الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الإعدام شنقاً عقوبة اعتناق البهائية فى إيران

الإعدام شنقاً عقوبة  اعتناق البهائية فى إيران
الإعدام شنقاً عقوبة اعتناق البهائية فى إيران


فى الوقت الذى يطالب فيه البهائيون فى مصر الدولة بالاعتراف بهم كديانة رسمية، ويطالبون بالحصول على حقوقهم المدنية، تقوم إيران وهو البلد الذى شهد ميلاد هذه الديانة، بإعدام معتنقيها، والأكثر من ذلك أن النظام الذى يحكمه الملالى والمرجعيات الشيعية أصبحت تطلق عليهم «الفرقة الضالة»، وتوجه لهم اتهامات بالجملة تأتى فى مقدمتها نشر الرذيلة وإباحة «زنى المحارم» والعمالة لإسرائيل.. فالبهائيون فى إيران يتعرضون إما للحرمان من التعليم  أو السجن أو الإعدام فى الميادين العامة.

على الرغم من أن زعم «البهائيين» و«الشيعة» أنفسهم بأنها ديانة أو فرقة بعيدة كلية عن المذهب الشيعى، فإنها تعتبر خرجت من رحم هذا المذهب، حيث تعود نشأتها إلى الدعوة «البابية» فى إيران على يد على بن محمد الشيرازى الملقب بـ«الباب»، الذى ادعى أنه «المهدى المنتظر» وأنه «الباب لمن يظهره الله» وأنه «باب الجنة»، وكانت لهذه الدعوة أثرها الكبير فى فكر حسين على النورى، الملقب بـ«بهاء الله» مؤسس البهائية والذى آمن بالبابية، ومن المعروف أن الشيعة يؤمنون بأن المهدى المنتظر سوف يظهر بعد انتشار الظلم والفساد لينشر العدل.
ومنذ السنوات الأولى لظهور «البهائية» فى إيران والنظام يحاول قمع تلك الفئة، منعاً من انتشار أفكارها، حتى أن «بهاء الله» تعرض للسجن ثم النفى خارج البلاد، وقام خلال فترة نفيه بتأليف كتب يعتبرها البهائيون أنها كتب مقدسة، يأتى فى مقدمتها «الكتاب الأقدس» و«الإيقان» و«البيان»، ويدعى البهائيون أن هذه الكتب كتبها بعد أن نزل الوحى عليه، وهو ما يتعارض مع صميم العقيدة الإسلامية بأن آخر ظهور للوحى كان على نبى الله سيدنا محمد (ص)، وبالتالى فإنهم يعتبرونه نبيا وهو ما أثار غضب الشيعة فى إيران، لاسيما أنهم يعتبرون أن الإمام على بن أبى طالب، ولى الله ولايعترفون إلا به وبالأئمة الاثنى عشر.
فعلاقة «البهائية» بإيران تتمثل فى الميلاد والنشأة وبعض الأفكار التى تم تحريفها، وربما زاد اضطهاد الشيعة لاسيما بعد الثورة الإسلامية 1979 نظراً لخشية الملالى من انتشار أفكارهم، حيث إنهم يطلقون عليهم «الفرقة الضالة»، وبناءً عليه يحرم أبناء البهائيين من دخول الجامعات ويتعرضون للمضايقات الأمنية والملاحقة بين الحين والآخر.
∎ زنى المحارم
ربما كانت هذه القضية أحد الأسباب الرئيسية التى جعلت المرجعيات الدينية يحاربون البهائية فى إيران، فيذكر المرجع الشيعى الإيرانى والباحث فى الطوائف الدينية كاظم موسوى، أن البهائية تبيح زواج المحارم، مشيراً إلى أن «بهاء الله» حرم تعدد الزوجات وزواج الأم وزوجة الأب، فى حين أنه أباح زواج الرجل من ابنته وشقيقته وخالاته وعماته، فوفقاً لما جاء على لسان «بهاء الله» فى كتاب «الأقدس» قال: «حرمت عليكم أزواج آبائكم» .. وهو نفى صريح لزواج الأبناء من الأم وزوجة الأب، بينما لم يذكر أو يشير من قريب أو بعيد إلى الزواج من المحارم من النساء أو إقامة علاقات معهن، من ناحية أخرى فإنه أرجع فى إجابته على السؤال الخمسين فى كتابه الذى يعد أحد المراجع البهائية مسألة زواج الأقارب إلى «بيت العدل» أى الهيئة العليا المنظمة للشئون البهائية والتى تفصل فى شئونهم الدينية والاجتماعية والإدارية.
وأشار «موسوى» إلى رسالة إحدى الفتيات التى تعتنق البهائية والتى تشكو فيها من رغبة والدها فى إقامة علاقة غير شرعية معها، لإيمانه بأن ديانته أباحت له فعل ذلك، حيث إنها استغاثت ببعض المرجعيات وتحولت عن هذه الديانة لأنها جاءت بتعاليم منافية للفطرة والأخلاق وضد المبادئ الإنسانية، على حد ما جاء على لسانه نقلاً عن موقع «تابناك» الإخبارى الإيرانى.
