السبت 29 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

محمد عبدالخالق: اختفت المرأة من السينما فتحولت للصبية والمراهقين

لمهرجان أسوان طبيعة خاصة تختلف عن أى مهرجان سينمائى آخر والسبب أنه المهرجان الأكثر اهتماما بأفلام المرأة والأكثر حرصا على تواجد المرأة  وهذا العام  كرم المهرجان  ثلاثًا من صانعات السينما هن: رحمة منتصر، ليلى السايس والمنتجة ناهد فريد شوقى، بالإضافة الى الفنانتين نيللى كريم ورجاء الجداوى.



السيناريست «محمد عبدالخالق» رئيس المهرجان، يتحدث لـ «روزاليوسف» عما يميز الدورة الرابعة، وفلسفة المهرجان، وغيرها من القضايا.

>ما جديد النسخة الرابعة لمهرجان أسوان؟

- لأول مرة يُصدر المهرجان تقريرًا عن تحليل صورة المرأة فى السينما العربية التى أُنتجت فى عام 2019، صادر باللغتين العربية والإنجليزية، بمشاركة 70 ناقدًا وناقدة من 15 دولة، ومن المقرر أن يكون تقريرًا سنويًا ليكون مرجعًا للباحثين لرصد هذه الصورة والتغيرات التى تشهدها بسلبياتها وإيجابياتها، أمًلا أن يكون جرس إنذار للصناع للأخطاء التى نقع فيها سواء عن قصد أو العكس. وسَيعلن النقاد المشاركون فى التقرير من خلال استفتاء أفضل فيلم عربى ناقش قضايا المرأة لعام 2019 فى حفل ختام المهرجان.. كما سيمنح المهرجان جائزتين للسنة: الأولى جائزة «نوت للإنجاز» وهى جائزة دولية تمنح لامرأة ساهمت فى مسيرتها بالدفاع عن حقوق المرأة سواء لبلدها وللعالم، وتم اختيار السفيرة «ميرفت التلاوى» التى تولت ملف المرأة فى مواقع عديدة، وساعدت على تشريع قوانين منصفة للنساء. والجائزة الثانية هى أورومتوسطية تُمنح لأفضل فيلم روائى طويل يتناول قضايا المرأة من الدول العربية المتوسطية، من خلال لجنة تحكيم ترأسها المنتجة التونسية «درة بوشوشة»، وعضوية الناقد «إبراهيم العريس»، والممثلتين «رانيا يوسف» و«جومانة مراد».

> تابعنا مشاركة نتائج عمل ورش الإخراج لأفلام الشباب فى مهرجان الإسماعيلية العام الماضى، هل هناك فرص لتمويل مشروعات هذه الأفلام؟

- المهرجان يُقدم ورش تطوير الإنتاج، وهذا ما سنحققه هذا العام، حيث يتعاون المهرجان مع المخرجة والمنتجة «هالة لطفى»، والتى عرضت تنظيم ورش تطوير الإنتاج للمشاركين، الذين خاضوا التدريب السنوات الثلاث الماضية سواء فى ورش الإخراج أو السيناريو، وتختار عددًا منها للحصول على منح تطوير إنتاج أفلامهم، ومساعدتهم فى مرحلة ما بعد الإنتاج، وهذا تطور طالما حلمنا به من اليوم الأول لنا فى أسوان، بأن تكون أفلام شباب أسوان هى الممثل الرسمى لمصر فى المهرجان.

> ولكن يشكو البعض من محدودية قبول المشاركين بهذه الورش وخاصة من باقى المحافظات؟

- نحن نشعر بالحزن من عدم قبول جميع المتقدمين، ولكن الإمكانيات، ولا نخفى سرًا أننا نحرص منذ انطلاق المهرجان لتنمية المجتمع المحلى لأسوان سواء فى نظرته تجاه المرأة وحقوقها والسينما، لذا نتبع تمييزًا نسبيًا للمرأة وأهل أسوان، وسعداء بنتائج هذا العمل، والتى جعلتنا نستقبل فى النسخة الرابعة 1100 طلب من شباب أسوان للالتحاق بهذه الورش التدريبية، وتم اختيار 135 مشاركًا، ونطمح مستقبلًا فى توسيع مساحة المشاركة لتشمل مصر والدول الأفريقية والعربية.

