الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الحالة «ج» فى الرقابة انتظاراً لفيلم «الجرسونيرة»

الحالة «ج» فى الرقابة انتظاراً لفيلم «الجرسونيرة»
الحالة «ج» فى الرقابة انتظاراً لفيلم «الجرسونيرة»


مازالت الرقابة تمثل أحد المعوقات التى تواجه سينما ما بعد الثورة، وكما تفاقمت العلاقة بين المبدعين والرقباء قبل 52 يناير بسبب المحاذير الرقابية التى لاتنتهى.. فإن أزماتها يبدو أنها لن تتوقف رغم المطالب الجماعية بسقوطها مع النظام الساقط لتتنفس السينما الحرية الغائبة.
 
الحالات التى بين أيدينا الآن تؤكد ما سبق.. كما أنها تعكس حالة الاحتقان الآن، بعد أن فرضت الرقابة قيودا أخرى على الإبداع محقونة بفرمانات إخوانية ربما تكون هذه العقبة الجديدة التى تمنع صناعة السينما من إنتاج أعمال يحلم بها عشاقها خصوصا مع الانفتاح والوعى الذى نعيشه حاليا والذى معه بدأ الجمهور فى ممارسة دور الرقيب دون تسلط الرقباء أو الأوصياء.
 

 
يتصدر هذه الأعمال التى دخلت فى مرحلة الصدام الرقابى فيلم «لامؤاخذة» الذى تعرض قبل ثورة يناير للرفض اعتراضا على قصته التى كتبها السينارست عمرو سلامة والتى تناقش أحداث الفتنة الطائفية فى مصر.
 
المفارقة أن الفيلم حصل على دعم وزارة الثقافة وبعد فوزه بالدعم تقدم للمرة الثالثة ولكنه فوجئ بطلب الرقباء تعديل السيناريو مع مراعاة تخفيف المشاهد المتعلقة بالدين لكون البطل مسيحيا ينتقل إلى مدرسة حكومية جميع طلابها مسلمون فيضطر لإخفاء ديانته خوفا منهم.
 
سلامة من جانبه قام بتعديل وحذف 7 مشاهد أبرزها 3 مشاهد الأول حسبما جاء فى السيناريو مشهد داخلى يدخل المدرس للفصل صباح الخير يا أولاد وإن شاء الله يكون عام كويس ومافيهوش مشاكل ثم ينظر المدرس إلى الطلاب.. الحمد لله كلنا مسلمين صح الكل يقول نعم حتى الطالب المسيحى.
 
الثانى: مشهد يحاول فيه الطالب أن يشرح لأمه مدى الخوف الذى يشعر به داخل المدرسة ودائما ينتظر نهاية العام الدراسى.
 
الثالث: مشهد الطالب وهو يصلى صلاة الظهر، بينما هو لا يعرف كيف يصلى؟ واعتبره الرقباء إساءة للإسلام؟! على الرغم من أنه حسبما قال المؤلف لنا مشهد واقعى مسيحى يصلى صلاة المسلمين فلابد أن يخطئ!
 
مؤلف الفيلم تقدم للمرة الرابعة إلى الرقابة بالنسخة المعدلة وباسم «الحصة الأولى»، ومع ذلك تم رفضه لنفس الأسباب، ليدخل فى جولة مفاوضات أخرى مع جهاز الرقابة لتحويل قصة الفيلم من التمييز الدينى إلى التمييز الطبقى ليصبح فيه بإسم «تانية إعدادى»، ويرصد طالبا فى الصف الثانى الإعدادى من أسرة ثرية يموت والده وتتعرض أسرته لأزمة مالية مما يجعله ينتقل إلى مدرسة حكومية، وهنا يواجه أزمة الفروق الطبقية.
 
 

 
«سلامة» أكد لنا أن المعلمين المتواجدين فى فيلمه شخصيات حقيقية، وأنه قد تعايش معها أثناء دراسته فى المدرسة وعلى الرغم من اختفاء مشاهد الدين من الفيلم، فإن الرقابة رفضته بدعوى أنه يسىء للتعليم والمعلمين لظهورهم بشخصيات كارتونية، ومازال موقف الفيلم لم يحسم بعد خاصة بعد تعديل السيناريو للمرة السادسة ليصبح الآن أمام الرقابة مجهول المصير ؟
 
الفيلم الثانى بعنوان «جرسونيرة» هى كلمة مشتقة من «جرسونة» أو الفتيات اللاتى يخدمن على الزبائن فى الملاهى الليلية لتتحول فى «الجرسونيرة» إلى متعة الزبائن على فراش الرذيلة.
 
