الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

لا تلدغ «المطلقة» من «الزواج» مرتين!

لا تلدغ «المطلقة»  من «الزواج» مرتين!
لا تلدغ «المطلقة» من «الزواج» مرتين!


من رحم الفشل والألم والمعاناة يولد النجاح فى كثير من الأحيان، وبعد حالات الانفصال أو الطلاق، يعيش كثير من الأشخاص تبعات انتهاء العلاقة الفاشلة.. بعضهم يستسلم لليأس والإحباط خاصة أن الكثيرين فى مجتمعنا لا يمتلكون ثقافة إنهاء الخلافات والعلاقات والخروج منها بصورة واضحة وحاسمة وغير جارحة للطرف الآخر.. بينما يقرر البعض الآخر أن الحياة لن تقف بعد الطلاق وأن نهاية علاقة لا تعنى نهاية المطاف، بل يقررون البدء من جديد فى علاقة زوجية تثبت الأيام نجاحها بالفعل.
وجهة النظر الأخيرة تدعمها دراسة بريطانية تؤكد أن الزواج الثانى أكثر نجاحًا من الأول، لأن كلًا من الرجل والمرأة يكونان أكبر سنًا وأكثر حكمة من السابق، واستشهدت الدراسة الصادرة عن مؤسسة Marriage Foundation البريطانية أن 45 فى المائة من الأزواج، الذين تزوجوا للمرة الأولى خلال العام 2013، يتجهون إلى الطلاق، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 31 فى المائة للذين يتزوجون للمرة الثانية.
سألنا الذين مروا بالتجربة الثانية عن السر وراء نجاح الزيجة الثانية رغم إثبات الأولى فشلها تمامًا وهل يمكن الإقرار بأن الزواج الثانى فى الأغلب يكون أنجح.
ندى هى واحدة من النساء اللاتى خضن تجربة الزواج  الثانى بعد الطلاق قالت: «بعد مرور عام ونصف العام على زواجى الثانى يمكننى الاعتراف بنجاحه بشكل مبدئى، العلاقة الأولى كنت صغيرة عمرى 19 عامًا لم أكن أعرف ما هى ميولى ولا ماذا أحتاج وكان جواز صالونات، لذلك عندما وصلت لسن 25 قررت أكون مطلقة ومعى ثلاثة أطفال».
استطعت بعد ذلك تجاوز مرحلة ما بعد الطلاق حتى قابلت زوجى الثانى وأصبحنا صديقين فترة طويلة، وبعد هذه الفترة قررنا أن نتزوج رغم أننى أكبره سنًا وأول زوجة فى حياته -لم يسبق له الزواج قبلى-، ساعدنى فى نجاح الزواج خبرتى وقدرتى على تمرير أمور كثيرة بشكل مختلف.
ترى ندى أن الرجال أنواع وشخصيات مختلفة ومتنوعة، وإذا علمت المرأة شخصية الرجل جيدًا يصبح هناك سهولة فى التعامل معه، لافتة إلى أن أسرته وافقت بعد أن جلست مع والدته وتحدثنا بكل وضوح وقلت لها: «أنا حاسة بيكى كأم وابنك الوحيد بالتأكيد نفسك تجوزيه أحلى وأحسن البنات، لكن لا أحد يختار نصيبه، فردت: يمكن تكونى أنت الزوجة الصالحة وتأتى منك الذرية الصالحة، ويجعل هدايته على يديك». موضحة، أن زوجها يحبها جدًا ودائمًا يحدثها إذا رجع به الزمن مرة أخرى ستكون هى اختياره دائمًا.
