الإثنين 24 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«كنز» عمرو دياب

«كنز» عمرو دياب
«كنز» عمرو دياب


هناك فئة ليست بالقليلة ولا نستطيع تجاهلها من جمهور «عمرو دياب» على وسائل التواصل الاجتماعى، دائمًا ما تنشط فى الأوقات التى تسبق صدور ألبومه؛ لتقوم بشن الحملات النقدية مع بداية إعلان أسماء فريق العمل، ومن بين الذين تنالهم أسهُم النقد بناءً على الاسم وليس المحتوى، الشاعر «تامر حسين».

هؤلاء قد لا يدركون قيمة «تامر حسين» كشاعر غنائى يُعتبر هو كنز «عمرو دياب» فى سنواته الأخيرة، وتواجُده فى ألبومات الهضبة فى كل عام منذ أول تعاون بينهما فى 2009م حتى الآن، قطعًا لم يكن عن طريق المجاملة، وذلك لأكثر من سبب سنتحدث عنه فى هذا المقال.
ولكن قبل ذِكْر الأسباب دعونا نُذَكركم بأن أولى أغانى «تامر حسين» مع «عمرو دياب» كانت فى ألبوم (وياه)، وكانت الأغنية التى حملت اسم الألبوم و«هيد» الألبوم، وهى الأغنية التى صُورت وفازت بلقب أفضل أغنية فى قارة إفريقيا من قِبَل مهرجان الموسيقى الإفريقية، وكان يتواجد مع «تامر حسين» فى الألبوم نفسه مجموعة من الشعراء العظام، مثل «أيمن بهجت قمر، بهاء الدين محمد، خالد تاج الدين، مجدى النجار، هانى عبدالكريم وعبدالمنعم طه»، ولكن رُغْمَ تواجُد كل هؤلاء؛ فإن «عمرو دياب» اختار أغنية «تامر حسين» لتكون هى اسم الألبوم.
«تامر حسين» قدّم مع «عمرو دياب» نحو 40 أغنية «بخلاف ما قد يرى النور قريبًا»، واستطاع الشاعر من خلال كلماته أن يقدم للهضبة أشكالًا غنائية مختلفة لم يكن عَبّرَ عنها قبل ذلك، مثل «حبايب إيه»، و«فوق من اللى انت فيه»، «أيوة اتغيرت»، و«ساعة الفراق» و«أنا مش أنانى»، و«أهى ذكريات»، بخلاف الأغانى الإيقاعية الراقصة التى قد يتصور البعض أن سهولة كلماتها دليل على ضعف مستوى شاعرها، وهذا خطأ كبير، بل على العكس تمامًا، فنحن أمام شاعر يجيد الكتابة على «النُّوَت» الموسيقية القصيرة، ويجيد صياغة أفكار تناسب طبيعة هذه الألحان، ولولا قدرته على ذلك لظلت هذه الألحان مجرد أفكار لا ترى النور وحُرمنا من جَمالها.
فى المرّة الوحيدة التى قابلتُ فيها «تامر حسين»، كنا فى الاستوديو الخاص بالموزع الموسيقى «أحمد وجيه»، وحينها أدركتُ مدى الثقافة الموسيقية التى يتمتع بها هذا الشاعر الشاب، فهو يجيد التفرقة بين الأشكال الموسيقية المختلفة، ويَعلم سرعات كل شكل عن الآخر، ومستمع جيد لأحدث ما يُقَدَّم على مستوى العالم، ومواكب لكل ما هو جديد، ومن المستحيل أن تجد اسمه على أغنية ألحانها ضعيفة أو حتى «عادية»، فجميع ألحان أغانيه «رنانة» وتترك الأثر فى آذان المستمعين بمجرد السماع لأول مرّة، وهذا من أسباب تميزه، فلديه القدرة على انتقاء الألحان الجيدة لكى تكون أعماله مقدَّمة للجمهور فى أفضل شكل ممكن، فى حين أن هناك الكثير من الشعراء يهتمون بجودة الكلمة ولا يهمهم تفاصيل اللحن والتوزيع، وهذا أبلغ رد على السؤال: لماذا يتواجد فى ألبومات «عمرو دياب» بشكل مستمر؛ خصوصًا إذا كان منهج «عمرو دياب» يعتمد بشكل أساسى على الألحان الرنانة والتوزيعات المتطورة والكلمات الواضحة والصريحة، سهلة الفهم ومباشرة المعنى؟.
وبلغة الأرقام، فـ«تامر حسين» سبب رئيسى فى دخول «عمرو دياب» موسوعة «جينيس العالمية» كالأكثر حصولًا على الجوائز العالمية، وهذا بفضل ألبوم (الليلة) عام 2013م، والمكون من 12 أغنية، منها 7 أغانٍ بالتمام والكمال لـ«تامر حسين»، بالإضافة للأغنية الرئيسية التى حملت اسم الألبوم «الليلة»، وبفضل هذا الألبوم حصد «عمرو دياب» على 4 جوائز دفعة واحدة من مهرجان الموسيقى العالمى، ومن ثم أصبح الفنان المصرى والعربى الوحيد الحاصل على 7 جوائز عالمية، وهو ما جعله يدوَّن فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
حتى إذا نظرنا إلى عدد مشاهدات أغانى ألبوم «عمرو دياب» الماضى (كل حياتى) فسنجد أن «يتعلموا» التى كتبها «تامر حسين» هى الأكثر مشاهدة والأكثر انتشارًا وتُرجمت باللغة الإسبانية، حتى الجدل المثار حاليًا حول «عمرو دياب» بسبب أغنية «يوم تلات» فسنجد أن «تامر حسين» هو شاعر الأغنية الذى أعتبره كنز «عمرو دياب» فى السنوات الأخيرة!>