الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سعر حقنة الـ«أنتى آرإتش» 4000 جنيه فى السوق السوداء

سعر حقنة الـ«أنتى آرإتش» 4000 جنيه فى السوق السوداء
سعر حقنة الـ«أنتى آرإتش» 4000 جنيه فى السوق السوداء


ما زال نقص الدواء فى السوق المصرية يؤرق الكثير من المصريين وخاصة نقص حقنة «أنتى آر إتش» التى تعطى لبعض السيدات بعد الولادة خلال 72 ساعة وإلا تتعرض لعملية إجهاض أو ولادة أطفال يعانون من مرض التوحد أو حدوث تشوه للأجنة، وإذا كان فى السابق استطاعت الحكومات أن توفرها للسيدات إلا أن تحرير سعر الصرف وارتفاع سعر الدولار أدى إلى نقص هذه الحقنة فى السوق  وفى حالة توافرها بلغ سعرها 720 جنيها ولمعرفة أسباب النقص وكيفية الحصول عليها تواصلنا مع دكتور محيى الدين عبيد نقيب الصيادلة وواجهناه بسؤالنا عن أزمة  نقص الحقنة وأسبابها فقال إن الأزمة ما زالت موجودة ومن المفترض أن توزع هذه الحقن فى الصيدليات العامة ولكن وزير الصحة أصدر قرارا وزاريا يشمل اقتصار بيعها على المستشفيات وغلق 71 ألف منفذ أمام المريض - وكان هذا سبب الأزمة - فأصبح من الصعب جدا الحصول عليها وبذلك لم تحل بعد، فعندما يذهب المريض إلى أى صيدلية ويطلب فيجدها تكون الأزمة قد حلت.
ويؤكد نقيب الصيادلة على ضرورة دعم الحقنة مرة أخرى وإلغاء قرار اقتصارها على المستشفيات وإعادة توزيعها من خلال الصيدليات وقال: «مفيش حاجة اسمها اقتصار الحقن على المستشفيات هذا مخالف للقانون».
ويضيف عبيد أن مصر تستورد هذه الحقنة من أكثر من دولة لأن التكنولوجيا الخاصة بها غير متوافرة لدينا. فهناك أكثر من وكيل لها ولكن الاستيراد أصبح قاصراً على الشركة المصرية للأدوية وتباع فى  هيئة المصل واللقاح.
يرى دكتور محيى الدين أن أزمة نقص الحقنة من الأسواق هى أزمة حقيقية وليست مفتعلة ويرجح أن يكون السبب ارتفاع سعر الدولار وتحرير أسعار الصرف التى زادت  إلى نسبة %100 لذلك ما زالت الحقنة غير متوافرة وأشار نقيب الصيادلة إلى أن توفير الدولار يؤدى لتوفير الحقنة فهذه السلعة تعتمد على الاستيراد بنسبة 100% ومرتبطة بالدولار بطريقة وثيقة فإذا كان سعرها مربحا والدولار متوافراً فسيتم استيرادها وإذا كان العكس فالشركة لن تستوردها.
وعن انتشار أنواع منها كثيرة مهربة مثل الكولومبية والكوبية ومدى تأثيرها وهل تختلف عن التركية قال إن دور هذه الحقنة للمحافظة على الجنين الثانى من مهاجمة الجهاز المناعى لأن الأم تكون (RH- )  والجنين (RH+) حتى لا تكون أجساما مضادة تهاجم بها الطفل فلا تفرق معنا نقاء الحقنة أو جودتها أو اسمها أو حتى شركتها الذى يهمنا أن الحقنة تؤدى وظيفتها حتى إذا كانت مجهولة المصدر.
 بسؤاله عن نسب الاستهلاك السنوى فى مصر والعجز أكد أنه ليس على علم بنسب الاستهلاك المحددة السنوية فى مصر فهم يرصدون حالات العجز عند نزول المواطن لشرائها من الصيدليات ولا يجدها تصل إليهم شكاوى من الصيادلة أن هناك طلبا عليها ولا يمكن توفيره فيخاطبون الجهة المركزية التى بدورها ترسل للشركة المستوردة لتوفيره وهذا يعتبر رصد العجز على صنف ناقص، فالمعاناة كبيرة، هناك بعض الصيدليات تخبرهم أن حقن «أنتى آر إتش» المسعرة  بـ720جنيها تعرض بـ 2000 جنيه وأن بعض المرضى يتصلون بالنقابة يشتكون أنهم لا يجدون هذه الحقنة وعند عثورهم عليها تباع لهم فى سوق سوداء فى إحدى سلاسل الصيدليات الكبيرة ويقولون لهم إنها مستوردة من ماليزيا وأمريكا وهناك أناس تشتريها بـ 3000  و4000 جنيه.
أما الدكتور محمود سعودى وكيل  نقابة الصيادلة السابق فيرى أن السبب فى الأزمة هو مركزية توزيعها وكذلك عدم استيراد كميات كافية وأن سعرها وصل لـ 720 جنيها ولكى تحصل عليها لابد من وجود بعض المستندات والتحاليل المطلوبة وكل هذه الأسباب من وجهة نظرى عقبة للمواطنين فالحقن موجودة بأعداد قليلة جدا ومحدودة  فى هيئة المصل واللقاح وضرب الدكتور سعودى مثلا لتوضيح الفكرة بشكل أبسط قائلا: الحكومة تشبه صاحب البقالة البسيط الذى يشترى 10 علب من التونة فإذا طلب  منه 20 علبة لن يستطيع أن يلبى هذا الطلب ولن يقدر أن يسد هذا العجز فالحكومة لا تملك التخطيط السليم ولا معرفة الكميات المحددة فكان يجب عليها أن تتعاقد على استيراد الكمية كلها مرة واحدة وعند انتهائها تستورد المزيد منها بالإضافة إلى أهمية وجود احتياطى استيرايجى  فهذه الطريقة تؤكد أننا «شغالين بالبركة» فليس هناك تنظيم أو تخطيط ولا توقع للأزمة، ولا حسن إدارة لها.
ومن جانبه أكد الدكتور محمود فؤاد رئيس مركز الحق فى الدواء أن الحل هو توفير مبالغ تكفى الاحتياجات الحقيقية الحالية ففى حالة احتياجى لـ 200 ألف حقنة أجيبهم مرة واحدة ولا أستوردهم على 3-4 مرات فالآن الحقن غير متوافرة  والمواطنون يبحثون عنها دائما.
وأكد أن هذه الحقن مهمة جدا للسيدات فإذا لم تحصل عليها سيحدث لها مشكلات حقيقية خلال الفترة التى تعقب الولادة لأنها تؤخذ مرة واحدة فى العمر فقط وعدم أخذها يتسبب فى زيادة معدل إصابة الأطفال بالتوحد  وتسهم فى تشوه الأجنة فبدلا من الصرف على علاج مرضى التوحد وتشوه الأجنة يجب أن نعمل على مبدأ «الوقاية خير من العلاج» بتوفير هذه الحقنة لكل من تحتاجها.