مزيد من الإصلاح الاقتصادى!

نعم.. أنا أطالب بمزيد من الإصلاح الاقتصادى..! لا تندهش، ولا تلعنى فى سرك، ولا تفهمنى بسرعة كما كان يقول الراحل محمود عِوَض.
ما أطالب به ليس مزيدا من إلغاء الدعم على المحروقات والكهرباء مثلا، ولا مزيد من خطوات الإصلاح (المالى ).. أنا أطالب بأن نبدأ فورا فى الإسراع بالإصلاح الاقتصادى.
الإصلاح الاقتصادى يعنى مزيدا من تشجيع المبادرات الفردية .. مزيدا من التشجيع على الاستثمار .. مزيدا من المشاريع الصغيرة والمتوسطة التى تتيح للناس أن يغيروا واقعهم.. وأن يتغيروا هم أيضا.. أن يتحولوا من مواطنين مستحقين للدعم إلى أصحاب أعمال يضيفون للناتج القومى للمجتمع.
إن الحديث عن الإصلاح الاقتصادى مثلا يصلح أن يكون مناسبة لكى نسأل عن مصير مبادرة الرئيس التى أطلقها منذ عامين لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة .. لقد طلب الرئيس من محافظ البنك المركزى أن تقدم البنوك قروضا مجموعها ٤ مليارات جنيه مصرى لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة .. أولئك الذين من حقهم أن يحلموا وأن ينجحوا وأن يتحولوا لمستثمرين كبار.. وقد سمعنا عن مصاعب تحيط بالتنفيذ، وسمعنا عن اشتراطات صعبة تضعها البنوك، ثم سكت الكلام.. والسكوت فى حالات مثل هذه يعنى أن الأمور لم تسر على ما يرام.. وقد تحدثت مع بعض مسئولى البنوك وكانت حجتهم أن المشاريع المقدمة ليست مضمونة النجاح، وربما كانت هذه حجة مقبولة من الناحية البيروقراطية..لكنها ليست مقبولة إذا كنّا نسعى لتحقيق أحلام مجتمع.. إن الإصلاح الاقتصادى هو حزمة من الإجراءات.. وهو ليس فقط أن نتوقف عن دعم المنتجات لكنه يعنى أيضا أن نساعد الناس على أن ينجحوا فى مشاريعهم الفردية، وأن يتحولوا من فقراء إلى أثرياء، وأن ينتجوا أفكارا وسلعا، وخدمات.. يضيفون بها للناتج القومى للبلاد.
الإصلاح الاقتصادى يعنى أن نشجع المبادرين، والمغامرين ورواد الأعمال ورجال الأعمال.. وحين أقول رجال الأعمال فالمقصود ليس الأسماء التى شاع ذكرها فى زمن مبارك واختلط عمل بعضهم بفساد بعضهم الآخر، ولكن المقصود هو الدور والوظيفة، التى تدفعنا لأن نطالب باختراع رجال أعمال جدد يضيفون لهذا المجتمع.. ويحصلون على أرباحهم نتيجة للعمل وليس للفساد.. وهذا هو الجزء الباقى فى الإصلاح الاقتصادى.. أو هو الترياق الذى يخفف من أثر الإجراءات التى اتخذتها مصر وستتخذ مثلها فى العام القادم وهى دواء مر.. لابد أن يعقبه ترياق آخر اسمه تشجيع المبادرة الفردية، وترياق ثالث اسمه تشجيع رواد الأعمال، ورابع اسمه تشجيع التصنيع.. إلخ.. هذا هو الإصلاح الاقتصادى الذى أطالب بالمزيد منه.. وعلى الله قصد السبيل.