> هل كل فيلم تُخرجه امرأة بالضرورة نسوى يُناصر حقوقها؟

- ليس بالضرورة، لكنه سيظل إبداعًا نسائيًا، فمعايير مهرجان أسوان لاختيار الأفلام المشاركة به تكون أفلامًا صنعتها نساء ورجال ناصروا المرأة فى أفلامهم.. ورغم أن معظم البيوت العربية تُديرها وتسيطر عليها النساء من الداخل، فإن المرأة رغم ذلك أحبت أن تكون متوارية وتعطى الرجل قوة القيادة والسيطرة.

> فى رأيك.. ما التحديات التى تواجه صانعات الأفلام فى مصر والعالم العربى؟

- سؤالك مهم، لذا هو عنوان ندوة رئيسية ينظمها المهرجان، ضمن فاعليات «صالون أبو سمبل»، ولكنى أرى أن المهنة تُعانى من أزمة حقيقية، والأزمات تأثيرها يكون أكبر على أضعف نقطة فيها وهن النساء. وقد شاهدت بعينى أنه يحدث تحرش (بنطاق الكلمة الواسع) تتعرض له العاملات فى الصناعة. وهذا فى الظروف العادية وكلما ساءت أوضاع الصناعة، ستكون المرأة أول من يتأذى فيها.

> ينتقد البعض عدد التكريمات الكثير الذى يمنحها مهرجان أسوان مما يُفقدها قيمتها ومعناها؟

- مع نُسخ المهرجان الأولى كان التكريم مُوجهًا لفنانة واحدة فقط، ولكن وجدنا أن الاستحقاق أوسع من المتاح، فخلقنا تكريمات الختام من الدورة الثانية وتم توجيهها لصانعات الأفلام خلف الكاميرا، لأن المُستحقات كثيرات جدًا، والمهرجانات التى تهتم بالصانعات قليلة جدًا. وزادت رغبتنا على هذه التكريمات لما وجدناه من نتائج نبيلة على السينمائيات وإحياء الأمل فى أصحاب التاريخ عندما يتوقفن عن العمل ويعلمن أن ما قدمنه للسينما لم يذهب هباءً.

> على ذكر استمرارية مشوار الفنانات.. فى رأيك هل أصبحت العائلات الآن أكثر قبولًا لعمل بناتهن فى السينما؟

- بالعكس، الآن المشهد أسوأ وأصعب تجاه الفتيات، ولدينا فنانون مصدر رزقهم السينما، ولكن يتفوهون بتصريحات مخزية ومُهينة لكل الزميلات العاملات بالمهنة، نسمعهم يرفضون عمل بناتهن بالتمثيل أو بالسينما! فإذا كانت هذه تصريحات الفنانين ونظرتهم المُحتقرة للسينما وهم عار على الوسط الفنى، فكيف سيكون حال العائلات البسيطة؟!

> اعتقدت أنك سُتلقى اللوم على الهوى السلفى المحافظ الذى ترك بصماته على المجتمع المصرى؟

- صحيح ربما عشنا فى هذه الحالة منذ 30 عامًا والمجتمع يعافر فى الخروج منها خاصة فى السنوات الأخيرة فالشعب انتبه إلى أن الدين ليس بهذا الهوس، ولكنه فكرة أعمق بكثير. ولكن أتذكر فى طفولتى هذا الاحتفاء بالرقص الشرقى فى المناسبات المختلفة، واحترام الراقصات وكانت الفتيات الصغيرات ترقصن بأريحية وسط عائلاتهن، كم أتمنى افتتاح إحدى نسخ مهرجان أسوان براقصة شرقية مهمة، ولكن حتى الراقصات المهمات قل تواجدهن فى مصر!، أصبحن أوكرانيات وروسيات.. كما أننا للأسف لم يعد لدينا راقصات صاحبات موقف، مثل «تحية كاريوكا» أو «فريدة فهمى» التى لم تعد ترقص الآن.