المخرج «هانى جرجس فوزى» اعترف بأن الفيلم سيثير ضجة كبيرة خاصة أن تصويره سيكون منحصرًا فى ديكور واحد وهو «غرفة النوم» الذى ستتواجد فيه «غادة عبدالرازق» وبطلان آخران أحدهما «طارق لطفى» كترشيح مبدئى، وتدور أحداثه حول الشخصيات الثلاثة ومدى تأثير الأوضاع الاجتماعية والضغوط النفسية التى يحاول البعض الخروج منها عن طريق المتعة والجنس.
 
«غادة عبدالرازق» التى أطلقت تصريحات تؤكد أنها سوف تعتزل الإغراء، وافقت على بطولته وأداء دور فتاة الليل فى «جرسونيرة» قالت إنها ممثلة تستطيع تجسيد جميع الشخصيات سواء سيدة ثرية مثلما فعلت فى مسلسل «مع سبق الإصرار» لتكون رسالة لكل من يهاجمها.
 
وأضافت غادة: لابد فى المقام الأول أن يفصل النقاد بين ما أقدمه على الشاشة وبين شخصيتى الحقيقية.
 
 

 
وعن دورها فى فيلم «الجرسونيرة» الذى تجسد فيه شخصية امرأة منحلة أخلاقيا تعيش مع رجلين، كل منهما يبحث عن متعته الشخصية معها بعد هجره عش الزوجية، وعندما سألناها عن استعدادها للدور وهل سترتدى ملابس مثيرة أم أنها ستتفادى هذا بدلاً من الدخول فى صدام أجابت: «دور فى غرفة نوم هلبس إيه يعنى»؟!
 
من الأفلام الروائية الطويلة إلى القصيرة والتى تواجه شبح المنع من العرض لجراءة موضوعه وهو فيلم «سرطان العصر» حيث يتناول أزمة زوجين فى غرفة النوم وكشف المفاجأة المذهلة عند الطبيب النفسى بإدمان الزوجة الشذوذ «السحاق» مما يعوق إقامة علاقة طبيعية مع زوجها، ويتضمن الفيلم حوارات صادمة فى العيادة النفسية ورغم أن قصته مأخوذة من الواقع حسب تأكيد المخرج «إبراهيم العوام» لنا، فإن الرقابة ترفض عرضه لتفادى الصدام مع الجماعات الإسلامية، ولهذا فإنه سيحجب جماهيريًا رغم عرضه فى مهرجانات عالمية وهو نفس المأزق الذى يواجه فيلم «الخروج من القاهرة» الذى يفتح ملف الفتنة الطائفية، حيث يتناول زواج فتاة مسيحية من شاب مسلم وقد تم عرضه فى مهرجان مالمو بالسويد.
 
 

 
وبسؤالنا د.«سيد خطاب» رئيس الرقابة أجاب: الأفلام الثلاثة كان يوجد بها بعض المشاكل الرقابية، ففى فيلم «لا مؤاخذة» كان هناك العديد من الملاحظات التى رصدتها الرقابة كمشاهد إباحية فهناك مشهد يرصد الأطفال وهم يمارسون العادة السرية داخل الفصل على خلفية المدرسة التى ترتدى ملابس قصيرة.
 
وأضاف «خطاب» أن الرقابة تقوم بعملها فى ضوء المحاذير التى تراها مناسبة للمجتمع، أما عن فيلم «الجرسونيرة» فأشار خطاب إلى أن السيناريو لم يعرض على الرقابة حتى الآن، ولكن إذا حمل نفس الاسم ستطالب الرقابة بتغيير الاسم طبقا للقانون الذى يرفض أسماء أجنبية.
أما فيلم «سرطان العصر» فقد أكد خطاب لـ«روزاليوسف» أنه لم يعرض على الرقابة حتى الآن، وأن أمره متروك للرقباء بعد تقدم مؤلفه به.