الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تحيا العزوبية

تحيا العزوبية
تحيا العزوبية


تعانى الكثير من الدول  المتقدمة من قلة عدد المواليد لدرجة تصل لعمل حملات دعائية لتشجيع الزواج والجنس وإنجاب الأطفال!
 لا أحد يريد الزواج.
حملة طريفة فى السويد لتشجيع الأمهات بتحفيز أبنائهم وبناتهم وذلك بإهدائهن رحلات مخفضة  على شواطىء مشمسة للاستمتاع بالدفء والشمس والمرح وبالتالى يقدم لهن أحفادًا!
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن عزوف الرجال والنساء عن الزواج أصبح فعلا ظاهرة مقلقة وأنه ربما خلال ثلاثين عاما سيعيش كل شخص فى عالمه دون الحاجة إلى شريك حقيقى يقتحم حياته ويعرقل مسيرته أو يزعجه بالطلبات!!

لم تعد قلة المال السبب للعزوف عن الزواج، وإنما الوحدة صارت أكثر ضمانا وأمانا مع وجود الأجهزة والألعاب والعوالم الافتراضية التى صارت ترضى الجميع دون انتقاص حريتهم!
حتى شبكات التواصل و قنوات التعارف، صارت كلمة فضفاضة من أجل علاقة عابرة من أجل الحب فقط أو تعارف من أجل الزواج وهو أمر نادر جدًا.
الخوف من العنوسة قد يدفع بعض النساء إلى تقديم عروض الزواج المغرية سواء التقليدية أو المسيار على مواقع التواصل الاجتماعى كما يدفع الفقر البعض الى القبول بالمسيار.
والحقيقة أن حفلات التعارف عموما من «البيزنس» الذى يجلب أرباحًا طائلة سواء بالحلال أو بغيره! ففى الصين وبعض البلدان الأخرى  توجد سيدات وشركات هدفها الرئيسى  استقطاب الفتيات والسيدات الجميلات والرجال الأثرياء فى حفلات  راقصة وصاخبة  وماجنة وتوفر أماكن للجنس والتعارف الحميمى فى مقابل مبلغ محترم من المال وقد يصل الأمر ببعض البلدان التى تحرم العلاقات خارج إطار الزواج بزواج المتعة أو المسيار أو الزواج محدد المدة.
ظاهرة العنوسة فى المجتمعات الإسلامية فى تزايد كبير  وصلت فى كثير منها إلى 70%  وتحاول دول مثل السعودية والإمارات وماليزيا والكويت ومصر والأردن  طرح حلول عملية من خلال مشاريع صناديق الزواج وجمعيات التعارف لتقديم قروض ومساعدات للمقدمين على الزواج، وتجهيز الفتيات الفقيرات، وإقامة حفلات زواج جماعى فضلا عن وسائل كتوظيف الزكاة للقضاء على العنوسة بوصفها مشكلة كبرى فى العالم الإسلامي.
بعض الدول ترجح أن يكون السبب هو غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج والبعض الآخر بسبب زيادة عدد النساء عن الرجال وأيضا بسبب الحروب والمنازعات والسفر بحثا عن لقمة العيش، مما يجعل عددًا من الرجال يفضل الاستقرار فى المهجر أو البلد الذى يعمل به والزواج من واحدة من أهل الوطن الجديد.
وبما أن ممارسة الجنس خارج إطار الزواج من الأشياء المذمومة فى المجتمعات العربية والإسلامية فقد عادت على استحياء ما يشبه  الخاطبة ولكن بطريقة عصرية، حيث تقوم بعض سيدات المجتمع  اللاتى لهن صلات بالعائلات العريقة والكبرى بمحاولات التعارف والتوفيق وهو ما حدث مع شقيق ملك مصر السابق الأمير أحمد فؤاد، وأيضا مع ثريا بهلوى إحدى زوجات شاه إيران  وملك المغرب والكثير من المشاهير.
ماليزيا الإسلامية تعانى هى الأخرى من ارتفاع نسبة العنوسة الشديدة بين الفتيات، ملايين من الشابات فى سن الزواج  كانت من المقترحات التى وافق عليها رجال الدين لحل المشكلة هو استحداث خطوط ساخنة فى المحاكم الكبرى لاستقبال شكاوى الفتيات اللائى يشكين من تسلط أولياء الأمور لمنعهن من الزواج وهنا يستدعى الأب لإلزامه تزويج ابنته وتلبية رغبتها.
