الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ما لم يقله الرئيس!

ما لم يقله الرئيس!


حين تقرأ هذه السطور يكون الرئيس السيسى قد أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة القادمة، أكتب مقالى عصر الخميس وكل التوقعات تقول إنه سيعلن ترشحه  فى ختام مؤتمر حكاية وطن، أكثر ما يسعد الكاتب هو أن يحس أنه على موجة الرأى العام، وأنه يطرح الأسئلة المنطقية فى توقيتاتها المناسبة.

وقف الرئيس أمام المصريين وكتابه بيمينه، قدم كشف حساب مشرف ويدل على أنه رئيس يأخذ نفسه بالجدية الواجبة، وأنه كما بدا لنا جميعًا لم يضيع يومًا دون أن يعمل فيه، كان أهم ما فى الخطاب أن الرئيس- وربما للمرة الأولي- شرح فلسفته فى الحكم، وأجاب عن أسئلة عديدة كانت تطرح سواء بحسن نية أو بسوء نية لتبقى معلقة فى الهواء.
كان تدفق الأرقام غامرًا، وكان بيان الإنجازات واضحًا، لكن ما لم يقله الرئيس كان من وجهة نظرى لا يقل أهمية عن الذى قاله، والذى لم يقله الرئيس- لأسباب مختلفة- أنه ظل طوال السنوات الأربع الماضية يواجه تحالفًا منظمًا بين الفساد والإرهاب، وهما القوتان اللتان حكمتا مصر طوال العقود الأربعة الماضية، وما لم يقله الرئيس أن حربه على الفساد فى الجهاز البيروقراطى للدولة هى أيضًا حرب كبيرة لا تقل فى ضراوتها وشراستها وتكاليفها عن الحرب التى يشنها على الإرهاب فى سيناء، ما لم يقله الرئيس أيضًا أن بعض بقايا النظام القديم لا يقلون شراسة فى العداء لتجربته عن جماعة الإخوان الإرهابية «إن لم يزيدوا».
ما لم يقله الرئيس أيضًا أنه استطاع الحد من نفوذ الأفكار المتطرفة التى كانت تحكم الشارع المصرى وفق مجموعة إجراءات معلنة وغير معلنة أدت إلى الحد من نفوذ الجماعات السلفية وخلع أنيابها وتقليم أظافرها، ولعلنا جميعًا نشهد عودة المصريين للاعتزاز بمقومات الشخصية المصرية وللفترة التى كانت مصر تشبه فيها نفسها وليس أى أحد آخر من هنا أو من هناك.
لقد تحدث الرئيس عن الإنجازات التى حققتها المرأة المصرية فى عهده، لكن ما لم يقله الرئيس إن الأقباط أيضًا أصبحوا أحسن حالاً فى عهده وأنه كان حريصًا على أن تكون كاتدرائية الأقباط هى أول مبنى يزوره فى العاصمة الإدارية وأن تقام الصلاة فيها بالتوازى مع الصلاة فى مسجد المدينة نفسها، ورغم هموم الأقباط التى تعود لميراث من التطرف، والتزمت، فإن الرئيس السيسى هو أول رئيس مصرى يحرص على زيارة الأقباط فى عيدهم.. وهو ما لم يفعله قبله أى رئيس آخر.
إننى أعتبر الموقف الداعم للمرأة والأقباط وللشباب والمقاوم للتطرف هو موقف تقدمى على المستوى الاجتماعى يكشف عن رئيس يعى جيدًا ما هى شخصية مصر، وكيف كانت، وما هى عوامل التعرية التى نحرت فيها خلال العقود الماضية، كما أنه يعرف جيدًا كيف يداويها.. لو لم يفعل الرئيس سوى الحرب على الفساد والتطرف لكفاه هذا، لكنه للحقيقة فعل إلى جانب هذا الكثير.