الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«الطيب» لـ«جمعة»: كلمتى أنا اللى تمشى

«الطيب» لـ«جمعة»: كلمتى أنا اللى تمشى
«الطيب» لـ«جمعة»: كلمتى أنا اللى تمشى


دخلت أزمة الخطبة المكتوبة نفقاً مظلماً بعدما أعلنت مشيخة الأزهر رفضها قرار وزير الأوقاف، وأعلنت على لسان الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف عدم التزامها به.
 والتزم الإمام الأكبر أحمد الطيب  الصمت إزاء  القرار، وكأنه يرسل للوزير الدكتور محمد مختار جمعة رسالة بأنه أكبر من الرد، مكتفياً بتحريك رجال المشيخة لشن هجوم على القرار.
 وقال مصدر مقرب من المشيخة: إن الخلاف بين الإمام والوزير لا يبدأ بالخطبة المكتوبة، وتعود الخلافات إلى بداية تقلد جمعة الحقيبة الوزارية حينما أطلق دعوة تجديد الخطاب الديني.
الطيب باعتباره «الإمام الأكبر» لم يبتلع الأمر.. لاحظ أن مختار «يمشى على هواه»، يريد أن يحقق مجدا لنفسه على حساب المؤسسات الدينية، بل على حساب الدين، مستغلًا فى ذلك الإعلام المعادى للمشيخة.. هكذا قال للمقربين.
هنا آمن شيخ الأزهر، أن سلطته على وزير الأوقاف أصبحت فى مهب الريح، بعدما قدم مختار نفسه للرأى العام بأنه صاحب العمامة الأهم فى مصر.
وأضاف: شيخ الأزهر يعتبر نفسه أكبر من أن يرد على كلام وقرارات «مختار»، لم لا؟ وهو يملك من رجال المشيخة من يفى بهذا الغرض على أحسن فرض، فوقع الاختيار هذه المرة على عباس شومان، وكيل الأزهر، والرجل المقرب من «الطيب».
شومان انتظر عودة «الكبير» من السعودية ليخرج علينا قائلا: «إن المشيخة لا تعترف بالخطبة المكتوبة، وأن وعاظها ملتزمون بتعليمات المشيخة فقط دون التقيد بقرارات الأوقاف، وأنهم مستمرون فى الخطبة الارتجالية».
وأشار «شومان» فى تصريحات صحفية، فى أول رد رسمى للمشيخة منذ الإعلان عن مشروع الخطبة الجديد إلى أن الخطبة المكتوبة لا تعرف مجامع الأزهر الفقهية عنها شيئًا، ولم يتم التواصل بشأنها مع كبار رجال المشيخة وأساتذة الجامعة، وهى غير ملزمة للوعاظ الخاضعين تحت سلطة الأزهر الشريف.
وأضاف وكيل الأزهر، إن ما يتداول بشأن خطبة الجمعة المكتوبة لا علم للأزهر به بشكل رسمى وهو غير ملزم لوعاظه، حيث يتم تزويدهم بمكتبة تجمع أمهات الكتب لثقل معارفهم فضلا عن التدقيق فى اختيارهم وامتلاك غالبيتهم لخبرات طويلة فى مجال الدعوة فى الداخل والخارج، وحتى يكون خطابهم فى مجالسهم والوزارات والمؤسسات التى يتعاونون معها مناسبا لسامعيهم على اختلاف مواقعهم الجغرافية وتباين ثقافاتهم وتقاليدهم وعاداتهم.
ووصفت وزارة الأوقاف على لسان رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، الشيخ جابر طايع، ما يتم تداوله فى وسائل الإعلام، حول رفض الأزهر لفكرة الخطبة المكتوبة، بمحاولات الوقيعة بين المشيخة ووزارة الأوقاف، مشيرة إلى أن المشيخة لم تخاطب الوزارة حتى الآن بشكل رسمى حول رفضها أو تأييدها للفكرة، التى وجدت ترحاباً من قبل أساتذة وعلماء الأزهر وفى مقدمتهم نائب رئيس الجامعة الدكتور محمد أبوهاشم.
وقال طايع: إن الوزارة حتى الآن تدرس القرار مع أئمتها ودعاتها، ولم تتخذ «الأوقاف» قرارًا نهائيًا، بشأن الخطبة المكتوبة، مشيرًا إلى أن الموضوع قيد المناقشة، والطرح للحوار المجتمعى بين الفئات الدينية، وأنها مجرد مشروع وزارى تتم مناقشته مع البرلمان.
وحول اعتراض بعض الشخصيات الدينية الكبيرة، أمثال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، ووكيل الأزهر عباس شومان، أوضح «طايع»، أن الدكتور أحمد عمر قامة وطنية كبيرة، وقيمة دينية أكبر، ورأيه يحترم، ومحل اعتبار، ولكنّ إقرار القرار فى النهاية، هو من اختصاص الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بالاشتراك مع مشيخة الأزهر.
وحول رأى مسئولى الأزهر، وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قال «طايع»: إن شيخ الأزهر أعلى سلطة دينية فى مصر والعالم الإسلامى، ورأيه محل اعتبار بالطبع، كاشفًا لأول مرة، عن الأزهر الشريف، باعتباره مؤسسة دينية إسلامية، لم يعترض على الخطبة المكتوبة، قائلا: «لو الأزهر معترض كان بعث لنا بخطاب اعتراض»، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن».