
وائل لطفى
كنيسة فى عين الإخوان!
بالتوازى مع قراءتك لهذه السطور تحتفل مصر كلها بافتتاح كنيسة ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة، وقد استدعى افتتاح الكنيسة لذهنى فتوى قديمة شهيرة للشيخ محمد عبدالله الخطيب (رحل فى أغسطس 2015) ورئيس قسم الدعوة فى جماعة الإخوان، كانت الفتوى التى نشرت فى مجله «الدعوة» عام 1980ترد على سؤال بخصوص جواز بناء الكنائس فى المدن الجديدة، وتقول إنه حرام شرعًا ولا يجوز.
وكان مفتى الإخوان يفصل فتواه ويشرحها قائلا إن المدن نوعان.. نوع أحدثه المسلمون وبنوه مثل المعادى، وحلوان، والعاشر من رمضان والتى كانت نموذجا للمدن الجديدة وقتها، ونوع وجده المسلمون قائما بالفعل مثل الإسكندرية والقسطنطينية وكان رأى مفتى الإخوان أن المدن الجديدة هى من البلاد التى أحدثها المسلمون، وبالتالى لا يجوز أن تبنى كنائس جديدة بها!، والحقيقة أن الرجل فى فتواه كان امتدادًا لرموز التشدد والتزمت مثل ابن تيمية وبن باز، وقد حاول الإخوان فيما بعد التنصل من فتوى الخطيب الذى كان رئيس قسم الدعوة فى الجماعة، وعضوا فى مكتب إرشادها وهما منصبان مهمان يؤكدان أن الرجل فى أفكاره هذه إنما يعبر عن متن الجماعة وعن التيار السائد فيها وليس عن هامشها.. لكننى تذكرت هذه الفتوى وموقف الإخوان من الأقباط بسبب تدوينة كتبها الكاتب محمد الجوادى على صفحته على موقع الفيس بوك، والجوادى كما هو معروف كاتب ومؤرخ من حلفاء الجماعة ومواليها ومشايعيها، كان فى يوم ما صديقا لكثير من المثقفين لكنه آثر أن يقفز فى مركب الإخوان ويصير صوتا لهم مقابل إقامة مريحة فى قطر واستضافه لا تنقطع على موائدها، لفت نظرى تدوينة له يقول فيها حرفا (اضطهاد الأقباط ليس من المسلمين، لكنه من الكنيسة!، وعناصره ثلاثية القوة:
أولا: فى سراديب الأسلحة عتاد حربى يفوق عتاد المنطقة المركزية والجيش الثانى.
ثانيا: فى أقبية النهب رصيد يفوق ثلاثة أضعاف البنك المركزي!
ثالثا: فى خزائن الدولارات احتياطى يبلغ ضعف احتياطى الدولة!!)
وبغض النظر عن لا معقولية هذه الخرافات وهزليتها، إلا أنها تكشف عن كم الكراهية التى يكنها الإخوان، ومواليهم، والناطقون باسمهم للأقباط وهم بعض من روح مصر وبعض من شعبها، لقد ذكرتنى هذه المدونة الهزلية التى لم يدنها أى من الإخوان بأكاذيب الإخوان حول الديمقراطية والمساواة ودفعتنى للتساؤل عن ذلك المصير الذى كان ينتظر إخوتنا الأقباط لو استمر الإخوان فى الحكم.
أما على الجانب الآخر فقد كان افتتاح الكنيسة فى العاصمة الإدارية الجديدة كواحدة من أوائل المبانى التى يتم افتتاحها مشهدا دالا وعكسيا لا يرد فقط على فتاوى الإخوان وداعش ولكنه يرد أيضا على دعاوى اضطهاد الأقباط وعلى تصرفات بعض العوام والسوقة الذين حلا لهم أن يهدموا بعض الكنائس الصغيرة لترد مصر فى أرفع مستوياتها عليهم ويذهب رئيسها ليفتتح أكبر كنيسة مصرية فى أحدث المدن الجديدة ولتحيا مصر فعلا رغم كيد المتطرفين والإرهابيين.