
وائل لطفى
مصر بدون إرهاب
حالة التوحد التى أظهرها المصريون تجاه جيشهم ليس سببها فقط علاقة المصريين بالجيش، هناك سبب آخر إضافى.. هذا الجيش لم يحارب سوى من يعتقد المصريون أنه عدو حقيقى لهم.. حارب الجيش المصرى الإسرائيليين فى سيناء وتوقفت الحرب وجاء السلام ومع ذلك يعرف المصريون أن إسرائيل ليست دولة صديقة لمصر.. لم يظهر من يقول أننا لم يكن يجب أن نحارب.. حتى الذين تحمسوا للسلام يعرفون أننا لم نكن لنصل للسلام إلَّا من خلال الحرب والنصر فيها.
الأمر نفسه بالنسبة للإرهاب.. لا أحد (باستثناء المختلين عقليّا) يطالب بمهادنة الإرهاب.. لا أحد يشعر بأننا يجب أن نهادن الإرهابيين.. هذا الجيش يُعبر عن عقيدة المصريين ويساهم فى صياغتها أيضًا.. هذا الجيش لم يحارب دولة عربية ولَم يحارب خارج أرضه.. هذا الجيش لم يحارب فى اليمن وإن أدى مهامًا تتسق مع عقيدته، ولَم يحارب فى سوريا رُغم كل الضغوط والإغراءات، هو فعلًا جيش وطنى شريف كما يصفه الرئيس وكما يعرف الجميع.. ليس سرّا بالطبع أنه جيش يتحرك وفق رؤية وخطة بعيدة المدى.
أستطيع أن أقرأ أوراق السنوات الأربع الماضية من عمر مصر وأقول أن ثلاث مهام كبرى استغرقتها وهى تثبيت الدولة، وإعادة بنائها، ثم القضاء على الإرهاب، أتخيل أن قواتنا المسلحة لن تغادر سيناء إلا بعد كسر شوكة الإرهاب هناك.. أستطيع أن أقول بكل تواضع أننى قرأت هذا المشهد منذ سنوات أربع، وقتها لم تكن الصورة بكل هذا الوضوح، كانت الدولة تتكتم أخبار المشاريع القومية خرفا ممن أسماهم الرئيس أهل الشر، كنت أتلمس أخبار ما يجرى وأحاول أن أجد تفسيرا له، كان اجتهادى أن المواجهة مع الإرهاب لابد أن تستغرق بضع سنوات، هذه السنوات لن تأتى فيها استثمارات إلى مصر فحيث يوجد إرهاب لا يوجد استثمار، كان تحليلى أن خير ما نقوم به وقتها هو تجهيز البلد لقدوم الاستثمار (وكان ذلك يتم بالفعل).. انقضت الأربع سنوات فى بناء المشاريع العملاقة وها هى تنتهى بحملة ضخمة للقضاء على الإرهاب.. لو صح توقعى - وأظنه كذلك - فستكون السنوات الأربع القادمة هى سنوات الاستثمار وحصد الثمار.. لا حصاد دون زرع.. وأظن أن مصر زرعت فى السنوات السابقة ما ستحصده فى المستقبل أو هكذا ندعو.. فلنحلم معا بمصر بدون إرهاب..>