الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
إفطار مع الرئيس

إفطار مع الرئيس


يوم الثلاثاء الماضى كنت ضيفًا على إفطار الأسرة المصرية، للعام الثالث على التوالى أشارك فى الإفطار الذى صار طقسًا رمضانيًا خاصًا، تعجبنى فكرة تجمع أطياف مصرية مختلفة للمشاركة فى حفل إفطار يحضره رئيس الجمهورية.. هذا العام لفت نظرى مشاركة أسر شهداء الجيش والشرطة، ومصابى العمليات الحربية، وطلاب من كليات عسكرية مختلفة، وطلاب جامعات، وإعلاميين، ونواب، ورؤساء نقابات.. ورؤساء أحزاب.
هذا العام كان هناك تقليد جديد وهو أن يجلس وزير على رأس كل مائدة، ولم أتأكد إن كان هذا قد تم مع كل الموائد أم فى الموائد المخصصة للإعلاميين فقط..على المائدة التى جلست عليها جلس اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى.. كانت المرة الأولى التى أشرف فيها بالحديث معه، ما أن علم أننى من «روزاليوسف» حتى بادرنى قائلًا إنه مازال يتذكر معارك عبدالرحمن الشرقاوى مع شيخ الأزهر عبدالحليم محمود!، قال إن ذلك كان عام ١٩٧٥ إن لم تخنه الذاكرة.. أحسست بالفخر وأن الكلمة الصادقة لا تموت..بعد ثلاثة وأربعين عامًا تقريبًا يجلس صحفى من مواليد السبعينيات مع مسئول كبير فى الدولة ليذكرا بكل خير كاتبًا قال كلمة صادقة ثم مضى!
سألت اللواء العصار عن الصحف القومية فقال إنها رغم أى مشاكل (عمود الخيمة)للإعلام المصرى، وأن مسيرة إصلاحها طويلة، كنا نتحدث على الإفطار وقبل أن يلقى الرئيس السيسى كلمته وسألته عن الإصلاح الاقتصادى فقال إن الإصلاح فى مصر حتمى وأن ظروف مصر لا تشبه أى دولة أخرى.
تحدث الرئيس عقب الإفطار بما هو معروف لنا جميعًا، أكثر ما أعجبنى فى كلمة الرئيس أنه لم يتنصل من تحمل المسئولية، ولم تسمح له طبيعته الواضحة بتحميل القرارات الصعبة لمن يشغل منصب رئيس الوزراء، الرئيس كان يقول بهذا أن القرارات لن يتم التراجع عنها كما تم فى دول أخرى، بغض النظر عن أى تفاصيل، فإن الشجاعة فى تحمل المسئولية أمر يستحق التحية، من ناحيتى أرى أن الإصلاح هو الدواء المر الذى لابد من تجرعه، وأن تحقيقه لابد أن يرتبط بأمور ثلاثة.. أولها حزمة إجراءات لحماية البسطاء والطبقات الأضعف، وثانيها إجراءات تقشف فى مؤسسات الدولة، أما الأمر الثالث فهو مشاركة الطبقات الأغنى فى تحمل أعباء الإصلاح، وقد اقترحت منذ أسابيع أن يرفع القطاع الخاص الحد الأدنى للأجور لتتماشى مع التضخم، ولكن الرئيس طلب فقط ممن عليهم ضرائب متأخرة أو ملاءة مالية متنازع عليها أن يعجلوا بدفع ضرائبهم، وهى فكرة أولى بالتنفيذ.. وفى رأيى أنه من الأفضل أن يبادر مجتمع الأعمال لتنظيم شكل مساهمته فى دعم عملية الإصلاح أو فى دفع الضرائب المتأخرة، ولعل النتائج ستكون فى هذه الحالة أفضل لكل المصريين.. وعلى الله قصد السبيل.