>كيف ترى اختفاء المرأة الآن من صناعة السينما وخاصة الإنتاج ونجمات شباك؟

- نؤمن منذ اللحظة الأولى أن السينما قامت فى بدايتها على أكتاف النساء، وصنعت سينما تهم المجتمع، ثم اختفت المرأة من الظاهرة السينمائية فتحولت السينما المصرية للصبية والمراهقين، واختفت الأسرة من مشاهدة السينما، لأن المرأة التى كانت تُدير هذه المنظومة الإنتاجية وتُشرف عليها وموجودة بداخلها ونجمتها وتتصدر أفيشاتها اختفت!. والنتيجة؛ ليس لدينا فيلم تتصدر أفيشاته النساء منذ أكثر من 15 عامًا.. فالسينما فقدت جزءًا كبيرًا من قوتها كصناعة فى مصر منذ أصبحت سينما للمهرجانات فقط! ونحن كمهرجان نبحث كل عام عن فيلم يمثل مصر بصعوبة، ولم ينقذنا سوى الأفلام المستقلة ؟!

> على ذكر السينما المستقلة.. كيف دعمت صانعات الأفلام الجديدات فى السنوات الأخيرة؟

- دعمتهن لدرجة أن المخرجات المستقلات كن طوق النجاة لمهرجان أسوان لتحقيق التواجد والتمثيل للفيلم المصرى خلال النسخ الثلاث الماضية على التوالى: (مستكة وريحان، زهرة الصبار، وأخضر يابس). وكانت أفلامًا مميزة حققت نجاحات كبيرة.

> كيف تنظر إلى الجدل المستمر بشأن تصنيف «سينما المرأة» و«مهرجانات المرأة»؟

- واجهنا فى بداية طرحنا لفكرة المهرجان على الجهات والوزارات، هذا الجدل، بل السخرية أحيانًا «طيب ما تعملوا مهرجان للرجال؟!» فالمهرجانات النوعية مهمة جدًا، وتُكثف العمل على موضوع معين، وتمكين المرأة والنهوض بحقوقها، أصبح توجهًا عالميًا ومصر تضعه على قمة أولوياتها، والغريب أن العالم أدرك خطيئته فى إقصاء المرأة، ويمنحها تمييزًا نسبيًا رغم ما اكتسبته من حقوق، ونحن فى العالم العربى ما زلنا نهضم حقوقها، بل نسخر من فكرة تخصيص مهرجانات سينمائية تدعمها.

 > كيف تعامل مهرجان أسوان مع وثيقة 50/50؟

- نحن طبقنا هذه الوثيقة منذ النسخة الثانية للمهرجان، و«أسوان» رغم عمره القصير إلا أنه هز ثوابت كثيرة داخل مصر، وليس غرورًا، بل فخرًا أن نرى مهرجان القاهرة الدولى – أعظم مهرجانات المنطقة العربية - يقتفى أثر أسوان منذ نسخته الأولى 2017، وهو شهادة من أستاذ لتلميذه بأننا نسير فى الاتجاه الصحيح، وذلك عندما احتفى بالمخرجات العربيات وكان نصفهن ضيوفًا فى أسوان قبل شهور، وكذلك عندما نظم ندوة خاصة عن دور النساء فى الصناعة على غرار ما حدث فى أسوان.

> أخيرًا.. الممثلة الأسبانية «فكتوريا آبريل» .. ضيفة شرف المهرجان هذا العام.. لها تصريحات صحفية تدعم فيها الإسلاميين وضد فكرة قمعهم وتمكينهم السياسى.. ألست قلقًا من توجهها هذا؟

- لست قلقًا، أنا شخصيًا لا أرى خطرًا من الإسلام ولا الإسلاميين، ولكن أزمتنا فصيل الإسلام السياسى الذى كشفت السنوات الماضية كذب ادعاءاته، وكما وقعنا نحن كشعوب عربية فى فخ تصديق الإسلاميين - منذ 25 يناير واكتشفنا فيما بعد أنهم أول ناس باعت الثورة - فالإخوان المسلمون لم تصل للحكم إلا بانتخابات وتصديق ملايين المصريين لوعودهم؟!، وقع الغرب كذلك فى براثن هذه الفكرة حتى ذاقوا مرارها، تواجد «كاترين» مهم وتصريحاتها مناسبة لأى فنان رافض لفكرة «الإسلاموفوبيا».>