الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصر «النمر الأفروآسيوى» القادم

مصر «النمر الأفروآسيوى» القادم


ربما يعتقد البعض أن العنوان يحمل شيئًا من المبالغة ولكن الحقيقة تؤكد العنوان ويجب أن نكون حريصين بأن بلدنا تضع نفسها فى مصاف القوى التى تعد لهذه المهمة فى العقود القادمة، لقد تابعنا كثيرًا فى أواخر القرن العشرين ما كان ينبئ بظهور النمور الآسيوية (اليابان والصين) لما حققوه اقتصاديًا وعسكريًا ليدخلوا حلبة المنافسة مع الدول الكبرى التى لها باع وتاريخ فى هذا … إلا أنه مع بداية القرن الحالى وجدت هذه النمور الآسيوية أن هناك عاملًا أساسيًا صار عقبة أمامها، وهو الوصول إلى الأسواق بكل الدول التى ترى أنها مهمة ومشتاقة لمنتجاتها سواء فى أفريقيا أو فى دول أخرى بالعالم يطلق عليها بالوصف الجغرافى (حبيسة) أى أنه ليس لديها إطلالة على سواحل بحرية إلا عبر دول تجاورها وهناك دول يطلق عليها (الحبيس المزدوج) لأنه حتى الدول التى تجاورها ليس لها منافذ تطل على أى من السواحل البحرية ومن هذه الدول (أوزبكستان) الذى اختتم الرئيس بها زيارته الآسيوية الأسبوع الماضى.. من هنا لقط السيسى خيط أهمية تمهيد الطرق وإنشاء أنفاق مرورية وتوسيع المجرى الملاحى لقناة السويس والأكثر من هذا هو تطهير الرابط الأساسى بين آسيا وأفريقيا وهى (شبه جزيرة سيناء) من الإرهاب، وربما كان الكثير منا يستغرب لماذا كل هذه الطرق والأنفاق والجسور، لأن الرئيس منذ عام ٢٠١٤ وهى الولاية الأولى لحكمه عكف على كيف يضع مصر على طريق العالمية (لقد وعد الشعب بأن تكون مصر أد الدنيا) وهذا لا يمكن إلا عندما تكون الشريان الموصل لكل بلاد الدنيا شبكة طرق وتمهيد يصل طريق الحرير وهو الطريق (البرى) بطريق (البخور) وهو طريق البحر، ومصر لديها هذه الإمكانيات وعليها إعداد نفسها لهذا الدور لأن النمور القادمة هى من يملك الوصول والتوصيل، نعم القادرة على توصيل منتجات النمور الاقتصادية والوصول بها إلى كل بقاع الأرض، النمر المصرى القادم هو الذى يحمل مفاتيح الطرق عابرًا للقارات عبر قناة السويس وممهدًا الدروب عبر سيناء التى تربط آسيا بأفريقيا، عندما يكون لدى الصين منتج لا تقدر على تسويقه أفريقيًا فلا عائق لديها ما دامت فى شراكة استراتيجية مع مصر، وأوزبكستان الدولة الحبيسة التى لديها من القمح والأرز والقطن ما يجب أن تفتح أمامه أسواقًا وهى دولة حبيسة تخشى على حبوبها من أن تفسد ولا تصل إلى الأسواق، فإنها تعلم أن الصديقة مصر ستساعدها ولن تنسى لها العلاقات التاريخية التى تربطهما، وهى التى أمدتنا مدنها (طشقند وسمرقند) بِالحَرير والحبوب وغيرهما وكانت كدولة إسلامية منها العلماء النازحون إلى الدول العربية مثل (البخارى والخوارزمى والترمذى وغيرهم) وقتها كانت مستعمرة فى فلك الإمبراطورية الروسية ولها طرق تصل إلى منافذ بحرية عبر الإمبراطورية الكبرى،ولكن منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتى عام ١٩٩١ وهى حبيسة جغرافيا تعانى الكثير، خاصة بِعد النزاع القائم على بحر قزوين بين إيران وتركمستان من أجل التنقيب عن البترول وهو البحر الذى كانت من الممكن أن تنفذ من خلاله عبر جاراتها، ولكن هذا صار محالًا ولا يوجد أمامها سوى الطريق البرى حتى تصل إلى نقطة قريبة من البحر سواء الأحمر أو المتوسط، والاثنان توفرهما لها مصر مع الاهتمام بالطرق لسرعة وصول السلع المصدرة فى أسرع وقت وإيجاد خدمة لوجيستية من التخزين والإمداد وكل هذا قامت بتجهيزه مصر لاستقبال الدور الجديد التى كلفت نفسها به لتحقق للشعب المصرى الرفاهية فى أسرع وقت ولتفتح شرايين جديدة مع كل آسيا (الصين، فيتنام، الكوريتين، روسيا، والجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفيتى السابق مثل أوزبكستان وكازاخستان وغيرهما) هذا علاوة على قناة السويس التى تربط آسيا وأفريقيا بأوروبا.. ومن هنا سنشهد تنمية سيناء بحق، إنها (الطرق) مفتاح التنمية والتقدم والانفتاح، هل عرفنا الآن لماذا الأنفاق تحت قناة السويس، ولماذا إنشاء قيادة المنطقة العسكرية الشرقية فى إقليم سيناء ومدن القناة؟ وهل عرفنا لماذا أضفنا إلى ترسانتنا البحرية (الميسترال)؟ وهل عرفنا لماذا نحدث أسلحتنا ونقاتل فى سيناء ليل نهار؟ وهل عرفنا لماذا المنطقة الاستثمارية حول إقليم القناة؟ وهل عرفنا لماذا قمنا بتوسيع القناة وإنشاء مجرى ملاحى إضافى بها؟ هل علمنا لماذا طريق العلمين؟
وبعد كل هذا هل عرفنا لماذا قضى الرئيس أسبوعًا كاملًا فى جولة آسيوية ليزف للدول التى زارها بأن مصر صارت جاهزة لتكون (نمر شريان الطرق الموصل لكل ربوع المعمورة) وليعدوا هم أيضًا أنفسهم للاستثمار بمصر الواعدة إننا يا مصريون (نمور قادمون) ممهدون للطرق ومستعدون.