الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الحـــوار مع نظـام البشـيـر يطيل فى عمره

الحـــوار مع  نظـام البشـيـر يطيل فى عمره
الحـــوار مع نظـام البشـيـر يطيل فى عمره


أقامت بعض قوى المعارضة السودانية ندوتين للسودانيين فى القاهرة الأسبوع الماضى بهدف تسويق «إعلان برلين» و«نداء السودان» ليشارك النظام فى المؤتمر التحضيرى لمناقشة الجوانب الإجرائية للحوار الشامل فى أديس أبابا، الذى ورد فى إعلان برلين وبدفع من المجتمع الدولى والاتحاد الأفريقى الذى يتبنى قضايا الحل السياسى الشامل فى السودان.

طالبت قيادات شبابية قوى المعارضة السودانية الممثلة فى قوى «نداء السودان» بمقاطعة كل خطوات الحوار مع النظام الحاكم فى الخرطوم، والسعى بجدية لإسقاطه، واعتبروا أن أى خطوات للحوار ستطيل عمر النظام، بينما أكدت قيادات من قوى «نداء السودان» أن كل مسعاها يصب فى ذات الاتجاه وأنها لا تسعى لعقد صفقات مع النظام، مشيرة إلى أنها وضعت شروطاً وصفوها بـ«التعجيزية» لإجراء الحوار وتوقعوا عدم موافقة النظام عليها، واعتبروا أن المناخ بات مواتياً للتغيير فى ظل رفض النظام كل المبادرات الإقليمية والدولية.
قال القيادى بالحزب الشيوعى السودانى وعضو هيئة تحالف قوى الإجماع الوطنى صديق يوسف: «المعارضة ممثلة فى قوى نداء السودان من مصلحتها العمل على إسقاط النظام بجميع الوسائل، والجميع متفقون على ذلك باعتباره خيارا شعبيا ومطلبا جماهيريا»، واعتبر أن المناخ أصبح مواتياً لذلك، وقال إنهم وضعوا شروطاً وصفها بالتعجيزية ـ بالنسبة للنظام الحاكم ـ والتى من بينها إلغاء القوانين المقيدة للحريات وقانون الأمن الوطنى، ووقف إجراءات الانتخابات والموافقة على سلطة انتقالية وعقد المؤتمر الدستورى، مستبعداً موافقة النظام عليها مؤكداً عدم تنازله عنها.
وجدد موقف قوى نداء السودان وتمسكها بخياراتها فى مناهضة ومقاومة النظام من أجل إحداث التغيير الجذرى الشامل، مشيراً إلى عدم وجود تناقض بين الحوار الجاد والمنتج لانتفاضة شعبية، واعتبر أن المعارضة ليست حكراً على القوى السياسية ممثلة فى الأحزاب، ورأى أن هناك أشكالا كثيرة للمعارضة تتمثل فى الحراك الشعبى مثل احتجاجات أهالى لقاوة ومتضررى السدود، وحتى الحراك الطلابى يعتبر عملا معارضا لا ينعزل عن نشاط القوى السياسية.
وأشار يوسف إلى أن قوى نداء السودان بدأت بالفعل الإعداد للبديل لمرحلة ما بعد إسقاط النظام، بتجميع كل الدراسات والبحوث التى أعدتها مجموعة من الخبراء ضمن برنامج السياسات البديلة، الذى جاء نتاج مجموعة ورش عمل عقدت فى منتصف تسعينيات القرن الماضى بالقاهرة، ودعا جميع السودانيين فى الداخل والخارج إلى المشاركة فى الإعداد للبديل عبر اللجان التى كونتها قوى نداء السودان، وأكد أن الهم الأكبر هو الإعداد لما بعد إسقاط النظام حتى لا ينجرف السودان لمصير دول الربيع العربى، وحتى يستفيد من تجارب ودروس ثورتى أكتوبر 1964 وأبريل 1985م.
وقال رئيس حزب البعث السودانى محمد على جادين: إن إعلان برلين يمثل خطوة أولية للحوار بين قوى المعارضة، وتوقع أن يفضى إلى حل سياسى شامل، واعتبر أن المشهد السياسى تسوده حالة من توازن الضعف داخل الحكومة ووسط القوى المعارضة، وانتقد جادين مكونات المعارضة بشقيها المدنية والمسلحة، مشيراً إلى أنها تعانى من ضعف فى الرؤية والتقدير للموقف السياسى، ما بين رفع شعار إسقاط النظام والحوار معه من أجل إيجاد الحل الشامل، معدداً الإشكالات التى تواجه قوى التغيير فى السودان والتى تؤخر حدوث عملية تفكيك النظام وتغييره.
