
وائل لطفى
جنسية ابن الدكتور مرسى
بطريقته المراوغة والخبيثة الطيبة فى آن واحد.. فجر د. مصطفى الفقى مفاجأة من العيار الثقيل على شاشة فضائية النهار، كان الحديث عن د. محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين لرئاسة مصر.. والمعلومة القنبلة كانت تقول ببساطة إن ابن الدكتور محمد مرسى يحمل الجنسية الأمريكية!
قالها مصطفى الفقى ببساطة طباخ محترف يعرف كيف يدس مقدارًا من السم فى مقدار كاف من العسل.
كان يشيد بوطنية د.محمد مرسى فى معرض تقييمه للمرشحين كافة ولتعرضه لمميزات وعيوب كل مرشح، وقال إنه أثناء زمالته لمحمد مرسى فى برلمان 2000- 2005 تعرض نجل د. محمد مرسى للاعتقال.. وإن د.محمد مرسى أخبره أن ابنه يحمل الجنسية الأمريكية بحكم مولده فى الولايات المتحدة الأمريكية أثناء بعثة والده الدراسية هناك، وقال الفقى فى شهادته إن مرسى أخبره وقتها أنه يرفض اللجوء للسفارة الأمريكية لحل مشكلة اعتقال ابنه باعتبار الابن مواطنًا أمريكيًا.
ذكر الفقى المعلومة بهدوء وسلاسة و«خبث» سياسى لا أظنه غريباً عليه.. ويبقى علينا أن نطرح الأسئلة.. فالمعلومات تقول إن د.محمد مرسى له من الأبناء خمسة وإنه حصل على الدكتوارة من جامعة كاليفورنيا عام 1982 والتحق بالعمل فى نفس الجامعة فى الفترة من 82 لـ,85 فإذا افترضنا أنه أقام فى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة أربع سنوات قبل حصوله على درجة الدكتوراة، فهذا يعنى أنه اغترب هناك لمدة متوسطها ثمانى سنوات.. أنجب خلالها عددا من أنجاله الخمسة، وهم بالتالى يحملون الجنسية الأمريكية، والسؤال الآن: إذا كان القانون قد استبعد المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل لأن والدته التى توفيت وانقطعت صلته بها وانقطع تأثيرها عليه لأنها رحمها الله كانت تحمل الجنسية الأمريكية، فكيف هى الحال بمن يحمل ابنه أو أبناؤه جميعا الجنسية الأمريكية؟! وهم أمد الله فى أعمارهم جمعيا مازالوا على قيد الحياة وفى ريعان الشباب وسيحملون هم وأبناؤهم وأبناء أبنائهم الجنسية الأمريكية.. أليس هذا عوارًا فى قانون انتخابات الرئاسة ما بعده عوار؟
كيف نحاسب مرشحًا لأن والدته أو والده الذى توفى كان يحمل جنسية دولة أجنبية، ولا نحاسب من كان فلذات أكباده الذين هم نصف حاضره وكل مستقبله يحملون جنسية أجنبية.. ألا نعرف جميعًا التأثير الذى يلعبه الأبناء على آبائهم فى المنطقة العربية ولعل جمال مبارك مثل حىَّ لم يبرح الأذهان بعد.
إن د. محمد مرسى غير ملوم إلا فى أنه أخفى عن الشعب الذى يترشح لقيادته مسألة الجنسية الأمريكية التى يحملها ابنه أو بعض أبنائه.. ولعل هذا يعيد للأذهان ما طالبنا به من ضرورة إعلان الحالة العائلية لكل مرشح حيث تؤثر أسرة الرئيس بالفعل على قراراته وتوجهاته وانحيازاته سواء شاء أم أبى.
الجنسية الأمريكية التى يحملها نجل د. محمد مرسى أو أنجاله ليست مدعاة للتشكيك لا فى وطنية الرجل ولا فى وطنية أبنائه، لكنها بالتأكيد مدعاة للتعجب من مواد مواصفات الترشح للرئاسة التى صيغت صياغة «خصوصى» على ما يبدو على يد المستشار طارق البشرى والمحامى صبحى صالح محامى جماعة الإخوان المسلمين.. وهى أيضا مدعاة للتساؤل حول إقدام د. مرسى على إخفاء موضوع جنسية أبنائه أو عدم الحديث عنه.. رغم حساسية الموضوع، وحق الرأى العام فى أن يعرف الحقيقة سواء عن أبناء د. محمد مرسى أو أبناء المرشحين الآخرين.. سواء كانوا يحملون الجنسية الأمريكية أو غيرها من الجنسيات.. لأنه ليس من الطبيعى أن يكون لدينا رئيس مصرى وابنه أمريكانى!!