مديحة عزت
السلام عليكم
أولا هذا الدعاء من أشعار الشاعر العزيز صالح جودت..
أنـــاديــك يـــا مــــــن تـــلبى النـــداء وأدعوك يا مستجيب الدعاء
أنلنـــا الأمــانـــــة وســـــدد خطــانــا وطهر حمانا من الأشقياء
بحـــق حـــبيبــــك فــــى الأنـــــبيــــاء وباسم الصغير اليتيم الوليد
وبـــاســــــم الشـــــهيد وأم الشــــهيد وباسم الطموح لفجر جديد
وبـــاسم الكــرامـة وبــاســـم الفـــداء أناديك يا من تلبى النداء
وأدعــــوك يـــا مســتجــيب الــدعـــاء أنلنا الأمانة وسدد خطانا
بحـــق حــــبيبـــك فـــــــى الأنبــيــــاء طهر حمانا من الأشقياء
رحم الله وغفر له العزيز صالح جودت والذين معه فى رحاب الله من الحبايب والزملاء والأصدقاء وكل من حلت ذكرى رحيله فى هذه الأيام منهم الزميل العزيز صاحب العمر محمود السعدنى والصديق الفنان أحمد مظهر وشقيقتى عزيزتى هيام عزت عليكم رحمة الله وغفرانه بإذن الله.
ولما كنا داخلين على معارك الانتخابات التى هى ليست بين مرشحين، بل معركة كبيرة بيننا وبين تجار الدين المخربين المستعدين للقتل والتخريب.. ونحن نستعد للاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج.. ذكرى إسراء النبى محمد عليه الصلاة والسلام.. ذكرى تجدد فينا قيما جميلة لنأخذ منها العبرة والعظة من نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذى وصفه رب العزة جل جلاله فى القرآن الكريم «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين».. وكما قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. «أنا دعوة إبراهيم.. ونبوءة موسى.. وترنيمة داود.. وبشارة عيسى.. محمد عليه الصلاة والسلام».. كانت الآية الأولى نزول جبريل عليه السلام إلى الأرض ليصحب سيدنا محمد فى رحلة هدفها أن يرى آيات ربه الكبرى، والثانية هى البراق وهى دابة ولكنها تنطوى على قوة هائلة، وكانت الآية الثالثة وصول رسول الله بيت المقدس.. وكان دائما هذا السؤال لماذا بيت المقدس وليس المسجد الحرام مباشرة.. يقول علماء الدين الأفاضل القدماء.. «إن النبوءات ظلت دهورا طويلة وهى وقف على بنى إسرائيل.. وظل بيت المقدس مهبط الوحى ومشرق أنواره.. ولما أهدر اليهود كرامة الوحى وأسقطوا مهام السماء زالت عنهم هذه الأفضلية وتحول عنهم اختيار الله تعالى، كما تحولت عنهم النبوءات.. بعد أن كان الله تعالى جل جلاله قد منح اليهود هذه الأفضلية لأنهم كانوا حملة التوحيد فى عصر خلا من التوحيد.. ثم كان نزول الوحى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إيذانا بهذا التحول الجديد، وكان إسراء الرسول إلى بيت المقدس وصلاته بالأنبياء إعلانا عن انتقال القيادة الروحية فى العالم من أمة إلى أمة ومن شعب إلى شعب ومن بنى إسرائيل إلى أبناء إسماعيل عليه السلام.
وسبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى!!
وكل عام وكل المسلمين فى العالم بألف خير وسلامة وسلام ويكفى الإسلام شر تجار الدين فى العالم بإذن الله.
وأخيرا هذه كلمة حب وذكرى عزيزة علىَّ وعلى كل من زامله وعرفه وعاشره.. الفنان الصحفى العزيز زميل العمر حسن فؤاد وصديق أحلى أيام «روزاليوسف» وأستاذ الأساتذة فى فن الإخراج الصحفى، كان حبيب الكل فى «روزاليوسف» من أول يوم دخل «روزاليوسف» عام 1954 وبدأ بكتابة بابه الأسبوعى «الفن للحياة» وباختصار شارك فى إصدار مجلة «صباح الخير».. كان مكتشف الفنانين أولهم وليس وحده. فقد اكتشف حسن فؤاد العزيز «صلاح جاهين وتبناه فنيا.
وكان له الفضل فى مساعدة ونشر أعمالهم الفنية بهجت عثمان وجورج البهجورى، ورغم أن حسن فؤاد كان شيوعيا، فإننا كنا دائما فى بيته فى المنيل ولم نشترك معه فى أفكاره هو والعزيز زميل العمر الجميل صلاح حافظ، ولم نشترك فى كتابة منشوراتهم ولذلك كانوا يسجنون ولم يتم سجنى لأن علاقتنا كانت أقوى من أى تنظيم، فهى كانت قائمة على الحب والصداقة وزمالة عمر، حتى إنه كان أستاذنا الحبيب إحسان عبدالقدوس يضع فى جيبه حفنة جنيهات فكة هذا لأن حسن فؤاد كان يقول لى سلفينى جنيه أشترى ساندوتش جبنة وحلاوة- وهاتى لى جنيه من جيب إحسان عشان أسدد لك الجنيه اللى استلفته منك.. ليس حسن فؤاد وحده الذى يستلف منى ويرده من جيب إحسان جمال كامل وأبوالعينين وبهجت عثمان ومصطفى محمود وفتحى غانم وصلاح حافظ ولطفى الخولى وفتحى خليل.. واعتقل العزيز حسن فؤاد وكان الزعيم وباقى الفرقة طبعا منهم صلاح حافظ وظل حسن ومن معه فى سجن المحاريق بالواحات الخارجة من عام 1959 حتى عام ,1964 وهناك كنا برئاسة أستاذنا إحسان عن طريق بعض ضباط الداخلية أصدقاء المجلة نرسل لهم بعض الأطعمة والأدوية والتى كان صلاح حافظ يطلبها لهم بصفته طبيب المعتقل، هذا لأنه كان تلميذاً فى كلية الطب رغم أنه لم يكمل دراسته، حتى إنه عالج ابن ضابط الأمن الذى كان يحرس المعتقل وشفى الطفل وأصبح الضابط صديق الكل وخادم الجميع بعد أن كان حارسا عليهم رحم الله الجميع الذين فى رحاب الله والتى جاءت ذكراهم معك يا حسن فؤاد يا زميل العمر والأيام الجميلة، والذى أعاد إلىَّ ذاكرة هذه الأيام وذكر أيام الحب والزمالة منذ عام 1954 حتى رحيلك عام ,.1988 ذكر اسمك فى حديث تليفزيونى مع الفنان الكبير المثقف المحترم عزت العلايلى أطال الله عمره.
وإليكم الحب كله وكل احتفال بذكرى الإسراء والمعراج لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. والسلامة بإذن الله.. وتصبحون على حب.