ودافعت نائب رئيس حزب الأمة د.مريم الصادق المهدى عن إعلان برلين كونه يعالج الأزمة السياسية، وقالت: إن البلاد تمر بأزمة خطيرة ما لم يتم تداركها الآن لن يكون هناك وطن يتنازع عليه، بعد أن فرطت الجماعة الحاكمة فى جزء عزيز من الوطن، رغم نتيجة الاستفتاء التى عبر عنها شعب جنوب السودان باختياره للانفصال إلا أنها حملت النظام المسئولية بسبب انتهاجه لسياسات عنصرية  صنفت الإنسان السودانى على أساس دينى.
واعتبرت «المهدى» تدخل المجتمع الدولى فى الشأن السودانى أمرا طبيعيا فى ظل فشل النظام فى احتواء الأزمة، كونه لا يحترم القوى السياسية المعارضة، بينما يحترم المجتمع الدولى وقراراته، وأقرت بأن الأخير لديه مصالح وأطماعًا على ثروات السودان وتابعت: «هذا شأنه.. ما شأننا نحن السودانيين؟ الذين يجب علينا حماية وطننا من أى تدخل خارجى».
وكشفت عن أن المؤتمر الوطنى وافق على خوض القوى السياسية المعارضة للانتخابات على جميع المستويات باستثناء الرئاسة، غير أنهم رفضوا هذه الخطوة لرغبتهم فى الحل الشامل للأزمة السودانية.
فيما حذر عضو حزب البعث العربى الاشتراكى «الأصل» محمد حسن بوشى مصالح المجتمع الدولى، وقال إن أى قوى خارجية تبنى مصالحها بالتدخل فى الأزمة، وعبر عن قلقه فى أن يصبح السودان عرضة للتدخلات الخارجية، غير أنه أثنى على جهود القوى السياسية ممثلة فى نداء السودان، وقال إن تلك القيادات وطنية وتعمل من أجل الوطن، داعياً إلى عدم التقليل من مواقفهم.
وقالت «وداد درويش» العضو فى حزب المؤتمر السودانى: إن دعوة المعارضة لتفكيك النظام من الداخل عديمة الجدوى، وطالبتها بالعمل على اقتلاع النظام من جذوره بدلاً من الالتفاف على مطالب الشعب السودانى - بحسب تعبيرها.
وقال ممثل حراك قوى التغيير السودانية محمد إبراهيم (فطيرة): إن الحركة الجماهيرية تجاوزت القوى السياسية فى الداخل والخارج، وإن الحوار مع النظام إنما يعبر عن ضعف قوى المعارضة السودانية المسلحة وغير المسلحة وتراجع خطابها السياسى، معللاً بأن الحوار كتكتيك لإسقاط النظام لا يجدى نفعاً وسيدفع للوصول إلى تسوية سياسية ستؤخر تغيير النظام، وستزيد من تعقيد أزمة نظام الحكم فى السودان وأزمة النظام الاجتماعى المتمثلة جوهرياً فى صراع السلطة والثروة فى السودان.
غير أن القيادى فى شباب حزب الأمة محمد حسن المهدى «فول» اعتبر أن هناك تغبيشا لوعى عدد كبير من المجموعات الشبابية، وطالبهم بالاطلاع - بدقة - فى مخرجات إعلان باريس الذى وحد الجبهة الثورية وحزب الأمة، ومهد لنداء السودان الذى جمع بين الجبهة الثورية، حزب الأمة وتحالف قوى الإجماع الوطنى ومبادرة المجتمع المدنى، التى قال إنها لأول مرة تنضم لهذا الحراك، واعتبر أن جهود المعارضة أقنعت الاتحاد الأفريقى باستصدار القرار «456» والذى تبناه مجلس الأمن الدولى، وشدد المهدى فى رده على قوى الشباب بأن مبدأ المحاسبة مضمن فى نداء السودان، مؤكداً على عدم التفريط فى الإفلات من العقاب.∎