
وائل لطفى
يوسف زيدان.. المثقف لاهيا!
على هامش الضجة التى أثارتها تصريحات د.يوسف زيدان حول أحمد عرابى وحول عدد قراءات القرآن الكريم وغير ذلك من موضوعات ساخنة وملتهبة تشبه البهار الحار الذى يضعه بائع الحواوشى على اللحم المفروم فيصبح أشهى طعما وأطيب رائحة وأكثر إثارة لشهية الجمهور حتى وإن كان اللحم أقرب إلى حالة الفساد منه إلى حالة الصحة.. على هامش ما قاله زيدان يمكن أن أسجل مجموعة من الملاحظات.
أولى هذه الملاحظات إننا قبل أن نناقش ما الذى قيل فإن علينا أن نناقش أولا (من الذى يقول) ولعل ذلك يحيلنا فورا إلى (علم الرجال) وهو أحد علوم رواية الحديث فى الفقه الإسلامي، ذلك أنك كى تطمئن إلى صحة حديث معين فإن عليك أن تطمئن أولا إلى شخوص أولئك الذين رووا لك الحديث وأن تسأل نفسك هل هم فوق مستوى الشبهات أم لا؟
وهل هم فى الأساس أشخاص جادون أم لا؟
وفِى حالة د.يوسف زيدان لا أقول أننى أمتلك دليلا قاطعا على اتهامات وجهت للرجل منذ ما يزيد على خمسة عشر عاما تتعلق بعمله الأساسى فى تحقيق المخطوطات، وكانت الاتهامات تتفاوت بين اتهامات بالاتجار فى المخطوطات وتتجاوزها أحيانا إلى اتهامات بالسرقة، وقد نشرت الصحف فى النصف الثانى من التسعينيات الكثير حول هذا الموضوع.
أما الاتهام الثانى والذى لا أدعى أننى أمتلك دليلا قاطعا عليه فهو ذلك الاتهام الشائع للرجل لسرقة روايته الأشهر عزازيل عن رواية إنجليزية عالجت نفس الموضوع بنفس الشخوص والأجواء والتفاصيل.. وكان دور الرجل هو الترجمة عن الرواية الإنجليزية ثم إعادة الصياغة فى قالب جذاب.. لا أملك أن أؤيد هذه الاتهامات أو أنفيها لكنى أستطيع أن أتساءل عن سر عدم نجاح أى رواية من روايات يوسف زيدان نجاحا يضاهى نجاح روايته الأولى.
أستطيع أيضا أن أقول أن يوسف زيدان مثقف غير جاد وغير مهموم بنهضة هذه الأمة بشكل حقيقى وأن هدفه الثانى هو الشهرة وإثارة الجدل، أما هدفه الأول فهو هدم مشروع دولة يوليو من أوله إلى آخره وانظر معى إلى تسلسل الهجوم الذى بدأه بوصف صلاح الدين الأيوبى بأنه (شخصية حقيرة)، وبغض النظر عن مغالطة زيدان الكبيرة التى تقول أنه لا يمكن محاكمة عصر بمعايير عصر آخر ولا يمكن محاكمة الشخص بجزء من أعماله فإن لسان حال زيدان يقول أليس هذا هو صلاح الدين البطل العربي؟ أليس هذا هو محرر القدس؟ أليس هذا من تشبه به عبدالناصر وأنتج أهل الفن عنه فيلما يحمل اسم (الناصر)؟ سأشوهه لكم بمنتهى البساطة.. أما المحطة الثانية فهو أحمد عرابي.. أليس هذا قائدا عسكريا تصدى للتعبير عن مطالب المصريين؟ ألم تنصفه ثورة يوليو وترد له الاعتبار؟ سأشوهه وأسخر منه وأدعى أنه لم يواجه الخديو فى ميدان عابدين وسأسخر ضمنيا من دماء الشهداء الذين سقطوا فى مواجهة الإنجليز من رفاق عرابى وسأثبت أن كل مقاومة وتصد لنفوذ الغرب لم يجلب على مصر سوى الخراب!
أستطيع بكل تأكيد أن أتنبأ بالشخصية الثالثة التى سيحدثنا عنها يوسف زيدان بالصدفة أثناء دردشته (التلقائية) مع مقدم البرامج اللامع.. إن لم يخنّى ذكائى فهو بالتأكيد جمال عبدالناصر.. ذلك أن عبدالناصر منذ البداية هو بيت القصيد!!