ومن أهم الاقتراحات التى وجدت صدى واسعًا فى الدول الإسلامية خاصة  ماليزيا هو فتح المجال للفتاة لاختيار خطيبها بنفسها جاعلين من السيدة خديجة زوجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة على أن يحدث ذلك فى إطار من التقاليد المرعية.
ويؤكد رجال الدين أن من حق المرأة أن تختار لنفسها الزوج الذى يناسبها ولا عيب أن تبحث عن الحلال والستر وتخطب من ترى أنه الأصلح لها زوجا وهكذا تزوج كثير من الأنبياء.
ولأن بيزنس الزواج والتعارف  مربح جدا فقد انتهزت مجموعة من كبار رجال الأعمال بماليزيا فرصة نصيحة علماء الدين وقاموا بإنشاء عدد من شركات التعارف وأكثرهم شهرة «حلال للتعارف»، ومقرها الرئيسى العاصمة «كوالالمبور»، تساعد الفتيات والشباب الراغبين بالزواج فى العثور على شريك مناسب فى مجتمع محافظ إلى حد كبير تتم فيه الخطبة عادة عن طريق الأهل والأقارب وأحيانا الجيران والأصدقاء فأسلوب المواعدة واللقاءات مسألة شديدة الصعوبة فى المجتمع الماليزى الذى لا يقبل التعبير عن المشاعر والحميمية علانية.
وتنظم الشركة التى بدأت عملها فى أوائل الشهر الماضي، لقاءات غالبا ما تكون يوم السبت وهو يوم عطلة فى أحد المطاعم الفاخرة بالعاصمة.
شارك فى اللقاء الأول نحو 40 شابًا وفتاة ويشترط وجود محرم مع الفتاة ويجلسان سويا على موائد وتسجل الفتاة التى ترتدى غالبا الحجاب الشرعى باهتمام  مع أهلها ما يقوله الرجل الذى يجلس أمامها وتستمع إليه وهو يتحدث عن نفسه وغالبا ما يرتدى الرجال زيًا عصريًا  وبعد عدة دقائق يدق الجرس فينتقل الرجل إلى مائدة اخرى مع فتاة أخرى ويضع المشاركون أرقاما ولا أحد يعرف الاسم إلا بعد أن يستقر الرجل على فتاة بعينها.
تقول «سيتى عايشة» المواعدة على الطريقة الغربية ضد الشريعة لأن بها خلوة وإغواء وقد يتطور الأمر إلى علاقة جنسية قبل الزواج أما هنا فيوجد الأهل والمحارم ولدى الجميع النية فى الزواج.
ورحب والد إحدى الفتيات بحضور الوالدين اللقاء وأبدى «محمد أظفر» سعادته قائلا: «هذه المواعدات مختلفة لأن بوسع الوالدين الحضور».
وتوضح إحدى الفتيات تدعى «ساما» 25 عاما: لا أرغب فى إهدار وقتى بالتعارف على شباب غير جادين، وقررت التعرف على رجل جاد فى الزواج مثلى إننى أركز على إيجاد شخص يقبلنى كما أنا وبعد الزواج سنتعارف أكثر.. أريد أن أتزوج مثل كل الفتيات.
وعبرت «نورناديل» 24 عاما عن اطمئنانها بسبب وجود والدها لمساعدتها على اختيار شريك الحياة.
ويقول المسئولان فى شركة «حلال» زهرى يوحي، ونور حياتى إسماعيل: إن الشباب والشابات من عملائنا يأملون فى العثور على شريك الحياة وأن الإقبال الذى لمسناه يؤكد أنه مطلب ملح، وهو غير مقتصر على المسلمين، وأضافا: نحن نسعى لتحقيق التعارف بهدف الزواج بطريقة محترمة فى وجود ولى نحن لا نقبل الطريقة الحديثة للمواعدة.
فى اللقاء الأول الذى تم أكد بعض المشاركين أن السبب الرئيسى للجوئهم إلى مثل هذه الطريقة هو شعورهم المتعاظم بالوحدة بعد زواج معظم الأقارب والأصدقاء والزملاء المقاربين فى العمر وأنهم لم يعودوا مرغوبًا فيهم كعزاب فى دائرة المعارف من المتزوجين فالمشاكل وأسلوب حياتهم اختلف بعد الزواج.
أما اللقاء الثانى فتضاعف عدد المشاركين بنحو 80 شخصًا وتقدم نحو 2300 شاب وفتاة تتراوح أعمارهم، بين 25 و 35 بطلبات لحضور لقاءات مماثلة وأن اللقاء القادم سيكون به 500 فرد .
ويؤكد مؤسسو الشركة نجاحهم حتى الآن فى تزويج 14 عروسا وزيادة العدد باستمرار.