الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الفريق شفيق.. حراما!

الفريق شفيق.. حراما!


تقول الطرفة الشائعة إن الشاعر الكفيف بشار بن برد كان ماجنا يميل إلى مغازلة الجوارى وأن ذلك كان يغيظ زوجته التى احتالت عليه وغيرت نبرة صوتها واستجابت لغزله فواعدته وطارحته الغرام.. وما إن انتهيا من ذلك اللقاء الغرامى حتى سألته عن زوجته فأساء إليها فلما صارحته بأنها زوجته وأنها احتالت عليه حتى تكشف خيانته فقال لها مقولة صارت مضربا للمثل إذ قال لها (ما أطيبك حراما وما أردئك حلالا) !
والمعنى أن الزوجة هى هى لم تتغير لكن عقل الشاعر صعد به إلى قمة الإثارة وهو يتخيل أنه يطارح امرأة جديدة الغرام خارج إطار الزواج.. فى حين أن نفس العقل كان يعطى جسده إشارات التبلد  والرفض حين يلتقى زوجته التى اعتاد عليها لسنوات طويلة..
 موقف بعض النشطاء وما يسمى بالتيار الثورى من الفريق شفيق يذكرنى بموقف بشار ابن برد من زوجته.. مع كامل الاحترام للفريق.. ففى 2012 وحين تخيل هؤلاء أن الفريق شفيق هو مرشح الدولة أو قطاع منها كان أن تعرض الرجل للتسخيف والتشويه ووقفوا ضده وانتخبوا مرشح الإخوان تحت دعوى سخيفة هى عصر الليمون.. ثم الآن وحين بدا أن ترشيح شفيق ممكن أن يشكل خطرا ما على  الدولة المصرية وأن يشير إلى انقسام ما فى المعسكر المعادى للإخوان كان أن تنادى هؤلاء النشطاء لنصرة الرجل، وكأنه فجأة لم يعد تلميذ مبارك، ولم يعد متهما بالفساد، ولم يعد رجلا استعراضيا نرجسيا منفلت الأعصاب لا يصلح لتحمل مهام الحكم.. وكأن لسان حالهم يقول: ما أردأ الفريق شفيق حلالا (فى 2012) وما أطيبه حراما (فى 2018)!!
 الفريق شفيق رجل محترم فى كل الأحوال، وأنا لم أنتخبه فى 2012 ولن أنتخبه لو ترشح فى 2018 ولدى فى ذلك منطق واضح فأنا أرى أن كارثة البلد خلال أربعين عاما تسبب فيها الحزب الوطنى والإخوان، وأرى أنهما تقاسما السلطة خلال هذه السنوات، وأن النتيجة كانت كارثية على هذا البلد الذى استلبت روحه وتعطلت نهضته، وأرى أيضا أننا يجب أن نكمل ما بدأناه وسأنتخب المرشح الذى أعرف أنه سيحقق ذلك، وهو فى كل الأحوال ليس الفريق  شفيق الذى لم يستطع أن يسيطر على أعصابه فى حلقة تليفزيونية ووقع فى فخ أعده إعلامى ريفى فقد منصبه، ذلك أن مهام الحكم تستدعى المرور من مئات الفخاخ يوميا ولا أرى أن الفريق مؤهل لذلك.
فى كل الأحوال رؤيتى للرجل لم تتغير ولا احترامى له ولا رفضى له كذلك، ذلك  أننى أحكم على السياسيين على طريقة المتنبى لا على طريقة بشار  بن برد.