلم» الآن والجميع فى الشارع رغم الفتنة!

 
 
 
 
 
وفقا لمصادرنا.. فإن الطيب غادر القاهرة قبل 30يونيو بـ4 أيام تحديدا يوم الأربعاء، متجها إلى مسقط رأسه بالقرنة فى الأقصر، ليقضى إجازته الشهرية هناك حتى مطلع رمضان،  ويعتزل الأمر كله وفقا لعاداته فى مثل تلك المواقف، ولكنه فوجئ بدعوة رسمية من القيادة العامة للقوات المسلحة،  وبدعوة شخصية من الفريق عبدالفتاح السيسى، فلما تعلل بعدم وجوده بالقاهرة كان الرد قاسيا.. سنرسل لك طائرة عسكرية لتنقلك إلى القاهرة والحضور فى دار الدفاع الوطنى.. لأن الأمر خطير ولابد من وجود توافق بين كل فئات الشعب.
الطيب حضر على غرة ولم يكن مرتبا لحضوره، وإن كان على علم مسبق بما يحدث وفقا لاتصالاته المستمرة مع الجيش والمخابرات العامة اللذين وقفا بجانب الأزهر فى محنته الكبيرة، التى دبرتها له ميليشيات الإخوان للتخلص منه بتدبير حوادث تسمم طلاب جامعة الأزهر الأول والثانى والثالث، فى أقل من 40 يوما ما بين شهرى إبريل ومايو، وأعلن السيسى فى برقية شخصية لشيخ الأزهر عن دعمه له وتولى الجيش الإشراف على المدن الجامعية بالأزهر، وتولت شركة وادى النيل التابعة للمخابرات العامة كل البنية التحية الخاصة بالأزهر وقطاعاتها الخمسة ''المشيخة - جامعة الأزهر - قطاع المعاهد -مجمع البحوث - مدن البعوث، ودعمت القوات المسلحة الطيب معنويا عندما ضغط عليه الإخوان بالشيخ يوسف القرضاوى والسماح له بإلقاء خطبة الجمعة فى أول كل شهر عربى من الجامع الأزهر، بنقل شعائر صلاة الجمعة من دار الدفاع الجوى بحضور السيسى مع الطيب، خاصة أن الرئيس المعزول مرسى لم يصطحب معه شيخ الأزهر فى أى من المناسبات الدينية.. وكان يكتفى بوزير الأوقاف الإخوانى طلعت عفيفى عوضا عنه.
كل تلك المواقف كانت سببا مباشر فى تراجع شيخ الأزهر عن فكرة الاعتكاف، خاصة أنه بهذا الموقف أحرج المؤسسة العسكرية بشكل كبير خاصة فى البيان الصادر عن  الأزهر عقب أحداث الحرس الجمهورى خاصة أن موقف الإمام كان ملتبسا جدا وفسره كثيرا من القوى المدنية على أن الإمام الأكبر تعرض لعدد كبير من الضغوط المحلية والعالمية والداخلية من قلب مشيخة الأزهر، خاصة بعد إعلان موقف الأزهر باستيائه من إزهاق أرواح الأبرياء فى أحداث الحرس الجمهورى ومطالبة بإجراء تحقيق فورى على مستوى عال من الشفافية وظهر موقف الأزهر كأنه يتبنى نفس وجهة النظر الإخوانية فى تفسير واقعة الحرس الجمهورى، وتجل ذلك فى الانقسام الداخلى الذى شهد الأزهر بين القيادات.. حيث خرج على الطيب مستشاره الفنى الدكتور حسن الشافعى عضو هيئة كبار العلماء الذى قال فى بيان مسجل له على لسانه ونشر على أنه موقف الأزهر، خاصة عندما اعتبر أن ثورة الـ25 من يناير لا يمكن أن يتم استنساخها واعتبر أن ما حدث فى 30 يونيو هو انقلاب على الشرعية وأن الجيش هو المسئول عن سقوط الأبرياء الذين تم قتلهم، مما زاد من موقف الأزهر التباسا.
وعلى الفور طلب الطيب من مستشاره إصدار بيان عن الأزهر يتبرأ فيه من مواقف الشافعى.
لكن د. محمود العزب مستشار شيخ الأزهر شرح لنا فكرة الإمام الأكبر قائلا: لا يمكن أن يكون إعلان شيخ الأزهر الاعتكاف فى  بيته احتجاجا على الأحداث الملتهبة وإراقة الدماء واستمرار لتصاعد  الأوضاع الراهنة ليس اعتزالا عن المسئولية أو التخلى عنها، وأن فكرة الاعتكاف تم فهمها بالطريق الخطأ، وأن الإمام الأكبر أعلن أنه يبرئ نفسه من أحداث الفتنة ويبرئ المصريين وينصحهم بحقن الدماء.
أشار إلى أن الأزهر يرى أن ما حدث يوم 30يونيو هو ثورة شعبية وليس انقلابا بدليل وجود الأزهر والكنيسة وجميع طوائف الشعب فى  هذا المشهد مبينا أن ما ذكر فى هذا الصدد على لسان الدكتور حسن الشافعى يمثل رأيه الشخصى وليس وجهة نظر مشيخة الأزهر.
وفقا لمصادرنا.. موقف الطيب بالعدول عن الاعتكاف لم يأت من فراغ ولكن بعد اتصال قيادات الجيش به وحثه بالعدول عن موقفه وإقناعه بأن موقفه هذا يمثل موقفا حرجا للقيادات الجيش المؤسسة العسكرية داخليا ودوليا.. خاصة أن موقف الدول الغربية والعالمية مازالت لم تستقر على ما حدث فى مصر.. وبعضها يصفها بالثورة الشعبية والبعض الآخر يضغط على الجيش ويعتبره انقلابا عسكريا، وأن الجيش يحتاج لتوافر كل الجهود، ولم يعدل الطيب عن قراره إلا بعدما أقنعته قيادات الجيش بالأدلة أنها لم تتورط فى أحداث مجزرة الحرس الجمهورى وأن قوات الجيش من الحرس الجمهورى كانت فى موقع دفاع عن النفس من محاولات الاقتحام.