طائرات «جيه 20» الصينية بدون طيار فى القاهرة قريبا

هالة أمين
كشف تقرير وكالة شينخوا الصينية الرسمية، أن بكين تلقت أول طلبية طائرات مقاتلة من طراز الشبح «جيه 20» وهى طائرات بدون طيار، دون أن يكشف عن الدولة التى قدمت الطلب إليها، ولكن مجلة The diplomat اليابانية قد أشارت إلى أن مصر وإندونيسيا من الدول المهتمة بالطائرات العسكرية الصينية وخاصة جيه 31 وجيه20 وهى من طائرات الجيل الخامس.
كانت بداية المباحثات بين بكين والقاهرة عن صفقات عسكرية قد بدأت فى أواخر ديسمبر 2014 أثناء زيارة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى للصين.
ووفقا لتقرير المجلة فإن الصين تسعى لتحل محل الولايات المتحدة عسكريا فى مصر، وربما تصبح أكبر مورد عسكرى للقاهرة فى القريب العاجل، حيث تسعى بكين لبناء علاقات قوية فى منطقة النفوذ الأمريكى.
المجلة اليابانية أكدت رغبة مصر فى شراء طائرات الشبح الصينية جى 31 والتى تتفوق على الطائرات المقاتلة الأمريكية إف 35 ورفض المتحدث باسم الشركة المصنعة فو مينج ياو، التعليق على حجم الطلبات التى تلقتها الشركة لشراء المقاتلة الجديدة، وأيضا الرغبة فى جيه 20 والتى تتفوق على المقاتلات الأمريكية F-22 رابتور وأيضا F-35 والروسية PAK -FA وجيه 20 الشبح ستكون جاهزة بحلول عام 2018 وجيه 31 ستكون جاهزة ، بحلول عام 2020 وهو ما يؤكد أن جيلاً جديداً من المقاتلات الصينية سيغطى سماء الشرق الأوسط فى القريب العاجل.
الطائرات المقاتلة جيه 20 تصنعها مجموعة تشنجدو، وجيه 31 تصنعها مجموعة شنيانج، وكلاهما تابعة لشركة الطيران الصينية AVIC ومن المرجح أن J-20 وJ-31 سوف تكمل بعضها البعض عند دمجها فى ترسانة واحدة، حيث إن جيه 31 تتجاوز قدرات طائرات الجيل الرابع الأمريكية F-15 سترايك إيجل وF / A-18 سوبر هورنيت، ويمكنها التنافس حتى مع F-22 و F- 35..
الطلب على جيه 20 يعد ضربة قاصمة فى وجه الولايات المتحدة، حيث أصبحت الصين قادرة على تطوير هذا الجيل الجديد من المقاتلات بدون طيار، بحسب لى يى دونج، كبير مصممى هذه السلسلة من المقاتلات، فضلا عن أن بكين تكثف من تطويرها لتكنولوجيا الطائرات العسكرية بدون طيار على أمل أن تحصل على حصة أكبر فى سوق هذا الطراز من الولايات المتحدة وإسرائيل، فهى تقدم أرخص التكنولوجيا فضلا عن أنها لا تخفى التكنولوجيا المستخدمة للدول التى تبيعها بعكس أمريكا التى لا تعطى مفاتيح المعدات العسكرية التى تصدرها لأحد، على عكس الصين وروسيا فهما يعطيان التكنولوجيا المستخدمة فى طائراتهما للدول المستوردة.
ويؤكد التقرير أيضا أن طلبيات الطائرات الصينية يمكن أن تشمل نيجيريا وباكستان ومصر، ولكن الصين تفضل مصر وبدأت تفضل إندونيسيا على باكستان.
ووفقا لموقع جلوبال العسكرى فقد ظهرت الطائرة المقاتلة جيه 20 لأول مرة فى نوفمبر الماضى وخلال الأشهر الماضية كانت تحت التطوير وإضافة العديد من التكنولوجيا، وتخطط الصين لإنتاج عدد 570 من هذه الطائرة، وتتكلف حوالى مليون دولار على عكس نظيرتها الأمريكية التى تتكلف حوالى 30 مليون دولار.
