الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
« سماء نظيفة - أساطيل فى المياه العميقة - شبكة قواعد تطوق أراضيها» الحالة العسكرية لمصر

« سماء نظيفة - أساطيل فى المياه العميقة - شبكة قواعد تطوق أراضيها» الحالة العسكرية لمصر

بدأت خطوات تحديث جيش مصر وبحق فى أغسطس 2012، عندما صار اللواء عبدالفتاح السيسى مدير المخابرات الحربية فريق أول وزير دفاع، والمراقب لأحوالنا العسكرية يعلم تمامًا أن الطفرة التى حدثت فى التسليح والتدريب وقبلهما بناء جديد لشخصية الضابط والجندى المصرى، حيث إن أحداث يناير 2011 لم تكن عابرة؛ بل كان لها أثر لا يغتفر للنيل من الجيش والوطن، وعندما سُلّم الحكم للإخوان ورجع الجيش إلى ثكناته كما كان ينادى البعض الضال الذين نسوا أننا من طلبنا حماية الجيش وقلنا لهم «الجيش والشعب إيد واحدة»، ولكن مع تضارب المصالح التى مزقت الوطن وخلقت احتقانًا واستقطابًا لم يحدث فى تاريخ مصر الحديث، عند ذلك أبى الجيش أن يترك الوطن والشعب من أجل قلة لا تعى ما تفعل وآخرين نبتهم خائن لا محال. وعندما انفض المولد وحصل الإخوان على مكسبهم الزائف فى حكم البلاد والعباد، كان أمام الجيش تضميد جروحه وأَخذْ نفس عميق لأنه خلال عام ونصف العام تعامل فيها وجهًا لوجه مع جماعة الحديد والنار وكان لديه يقين أن الشعب لن يقبلهم بعد أن يكشف وجههم الحقيقى الاستبدادي والديكتاتوري والفساد وبيع الأوطان، ومع أن الجيش لبى صوت صناديق الاقتراع وتعامل مع الإخوان برضاء عن تواجدهم، وقُدِّمت لرئيسهم التحية، ولكن كل منهم كان له مقصد آخر، بالنسبة للإخوان كان كل ما يهمهم هو الإطاحة بالمشير طنطاوى وبالتالى سيقال معه المجلس العسكرى وهذا ماحدث، أما الجيش فكان مقصده هو إعادة ترتيب بيته من الداخل والقضاء على النتوءات التى ظهرت بعد عام ونصف العام فى الشارع يحمى البلاد من الداخل والخارج. وعندما تم تعيين السيسى وزيرًا للدفاع من اليوم الأول بدأ فى تغيير الزى العسكرى وإعطاء أطول مدة تدريب فى الكليات العسكرية للطلاب الجدد، وفتح مخازن الجيش وأخرج التسليح المخزن وأدخل القديم المستخدم للصيانة، وبعدها عمل «فرش ميدان فى أحد مراكز تدريب المنطقة المركزية» ودعا مجموعات معبرة عن فئات الشعب المصرى وقال للجميع هذا جيشكم بعد أن قام بالمهمة التى كلفتوه بها لمدة عام ونصف العام، ثم بدأ فى عمل ندوات تثقيفية تضم الجيش والشرطة معًا وأسَّس نوعًا من التناغم بينه وبين وزير الداخلية وقتذاك «أحمد جمال» وكان يردد بأنهما جناحا الأمن للبلاد وشعبها. وتوالت التحديثات بالجيش بالتدريب وإضافة وتحديث الأسلحة فى حدود الاكتفاء الذاتى من الجيش ومشروعاته؛ حيث عرض الإخوان عليه «طائرات إف 16» تجميع تركيا فرفض السيسى وكانت نقطة الخلاف الجوهرية بينه وبين «خيرت الشاطر»، فى الوقت الذى ذهب فيه السيسى إلى روسيا وتعاقد على أسلحة، ما جعله مقدرًا عند ضابط محنك مثله هو «بوتين» فأهداه «سترة الجيش الروسى المميزة» لم يسأل السيسى من يحكم مصر، فكر فقط كيف يكون جيش مصر؟ وظل يعمل فى تطوير القوات بكل عزمه وعندما تظهر مشكلة يختلقها الإخوان يقوم بمداواتها وكان آخرها فى اليوم الأخير له كوزير دفاع عندما قابلنا داخل عربة مصفحة لنقل الجنود من إنتاج الهيئة العربية للتصنيع ليحميهم من شر الإرهاب الذى كان يصطادهم فى الطرقات عند ذهابهم وإيابهم من الإجازات، ويومها أيضا دشن أول فرقة للتدخل السريع للتعامل مع الإرهاب بصورة أسرع، وأيضا خصص فرقًا من القوات الخاصة لمحاربة الإرهاب حتى لا يزج بالجيش بالكامل فى حرب عصابات تستنزف قوته البشرية والتسليحية وهو ما كان يخطط له إخوان الإرهاب وأربابهم. وعندما جاء رئيسًا منتخبًا كان نصب عينيه دول الجوار المشتعلة حولنا والتى يستغل موقفها المغرضون والطامعون، وأن هذا تهديد مباشر لحدودنا قولًا واحدًا، كان التعاقد لشراء الأسلحة الحديثة جنبًا إلى جنب مع التدريب وتحديث وتطوير أساليبه، ومعها بناء منشآت وقواعد عسكرية على أحدث الأطرزة ومعدة تكنولوجيا بأحدث أساليب القيادة والسيطرة. هكذا رأينا الأربعاء الماضى فى عرس افتتاح قاعدة  «برنيس» التى أُنشئت على مساحة 150 ألف فدان وهى على ساحل البحر الأحمر من القرب لحدودنا الجنوبية شرق مدينة أسوان، وكان قد سبقتها قاعدة محمد نجيب فى حدودنا الشمالية وتتوالى القواعد العسكرية الكبرى التى تطوق أراضينا وتحمينا شر الأعداء. وأهم ما أعجبنى هو مصطلح استخدمته القوات الجوية يتماشى ومهام المقاتلات الحديثة التى حصلت عليها مصر وهو أن «الرافال والميج 29» قامتا «بتنظيف سماء مصر» هذا المعنى الذى يعبر عن أجسام وطائرات من الممكن تكون أطلقت للاستكشاف أو التخابر أو الرصد والاستطلاع فى الجو ولا تراها إلا تلك المقاتلات لتحقق الحماية الجوية لإنزال الأفراد والمعدات أرض المعركة وهى تظلهم حتى تنتهى مهمتهم بسلام، وفى سمائنا تقابلت فرنسا مع روسيا فى سيمفونية التسليح الشرقى الغربى والتناغم الذى جمعتهما به مصر فى أداء المهمة للرافال التى لا يملكها فى المنطقة سوى احنا وقطر، ومع الميج 29 ذات المهام القتالية الجبارة والمحملة بالصواريخ والتى تؤدى نفس مهام ميج 35 . ونزداد فخرًا عندما نرى الزعيم السيسى لأول مرة يكلل البحرية المصرية أقدم وأمهر البحريات العسكرية ليصير لها أسطولان بحريان أحدهما «جنوبى» والآخر «شمالى»  ولينقلنا بالميسترال إلى مصاف بحرية المياه العميقة القادرة على الإبحار أطول مدة ممكنة وتعدينا بذلك مرحلة المياه الزرقاء التى كنا عليها من قبل. وننتظر بعد إضافة القواعد والتسليح الحديث الذى وصلنا فيه إلى مصاف الجيل الرابع منه وهو الأكثر حداثة والتدريب المتطور لجيشنا أن ينال ترتيبًا متقدمًا جدًا بين جيوش العالم، رغم أنه كان محققًا للمرتبة الـ 11 عالميًا، ولكن بعد قادر 2020 سوف تتقدم قواتنا المسلحة هذا الترتيب.