الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الموهوبون يخدمون الوطن أفضل

الموهوبون يخدمون الوطن أفضل


أثار عرض الفيلم التسجيلى (شعب ورئيس ٢٠١٨) والنجاح الذى حققه مجموعة من الملاحظات.. أولها أن الفيلم نجح فى تقديم صورة حقيقية قريبة للرئيس كمصرى تقليدى محب لبلده نشأ فى حى عريق وتشرب القيم المصرية التقليدية قبل أن تبهت ملامح هذه القيم وتتعرض للتشوه خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ورغم أن الرئيس هو الرئيس فى كل أحواله، ورغم أن شخصيته ثابتة لم تتغير منذ عرفه المصريون وزيرا للدفاع ثم رئيسا للجمهورية، إلا أن ما حدث أننا رأيناه بعين جديدة، كانت هى عين المخرجة الموهوبة ساندرا نشأت التى كان اختيارها قرارا صائبا من القائمين على هذا الملف، وقد ربطت بين اختيار ساندرا نشأت لإخراج الفيلم وبين إقدام الدولة على الاستعانة بعدد من الموهوبين فى مختلف المجالات لأخلص إلى أن ثمة عينا خبيرة تحتفى بالمواهب المتميزة وتقاتل من أجل أن تمنحها الفرصة لخدمة مجتمعها ووطنها.
إن اختيار ساندرا نشأت لإجراء الحوار مع الرئيس وإطلاق العنان لها لتنفيذ رؤيتها الفنية وعدم اللجوء إلى الإعلام التقليدى..يثبت عدة أشياء لعل أولها أن خدمة الوطن وأهدافه، قد لا تكون بالصوت العالى أو بالتشنج بهتافات التأييد، أو بالتطرف فى الهجوم على المعارضين.. لكنها قد تكون بأداء عمل احترافى جيد ينطوى على رؤية إبداعية، ولعل هذا ما حدث فى الفيلم الذى قدم صورة حقيقية.
أما شجاعة الفيلم فى طرح تساؤلات المواطنين على الرئيس واستجابته لها فهى تقول إن من حق المواطنين أن يطرحوا ما شاءوا من أسئلة طالما لا يمارسون التخريب، وأن إجراءات الحد من حرية التعبير مرتبطة بمواقع وأصوات ممولة من خارج مصر ومن دول وجماعات بعينها وأن ما ينطبق على عملاء الدول الخارجية والمعادية لا ينطبق بالضرورة على مواطنين مصريين عاديين من حقهم بكل تأكيد أن يعبروا عن وجهات نظرهم.
إن نجاح هذا الفيلم يجعلنى أجزم بكل تأكيد بأن ثمة اتجاها قويا ومحترما فى الدولة المصرية يبحث عن تمكين أهل الكفاءة ومنحهم الثقة اللازمة كى يبدعوا ويقوموا بأدوارهم فى خدمة الوطن وهو بذلك ينهى إشكالية امتدت لعقود طويلة ماضية حول أهل الثقة وأهل الكفاءة وأيهما أولى بالثقة، والحقيقة أن أهل الكفاءة هم أهل الثقة، حيث يكون حب الوطن والاقتناع به هو دافعهم الأول لخدمته بما لديهم من علم وموهبة وليس أى شىء آخر.
لقد جاء اختيار ساندرا نشأت لإجراء الحوار كرسالة غير مباشرة للإعلام المصرى الذى أظن أن عليه أن يبذل الكثير من المجهود من أجل إعادة صياغة رسالته وتطوير المنتج الذى يقدمه للجمهور على مستوى الصنعة والمهنة وعلى مستوى الرؤية أيضا.. وتبقى الرسالة الأخيرة التى طرحتها ساندرا بقوة، وهى أن الموهوبين يخدمون الوطن أفضل! أما أنصاف وأرباع الموهوبين فهم أعدى أعداء هذا الوطن مهما رفعوا صوتهم بشعارات الوطنية.