
وائل لطفى
عبثيون وإصلاحيون!
عزيزى الشاب فلان ..
سمعت أنك قد قاطعت الانتخابات الرئاسية التى ما زلنا نعيش أجواءها، ورغم أن موقفك لا يعبر بالضرورة عن موقف باقى الشباب المصرى، ورغم أن الإحصاءات هى التى ستبين نسب الشباب الذين شاركوا فى التصويت.. إلا أننى سأحترم موقفك، واحترامى هذا هو الذى يدفعنى لأن أدخل معك فى هذا النقاش.
إننى أخشى يا عزيزى أن مقاطعتك للانتخابات الرئاسية هى نوع من أنواع العبث، والعبث هو أن تفقد الأشياء منطقها، وأن تنطلق الأفعال من اللا شىء إلى اللا شىء، إننى أعرف أن من روجوا لدعوات المقاطعة قالوا لك إن الهدف هو إضعاف الرئيس، وأنا أقول لك: وماذا بعد؟ ما هى الخطة التالية؟ ما الذى تتخيله لمستقبل هذا البلد؟ ما مصير مئات بل آلاف المشاريع التى بدأ العمل فيها وأوشك بعضها على الانتهاء؟، ما مصير حالة الاستقرار والأمان التى لا ينكرها إلا جاحد أو مكابر، ما مصير مستقبل الحكم فى مصر، وما البديل الذى تتخيله؟..هل هو من أحزاب المعارضة التقليدية مثلًا..هل هناك من يصلح؟.. هل هو من الإخوان الذين تلوثت أياديهم بالدم؟ ماذا سيفعل الإخوان مع ملايين المصريين الذين ثاروا ضدهم وما زالوا يعرفونهم جيدًا.. بل إن حساب الجماعة قد (ثقل) معهم وسجلها قد ازداد سوادًا.. ما هو المستقبل؟ قل لى من فضلك.
هل تعرف أن العقل والمنطق يقول إننا تحملنا الصعاب فعلًا فى السنوات السبع الماضية، وأن علينا أن ننتظر لنجنى الثمار، أنا سأذهب معك إلى نهاية الشوط وأفترض أن الرئيس لم يترشح من الأساس لدورة ثانية..فهل يعنى ذلك أن علينا أن نبدأ الشوط من جديد؟ هل هذا ما تريده أو تحلم به؟وحتى إذا كان هذا ما تريده فهل أنت متأكد من إمكانية تنفيذه؟ هل ستسمح به الملايين التى تؤيد الرئيس..أم أن حربًا أهلية هى ما تريد؟سواء أنت أم من باع لك الفكرة.
إننى سأقترح عليك طريقًا آخر لم نؤمن به كثيرًا فى مصر..هو طريق الإصلاح.. إن هناك عشرات الملفات فى مصر تحتاج إلى إصلاح ولا يمكن فتحها إلا فى حاله استقرار سياسى مثل الموجودة فى مصر الآن.. من التعليم إلى الصحة، ومن الدين إلى الثقافة، ومن أحوال المجتمع إلى أحوال الاقتصاد..طريق الإصلاح شاق وصعب وهو يحتاج منك مجهودًا لا يقل عن المجهود الذى يجب أن تبذله الحكومة.. فهل أنت على استعداد لبذل هذا المجهود أم أنك تفضل أن تنحاز للعبث؟.