هند قالت إنها لم تكن لتطلب الطلاق يومًا، ولكن زوجها هو من فعل ذلك لرغبته فى السفر وأن يكمل حياته بعيدًا عنها، بعد ذلك شعرت أنها مرت بظلم كبير لا تعرف سببه، بعد  ثلاثة أعوام من الطلاق تعرفت على زميل فى العمل وبدأت بيننا قصة حب توّجها النضج قبل أى شىء، فهو أيضًا مر بتجربة زواج من قبل ومعه طفل من طليقته ظلت علاقتنا لمدة 8 أشهر حتى قررنا الزواج، هو  يكبرنى بخمس سنوات، واتفقنا أن نتعامل كأب وأم لطفلته وأبنائنا من بعض.
يمكننى التأكيد أن هناك أمورًا تخليت عنها فى المرة الثانية كالفرح ومظاهر الاحتفال المعتادة، لكن كسبت علاقة ناضجة بها تفاهم وحب لم تتكرر الأخطاء هناك تبادل فى المشاعر والمنفعة وحتى العطاء على عكس علاقتنا السابقة، وأهم من كل ذلك أننى علمت أن الراحة أهم مائة مرة من الحب، بل على العكس فالراحة هى ما يبعث الحب، فمن رحم الفشل يولد النجاح، ولكن إذا سعى الإنسان نحوه ولم يتوقف عند فشله باكيًا،  هذا هو التشبيه الأقرب لعلاقة الزواج الثانى لكثير من التجارب المحيطة بنا، والتى يقرر أصحابها ألا تخضع تجربتهم الثانية لاحتمالية الفشل، وكل طرف فيها يحاول قدر الإمكان تفادى أى اختلافات.
«أحمد.س»، 35 عامًا، أكد أن الطلاق لا يمنح الرجال الحرية كما يتوقع البعض خاصة إذا وجد أطفالاً بين الطرفين، بمجرد رؤية زوجتى الثانية شعرت أنه لا مفر من خوض التجربة ثانية، وأن الحياة لا تتوقف عند علاقة فاشلة، لكن أكثر ما كان يرعبنى الفشل طوال الوقت، تحدثت مع زوجتى الثانية وهى أيضًا مطلقة بعد زواج دام 6 سنوات عن مخاوفى وتناقشنا فيها، أكدت لى أنها تبحث عن رجل يصونها ويحترمها وأكدت لها أننى أبحث عن امرأة تفهم معنى الحرية، وربما هذا سبب نجاح زواجنا الذى مر عليه ثلاث سنوات إلى الآن.
تنشب بيننا خلافات بالتأكيد، لكنها لا تعنى انتهاء العلاقة على عكس العلاقة السابقة، وأيضًا تدخل الأهل فى الزواج  الثانى يكاد يكون طفيفًا، حيث استطعنا أن نحجم تدخلهم وتعاملنا بشكل أنضج ويمكننى أن أرجع سبب نجاح زواجى إلى أن الاختيار مبنى على العقل والنضج وأن كلًا منا أصبح يعرف ما يريد من شريكه وكيف تستمر الحياة.
الدكتور جمال شفيق، رئيس قسم الدراسات النفسية جامعة عين شمس قال: «إن هناك مجموعة من العوامل التى يمكن أن تساهم بشكل كبير فى نجاح الزواج الثانى، أهمها أن الأزواج والزوجات يستفيدون من أخطائهم فى الماضى، ويحاولون أن يعالجوا العيوب الشخصية التى ربما كانت سببًا لفشل الزواج الأول، فمن المهم جدًا أن تدرك المرأة المطلقة الأخطاء التى وقعت فيها وأدت بها إلى الطلاق، حتى لا تقع فى هذه الأخطاء فى المستقبل، ولا تكرر فشلها فى الزيجة الأولى، والأمر ذاته للزوج المطلق».
مضيفًا: يمكن أن يكون الزواج الثانى أكثر توافقًا ونجاحًا، وليس سعادة، من الزواج الأول، لأن الزوجين يسعيان بكل ما فى وسعهما لكى لا يتكرر الفشل مؤكدًا، إنه فى الأغلب ما يكون الرجل حريصًا على نجاح الزواج الثانى، لاعتقاده أن عمره ليس فيه متسع لكى يخوض تجارب أخرى بتكاليف وتبعات مادية باهظة، خاصة إذا كان لديه أولاد من الزواج الأول.