الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لغتنا الجميلة فى خطر

لغتنا الجميلة فى خطر

 قالت لي ابنتي في جزع: أخاف على ابني ذي الخمس سنوات وابنتي التي ولدت منذ شهرين أن يكبرا لا يعرفان لغتهما العربية ولا دينهما فهما يدرسان بلغات أجنبية كل المواد الدراسية بينما لغة دينهما ولغة وطنهما الأصلية تدرس على استحياء أو لا تدرس أصلًا، ودون اعتزاز أو اهتمام بها أو بهويتهما.



سؤال ابنتي أفزعني فعلًا، ففي الماضي كانت الدول العربية تحت الاحتلال الأجنبي من الإنجليزي والفرنسي والإيطالي، وكل منهم كان حريصًا أن تذوب لغتنا الأصيلة ونتحدث بلغة المستعمر ونجح في بعض الدول وفرض لغته كما في بلاد المغرب العربي وأصبح حديثهم كله بالفرنسية، وأصبحت اللغة العربية لا وجود  لها.

ورغم خروج الاحتلال منذ قرون من الزمان وسياسة جمال عبدالناصر ومحاولاته ترسيخ هويتنا المصرية بالاهتمام بالتعليم وباللغة العربية واحترامنا لذاتنا وديننا وأصالتنا، إلا أنه هبت علينا رياح الفرنجة وبدأت (شوطة) تراجع كل ما هو عربي، وبدأ يحل محله شيئًا فشيئًا المصطلحات الأجنبية، واحتقار التعليم الحكومي الذي نشأنا عليه وانتشرت مدارس اللغات الحية انتشارًا غير مدروس.

وزاد الطين بلة أن الإعلام المرئى نفسه بدلًا من أن يثور ضد سياسات طمس الشخصية العربية إذا به يقود إلى التغريب، وأصبحت كل مقدمات البرامج ألسنتهم أصابها العوج ودخلت الكلمات الأجنبية في كل كلامهم حتى في برامج الطبخ، وأصبحنا نشاهد الكلمات العربية تكتب بطريقة هزلية ساخرة إما بأرقام أو تكتب عامية هابطة جدًا كما في لغة الإعلانات، متى نفيق من الغيبوبة ونعود فنلبس الرداء المناسب لنا ولوضعنا العربي والديني، ونلحق الأجيال الصغيرة التي ستكمل المسيرة.