الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
لامؤاخذة

لامؤاخذة


كلمة «لامؤاخذة».. ارتبطت بحالة الجهل التى ترسخت خلال العقود الماضية بفعل فاعل، حتى أنها كثيرا ما تخرج تلقائيا من بعض الأشخاص دون إدراك، فعلى سبيل المثال نجد مواطنا يتصل بأحد شيوخ الفضائيات ليخبره أن «جاره لامؤاخذة مسيحى.. بس طيب، فهل يجوز تهنئته بالعيد أم لا»؟، أو أن يصف شخص الطريق لشخص آخر وهو يشير بيده أنت تمشى لغاية لمؤاخذة الكنيسة إللى هناك وبعدين تدخل يمين، وستظل هذه اللامؤاخذات موضع تساؤلات حول مصدرها ومن زرع بذور تخلفها فى مجتمعنا.
فقر
هذه الظاهرة تكشف عن أن الفقر وتدهور حالة الاقتصاد وغلاء المعيشة والبطالة ليست القضية الرئيسية، بل المصيبة فى الجهل الذى تربى وترعرع على مدار عقود مضت.
جهل
أذكر أننى وأبناء جيلى عندما كنا ندرس فى مراحل التعليم المختلفة، فى أواخر السبعينيات وحتى مطلع التسعينيات، تشكل لدينا تدريجيا الوعى بالفوارق الطبقية، فرغم أن معظمنا كان ينتمى إلى ما يمكن وصفه بالطبقة الوسطى - التى تآكلت الآن - إلا أنه كانت هناك بعض الحالات تعانى الفقر الشديد، ورغم ذلك لم يمنع الفقر هؤلاء من التفوق الدراسى.. وقبل كل ذلك نضوج الوعى والحصول على أعلى الشهادات، وبشكل أفضل من أقرانهم ممن لديهم يسر مادى.
تعليم متهالك
إذن مشكلتنا فى الجهل الذى زرع نبتته نظام تعليمى متهالك، حتى إن خريجى الجامعة الآن أصبحوا أنصاف متعملين.. نادرا ما يقرأون كتابا ذات قيمة، وبعد ست سنوات فى الابتدائى وثلاث فى الإعدادى وثلاث فى الثانوي، وأربع سنوات على الأقل فى الجامعة، نراهم يكتبون «صومن مقبولن» بدلا من «صومٌُ مقبولٌُ» أو «سدآني» بدلا من صدقني، وغيرها الكثير من الكوارث التى تعكس حجم مناخ الجهل مع سبق الإصرار والتعمد.>