الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تصويرالقرآن الظاهر والخفى فى تجليات محمد حجى

تصويرالقرآن الظاهر والخفى فى تجليات محمد حجى
تصويرالقرآن الظاهر والخفى فى تجليات محمد حجى


رسوم على واجهات بيوت طينية، مناسك الحجيج وسفينة نوح وكبش إسماعيل وقصص القرآن هى الأساس فى حكايات الناس، حيث يوجد «الخضر» و«يونس» فى بطن الحوت، وأيضا «البراق» وعروج النبى من الأرض إلى السماء.. كل ذلك ألهب خيال الفنان «محمد حجى».. تعانقت كل هذه الصور مع أشواقه الفنية.
هناك فى قرية «سندوب» بدلتا مصر، نشأ الفلاح الذى لم يكن لديه غير «الدين» الذى يتلقاه من شيخ الجامع أو حكايات التراث الشعبى وحكايات ألف ليلة.
عندما التحق بكلية الفنون الجميلة عام 1959م كان طبيعيا أن يدرس حجى أصول الفن الإسلامى والذى اكتشف فيه المزج بين الواقع والخيال وأن الفنان المسلم لا يرسم ما أمامه كما هو بالواقع، بل يخلط الحاضر بالماضى، أى أنه يعرض الواضح بالخفى.
واهتم محمد حجى برسوم الكتب فى العصور الإسلامية مثل «مقامات الحريرى» و«كليلة ودمنة» واكتشف أن هذا الإرث الحضارى مستمر فى التراث الشعبى حتى الآن.
وفى هذه الفترة كان شاغله الأكبر حرفية العمل الفنى، حيث اهتمام الفنان المسلم بأدق تفاصيل العمل سواء كانت لزخرفة نباتية أو لأشكال عضوية أو هندسية، يقول حجى: «الفنان العربى المسلم يكره الفراغ ولديه عقيدة بأن وراء كل شيء فى الكون سرا خفيا يحمل معنى معينًا خاصا به، ولذلك لا يستطيع أن يترك مساحة دون أن يودع فيها سره والزخرفة نوع من أنواع الحديث بطريقة الرسم وأن الفن الإسلامى فن مهذب وراقٍ، ويحمل الكثير من الدلالات فى أشكاله والدائرة والمربع رموز دالة على فكرة الظاهر والباطن، حيث المربع يشع فى كل الاتجاهات والدائرة ليس لها بداية ولا نهاية - الأول والآخر - وهى نفس الفكر الموجود فى العمارة الإسلامية، فالقبة المستديرة أو مجموعة القباب التى تمثل الشكل الدائرى داخل محيط المربع دليل على أن الفنان المسلم دائما ما يريد معنى من وراء إبداعه.
عمل حجى بالصحافة بداية السبعينيات وظهرت إبداعاته فى «روزاليوسف» و«صباح الخير».
وكانت مقالات مصطفى محمود عن معانى القرآن فى سلسلة «التفسير العصرى للقرآن» ملهما ومفجرا لطاقته الإبداعية وكانت الركيزة الأساسية لكتابه «رسام يقرأ القرآن» والذى تجلى به الاتجاه الصوفى وتعالى السمو والرقى فى صور الكتاب الكريم، وكانت الصورة النهائية 33 لوحة قام الفنان بإعدادها وإخراجها وتجهيزها للطباعة.. وكانت المفاجأة رفض الأزهر رغم كون الكتاب سفيرا للتصوف الإسلامى فى العالم، ورغم أن الفنان فى لوحاته لم يعمد إلى محاكاة الوجوه البشرية فجاءت الأعمال استجابة للتصورات الصوفية والروحية الموجودة فى القرآن.. ولايزال الكتاب فى انتظار موافقة الأزهر حتى اليوم!
عرضت اللوحات بإيران، حيث قامت وزارة الثقافة الإيرانية بإقامة احتفالية ضخمة بأعمال الفنان حضرها حشد هائل من المهتمين بالثقافة والآداب والفنون فى العالم العربى والإسلامى وعكس ذلك التقدير والاعتزاز بالفنان المصرى الكبير.