وأضاف إنه تم إرسال رسالة إلى بيت العدل الموجود فى حيفا للاستفسار عن تلك المسألة على وجه التحديد، مشيراً إلى أن الإجابة جاءت بعدم الرد عن تلك القضية، مؤكداً أن هذا الأمر يعد فى عقيدتهم مباحا مستنداً إلى أن التحريم القاطع يأتى فى النصوص بصورة صريحة ولا يفهم من خلال الشروح، فـ«بهاء الله» حرم بشكل قاطع الزواج من زوجة الأب ولم يفعل الأمر نفسه مع الأخت وباقى المحارم.
من ناحية أخرى فإنه أكد من خلال الأبحاث التى قام بإعدادها أنه تم رصد عدد كبير من حالات العنف والاغتصاب داخل الكثير من الأسر البهائية نتيجة مثل هذه الأفكار الشاذة المترسخة فى البهائية.
كما اتهمت العديد من المرجعيات الشيعية فى إيران أنصار هذه الديانة بأنهم يروجون لعقيدة الشياطين وأنهم ينشرون الرذيلة داخل المجتمع.
∎ إسرائيل
يذكر موقع «شيعة نيوز» الإخبارى الإيرانى أن هناك علاقة تاريخية بين البهائية وإسرائيل، وأن اليهود هم من ساهموا فى انتشار هذه الفرقة، كما ساهم البهائيون بالتعاون مع الإنجليز فى دعم وتأسيس دولة إسرائيل.
وأشار الموقع إلى ما ورد فى كتاب «مكاتيب» لـعباس عبد البهاء، نجل «بهاء الله»، وبالتحديد المجلد الثالث ص 347 الذى يتحدث فيها عن علاقته بإنجلترا ويدعو فيها للعاهل الإنجليزى قائلاً:
«اللهم أيد الإمبراطور الأعظم جورج الخامس عاهل إنجلترا بتوفيقاتك الرحمانية وأدم ظلها الظليل على هذا الإقليم الجليل».
كما يقع «بيت العدل» أو المركز العالمى للبهائيين فى مدينة «حيفا» الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلى، والذى قبله البهائيون حيث يضم رفات «الشيرازى» الملقب بـ«الباب».
ويذكر الموقع أن أعضاء الهئية الاستشارية فى المركز العالمى فى حيفا تربطهم علاقات وطيدة مع كبار المسئولين فى إسرائيل، حيث تتم دعوة نجوم المجتمع الإسرائيلى فى جميع الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية لحضور المراسم البهائية ومناسباتهم الدينية، فعلى سبيل المثال قام إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق بتهنئتهم بعيد النيروز، مشيراً إلى أنه تربطه بهم علاقات قوية.
وحول طلب بعض البهائيين اللجوء لإسرائيل يقول موقع «خط الإمام» التابع للتيار المحافظ والمرشد الأعلى على خامنئى، إن بعض النشطاء البهائيين طالبوا باللجوء لإسرائيل، بحجة اضطهاد النظام الإيرانى لهم.
ونظراً لخوف النظام الإيرانى من استغلال كل من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا (وهى الدول التى دعمت هذه الفرقة منذ النشأة) لقضية البهائيين وحقوق الأقليات فإنه وجه للبعض اتهامات بتلقى تمويلات أجنبية ونشر الأخبار الكاذبة ضد النظام والتآمر على الدولة الإسلامية وقلب نظام الحكم.
ومن بين أشهر البهائيات اللاتى تعرضن للاعتقال ووجهت إليهن اتهامات بالتجسس وتقديم معلومات لصالح أجهزة استخبارات أجنبية هى فرناز قاضى زاده، والتى تعمل صحفية ومذيعة بقناة «بى بى سى» الموجهة بالفارسية، أصدرت السلطات الإيرانية أمراً باعتقالها بسبب كتاباتها ووجهت إليها العديد من الاتهامات من بينها ازدراء المقدسات الدينية ومعاداة الإسلام وتشويه صورة إيران عبر برنامجها، وفى 4 أبريل 2012 نشر موقع «رجا نيوز» المقرب من الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، أن «فرناز» وزوجها سينا مطلبى، ارتدا عن الإسلام واعتنقا البهائية والتى وصفوها بأنها ديانة «ضالة».. وقال الموقع إن السر وراء تغيرهما لديانتهما يعود إلى بهروز يوسف زاد، الذى يعمل كمدير «بى بى سى» فى آسيا، حيث إنه يعبث بأفكار ومعتقدات العاملين فى هذا المكان، ويعمل وفقاً لأجندة المخابرات البريطانية M16 .
وكما وجه النظام إليها تهمة محاولة قلب نظام الحكم ووجه لزوجها الاتهامات نفسها، حيث تعرض «سينا» للاعتقال بسبب مقالاته التى كان ينشرها عبر مدونته على الإنترنت، وبعدها هرب من الأحكام الصادرة ضده فى إيران إلى تركيا، ومنها إلى هولندا.. لم تتوقف الاتهامات عند هذا الأمر، بل إن بعض وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من النظام بالعمل مع منظمات جاسوسية وأجهزة استخبارات أجنبية ضد إيران.