جيه 20 لديها تصميم أجنحة دلتا وطول المقاتلة من مقدمتها إلى ذيلها أكثر من 21 مترا وهى مزدوجة المحركات، وجسم الطائرة مصمم لتخفيض المقطع العرضى للرادار، وزوج الأجنحة الأمامية لديه درجة ميلان كبيرة، وتوضع الأسلحة داخل بدن الطائرة للحد من المقطع العرضى الرادارى، إضافة إلى أن بها خزانات وقود كبيرة للمهام طويلة المدى حيث تتزود بالوقود فى الجو، ولديها تقنية التخفى، وتمتلك سرعات فوق صوتية، وللطائرة القدرة على التخفى أكثر من المقاتلة الروسية t50 وحتى الأمريكية F35 وF22.
ويمكنها حمل صواريخ جو جو من نوع PL-10 SRAAM و PL-15 AAM وتتميز النسخ الحديثة بأنها تحمل أجهزة استشعار كهربائية وضوئية، مثل نظام الإنذار من الصواريخ مواس أو نظام للبحث والتتبع (IRST) ونظام متقدم للطيران بالسلك المتكامل مع نظام مراقبة الحرائق و المحرك.
ووفقا للمراقبين العسكريين فإن الطائرتين جيه 20 وجيه 31 قادرتان على تضييق الفجوة العسكرية مع الولايات المتحدة، بل وتنافس شركة الأسلحة لوكهيد مارتن الأمريكية الشهيرة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد علقت على أسلحة الجيل الخامس الصينية والذى يضم المقاتلتين J20 وجيه-31 بأن تلك الطائرات تعطى لسلاح الجو بالقوات المسلحة قوة قادرة على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية على حد سواء، حتى إنه عندما بدأت الصين فى تطوير تلك الطائرات المقاتلة حذرت واشنطن من أن المقاتلات الصينية قد تهدد الوجود العسكرى الأمريكى فى المحيط الهادى وذلك لأنها تتمتع بمواصفات فنية عالية.
وتبحث الصين فى الوقت الحالى عن صفقات عسكرية جديدة فى المنطقة وربما يكون الهدف الأكبر مصر، فإن بكين ترصد أيضا زيادة التعاون العسكرى بين القاهرة وواشنطن وهو ما رصده تقرير لوكالة شينخوا الصينية الرسمية الذى تناول فيه احتمال نمو العلاقات العسكرية إلى الأفضل بعد أن أعلنت أمريكا مؤخرا استعدادها لاستئناف المساعدات العسكرية السنوية لمصر وتدريبات عسكرية نصف السنوية.
وقد صرح الخبير العسكرى المصرى طلعت مسلم فى تصريحات للوكالة أن هناك تحسنا عاما فى العلاقات المصرية الأمريكية تحت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى ستنعكس على تعاونهما العسكرى واستئناف المناورات العسكرية المشتركة وكذلك استئناف المساعدات العسكرية التى تصل إلى 1.3مليار دولار سنويا، مضيفا أن إدارة ترامب تحاول الحفاظ على علاقاتها مع مصر، والبيت الأبيض يعمل بجد على حل جميع القضايا مع مصر.
ووفقا للتقرير فإن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما قد علق تسليم بعض أنظمة الأسلحة الرئيسية بما فى ذلك الطائرات المقاتلة والدبابات والصواريخ، لكنه قرر فى وقت لاحق استئنافها بسبب تزايد التهديدات الأمنية الإقليمية والدولية.
أيضا هناك توقعات لرفع واشنطن المساعدات وتطوير البرنامج العسكرى فى مصر بعد أن قررت الولايات المتحدة العام الماضى توفير غير مسبوق من المساعدات العسكرية لإسرائيل بحوالى 38 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
وقال جمال مظلوم، الخبير الأمنى والرئيس السابق لمركز القوات المسلحة للدراسات الاستراتيجية فى تصريحاته للوكالة الصينية إن مصر تسعى للحفاظ على التوازن فى علاقاتها مع القوى الكبرى، فى حين أن الولايات المتحدة قلقة بشأن تنامى التعاون المصرى الروسى، وأن ترامب يحاول استعادة علاقة جيدة مع مصر بفتح صفحة جديدة.>