الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السخرية كانت سلاحى ضد التنمر

السخرية كانت سلاحى ضد التنمر
السخرية كانت سلاحى ضد التنمر


منذ طفولتى وأنا أحب الضحك، وأعشق الكوميديا. وأتذكر أننى كنت طوال الوقت أثناء طفولتى وبالتحديد أثناء اللعب مع أخوتى. كنا نفتعل الكوميديا فى اللعب، حتى عندما تحدث مشاكل أو خلافات كنا نسخر من المواقف التى نتعرض لها ونضحك عليها، وفى المدرسة وأنا طفل كنت أيضًا أستخدم هذا السلاح «الضحك والسخرية» لمواجهة بعض الأطفال الذين يتنمرون على البعض الآخر كما يحدث عادة بين الأطفال.. ولأننى كنت ضئيل الحجم، فكانت تلك الأسلحة، هى ما ألجأ إليه وأستخدمه مع الأطفال الأشرار أو الأطفال المؤذيين والذين يبادرون بالهجوم، فكنت أطلق عليهم النكات والإفيهات حتى يضحك الباقون عليهم، ومن هنا أصبحوا يتجنبون مضايقتى تمامًا.
عندما بدأتُ فى ممارسة هوايتى المفضلة، التمثيل، على مسرح الجامعة، أتذكر أننى جسدتُ لمدة عام كامل أدوارًا كوميدية فقط، وبعد ذلك اتجهتُ للتراجيديا والدراما وقدمتُ الكثير من الأدوار الصعبة فى مسرحيات ثقيلة مثل «هاملت وماكبث» لـ«ويليام شكسبير». بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الكلاسيكية الأخرى، وكانت ناجحة جدّا وكنت راضيًا عن هذه التجارب. إلّا أننى عندما بدأت فى ممارسة الإخراج والتأليف لمسرح الجامعة، عدت للكوميديا والضحك لتأتى جميع الأعمال التى قدمتها فى قالب كوميدى؛ لأننى وجدت فى نفسى أننى أستمتع بذلك أكثر، وأن الناس تتفاعل معى أكثر، ووجدت أننى أستطيع خَلق المواقف الكوميدية، صناعتها، افتعالها وبناءها للممثلين، ومن هنا بدأت الكتابة لسوق المسلسلات الكوميدية.. فشاركت فى كتابة فيلم «قلب أمّه» ومسلسلات «خلصانة بشياكة، هربانة منها، عزمى وأشجان وسوبر ميرو».
وبما أننى فى الواقع لا أتعامل مع الحياة بكآبة ومأساوية وجدية، بل أفضل أن أتعامل معها بسخرية، ولأننى أحب الحياة والضحك، فدائمًا ما تخرج الإفيهات بشكل مفاجئ وغير متوقع. وقد قابلت الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون حسّا فكاهيّا ولديهم مفارقات كوميدية، ربما لأن أذهانهم لا تسعفهم إلّا إلى ذلك. فردود أفعالهم تكون مضحكة دون قصد، وهؤلاء هم من أتأثر بهم. والممثل الكوميدى هو من يستطيع أن يلتقط هذه الأشياء ويترجمها للجمهور.
بالنسبة للأدوار التى أقدمها، فأى دور يأتى بموقف وخلفية كوميدية ولكن الممثل عليه أن يرتجل ويضيف من روح الشخصية، وفى البروڤات وأثناء التصوير تخرج باستمرار «إفيهات» جديدة وهكذا.
أكثر من كنت أحبهم وأستمتع بمشاهدتهم الفنان الكبير «إسماعيل يس»، ثم النجم «عادل إمام» زعيم الكوميديا ومَلك الضحك فى مصر، وأستمتع كثيرًا بمشاهدة «أحمد مكى»، أمّا فى الجيل الجديد، فهناك الكثير من الأشخاص خفيفى الظل، ولكن فى رأيى الشخصى لا يستطيع الجميع استغلال موهبته، فالبعض يكرر نفسه والبعض الآخر يحرق نفسه. ومن ألطف الناس وأكثرهم قدرة على إضحاكى «محمد عبدالرحمن -توتا»؛ لأنه يقدم كوميديا واضحة ومنضبطة ويُعتبر من الشباب الأكثر تركيزًا، وأنا سعيد ومتفائل به كثيرًا.
 الشعب المصرى يحب الضحك ويحب النكتة ودمّه خفيف، وأنا مؤمن حتى فى حياتى خارج العمل أن الضحك يحل المشاكل والمواقف الصعبة التى نتعرض لها يوميّا.