الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الشعراوى ليس نبيا!

الشعراوى ليس نبيا!


يلفت النظر دون شك ذلك الهجوم الضارى الذى تتعرض له الإعلامية الكبيرة فريدة الشوباشى.. سبب الهجوم الضارى أنها قالت فى حوار صحفى إنها لن تنسى للشعراوى سجوده لله شكرًا عقب هزيمة 67، وكما هو واضح فقد قالت الشوباشى رأيها فى تصرف بشرى ذى بعد سياسى قام به الشيخ الشعراوى.
 بمعنى أنها لم تقل رأيها فى أحد الدروس الدينية للرجل أو تنقد اجتهادًا دينيًا له.. كان من اللافت للغاية ذلك الهجوم الهستيرى الذى تعرضت له الإعلامية الكبيرة.. وكان من اللافت للغاية أن يسارع محامى الحسبة الشهير لأن يقدم بلاغا ضد الشوباشى يطالب فيه بالتحقيق معها بتهمة إهانة الشيخ الشعراوى وتهم أخرى مختلفة لمجرد أنها قالت رأيها فى سلوك له ربما ندم هو نفسه فيما بعد على أنه سلكه، وأذكر أن الشيخ الراحل قال فى حوار تليفزيونى سابق إن أحد أبنائه عاتبه على سلوكه هذا، وأنه شرح له مبرره للفرح بالنكسة! فهل يعنى ذلك أن نجل الشيخ الشعراوى ارتكب ذات الجريمة التى اتهم بها المحامى فريدة الشوباشى.. كان من اللافت للنظر أيضا أن المحامى فى عريضة الدعوى تطرق لنقطة غثة للغاية وهى أن الشوباشى ليس لقب عائلة فريدة، وإنما لقب عائلة زوجها! ومن وجهة نظرى فإن هذه معايرة رخيصة ليست فى محلها إلا إذا كان الهدف هو التلميح للهجوم الرخيص الذى يقول إن فريدة الشوباشى لم تكن مسلمة بالميلاد وإنما أشهرت إسلامها عن قناعة بعد سنوات من زواجها.. وفيما أعلم فإن إشهار الإسلام هو أمر يثاب عليه الإنسان ولا يعير به.
لكن الحقيقة أن هناك نوعا من الرخص الفكرى والأخلاقى بات يشوب حياتنا الفكرية والإعلامية بشكل عام.. ولا شك أن البلاغات التى يقدمها هذا المحامى هى أحد تجليات هذا الرخص.. ففى نفس الأسبوع الذى تقدم به هذا المحامى ببلاغ ضد فريدة الشوباشى تقدم ببلاغ آخر ضد المطربة شيرين بسبب تصريحها الشهير فى الشارقة، ولا شك أن شيرين أخطأت خطأ كبيرا ولكن من قال إن ذبح الفنان وسجنه وإيقافه عن العمل هو العقاب العادل للخطأ، القاعدة القانونية والأخلاقية تقول  إن الجزاء يجب أن يكون من جنس العمل.. بمعنى أن يكون هناك تكافؤ بين الجريمة وبين العقاب المطلوب لها.. والحقيقة أن الهجوم المبالغ فيه على الفنانة شيرين قد أدى لرد فعل عكسى لدى كثيرين، أعترف أننى واحد منهم.. حيث إنه وسط الأصوات الحقيقية الكثيرة التى أدانت تصريح شيرين غير المسئول كانت هناك أصوات أخرى لمنتفعين لا يحظون بالمصداقية ولا بالاحترام الكافى يهاجمونها ويطالبون بذبحها لسبب أو لآخر،  وهو ما يكفى فى حد ذاته للتعاطف معها والاكتفاء باعتذارها مع التشديد على ألا تكرر مثل هذه التصريحات مرة أخرى.
الهجوم على الشوباشى ومحاولة ذبح شيرين ليسا سوى مؤشر لصعود أفكار التطرّف والتزمت والرجعية وهو ما تعلمت فى روزاليوسف أن أقاومه حتى لو تظاهر رافعو رايات الرجعية بتأييد الدولة أو ادعوا ذلك.>