الأربعاء 15 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الجولة الأولى ترامب القبضة القاضية

أجواء كارثية تسيطر على المَشهد الانتخابى الأمريكى، فبَعد المناظرة التى انتظرها العالم وشاهدها أكثر من 51 مليون شخص؛ بات من الواضح أن الانتخابات الأمريكية بدأت تدخل مرحلة الحرب وليست المنافسة على منصب رئيس المكتب البيضاوى. مع دخول رؤساء أمريكا مسرح المناظرة تندهش من هذا المشهد.. بايدن الذى يسير بخطوات متثاقلة.. تائه.. يبحث عن يد أى من رفقائه لتصحبه إلى طاولة المنافسة، أمّا ترامب فترَى دخوله بغطرسة معهودة.. وآراء وأسلوب هجومى لم يتغير.. هل هما هم أبرز مَن يتولى رئاسة أقوَى بلاد العالم؟ سؤال يؤكد أن القادم سواء كان النجاح لبايدن أو ترامب فهو يُعبر عن فترة حرجة.. فى وقت يشهد فيه العالم العديد من التغيرات السياسية. المناظرة الرئاسية الأولى بين مرشحَىّ الحزب الأحمر والحزب الأزرق لم تكن متوقعة أن تكون بهذا المستوى، كلا المرشحين نجح فى الهروب من جميع الأسئلة حول مستقبل الولايات المتحدة خلال الأعوام الأربعة المقبلة؛ بل اتجه كلاهما إلى إشعال الهجوم ضد منافسه فى صورة هزلية.. فهل يكون هذا هو مستقبل الديمقراطية الأمريكية؟



 

 

 

حظوظه تراجعت بعد المناظرة بايدن الرئيس «المشوش»

 

منح أداء الرئيس الأمريكى جو بايدن «الكارثى» فى المناظرة الرئاسية، الأسبوع الماضى، دفعة كبيرة لمنافسه المرشح الجمهورى دونالد ترامب، وجاء قرار المحكمة العليا بشأن الحصانة الرئاسية للأعمال الرسمية ليضخ مزيدًا من الحيوية والحماس على حملة ترامب.

وفى الوقت ذاته؛ ارتفعت تقديرات مُعَلقين باقتراب ترامب من تأمين انتصار جديد بانتخابات نوفمبر المقبل؛ خصوصًا بعدما تركت المناظرة الحزب الديمقراطى فى حالة صدمة لم يستفق منها بعد، وسط تزايد الدعوات إلى ضرورة استبدال بايدن بمرشح أصغر سنًا وأكثر حيوية. كما ضمن قرار المحكمة لترامب تجنب مواجهة أى إجراءات جنائية فيدرالية قبل الانتخابات المقبلة، كان من شأنها التشويش على أنشطته الانتخابية.

 تدنى شعبية بايدن

كشفت استطلاعات رأى داخلية أجرتها حملة الرئيس الأمريكى جو بايدن؛ أن حظوظه فى انتخابات الرئاسة تراجعت بعد المناظرة أمام منافسه المرشح الجمهورى دونالد ترامب، الأسبوع الماضى.

وحسب مذكرة أرسلت إلى موظفى الحملة فقط، وسلطت عليها الضوء صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية؛ فإن استطلاعات الرأى أشارت إلى حصول بايدن على 43% فى انتخابات الرئاسة قبل المناظرة، ثم تراجعها إلى 42% بعدها.

أمّا ترامب، الذى كشفت الاستطلاعات حصوله على 43% أيضًا قبل المناظرة؛ فارتفعت حظوظه بعدها بنسبة 0.2 نقطة مئوية. كما أظهر استطلاع رأى لشبكة سى إن إن، أن 75% من الناخبين الأمريكيين يرون أن الحزب الديمقراطى ستكون لديه فرصة أفضل للاحتفاظ بالرئاسة فى عام 2024 بمرشح آخر غير الرئيس جو بايدن.

وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن نسبة تأييد بايدن تراجعت إلى أدنى مستوياتها بعد أدائه فى المناظرة الأولى للانتخابات الرئاسية. وفى مواجهة بين المرشحين الرئيسيين المفترضين، أوضح استطلاع سى إن إن، تقدم دونالد ترامب على بايدن بفارق 6 نقاط. ومع طرح أسماء بديلة لبايدن لخوض السباق الرئاسى، حظيت كامالا هاريس على أعلى نسبة تأييد فى الاستطلاع تليها ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما.

وبدأت استطلاعات الرأى بالفعل فى إظهار كيف تسبب أداء بايدن فى المناظرة فى انخفاض الدعم لحملته لإعادة انتخابه.

وكشف استطلاع رأى آخر أجرته شبكة «سى بى إس» الإخبارية، تقدم ترامب بمقدار 3 نقاط مئوية فى الولايات المتأرجحة، ونقطتين على المستوى الوطنى.

كما وجد استطلاع داخلى مُسَرب، أجرى بعد 72 ساعة من المناظرة ونشرته صحيفة «بوك نيوز»، أن بايدن عانى «أكبر انخفاض فى شعبيته خلال أسبوع واحد، منذ ما يقرب من 3 سنوات».

 

 التنحى.. الحل الأمثل

ومع صدمة المناظرة والأجواء التى تلتها، ارتفعت الأصوات الشعبية وداخل الحزب الديمقراطى مطالبة بايدن بالتنحى عن السباق الرئاسى، الأمر الذى جعل الرئيس الأمريكى يذهب برفقة عائلته إلى كامب ديفيد فى عطلة مغلقة للتشاور فى أمر التنحى، وعلى الرغم من أن تنحى بايدن سيكون له آثار كارثية على حزبه الديمقراطى؛ خصوصًا مع تزامن انتخابات الكونجرس مع الانتخابات الرئاسية، الأمر الذى جعل بايدن يؤكد أنه لن يترك أرض المعركة ومستمر فى السباق. ومن جهة أخرى؛ أكد الحزب الديمقراطى أنه يدعم الرئيس الأمريكى ويعلن ترشحه الرسمى عن الحزب حتى قبل انعقاد المؤتمر الوطنى فى أغسطس المقبل، فصورة الحزب الديمقراطى تعتبر على المحك بعد أن دعم بايدن بكل قوته ومن دون منافس فى هذه الانتخابات التى توصف بالأصعب فى التاريخ الأمريكى، وحتى بعد مطلب العضو روبرت.ف. كيندى جونيور الترشح لمنافسة بايدن فى الانتخابات التمهيدية رفض أعضاء الديمقراطى مما جعل كيندى يترشح بصورة مستقلة عن الحزب.

من جهة أخرى؛ نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن حليف لباين، طلب عدم ذكر اسمه، أن الرئيس الأمريكى أخبره أنه قد لا يتمكن من إنقاذ ترشيحه إذا لم يتمكن من إقناع الجمهور فى الأيام المقبلة بأنه مستعد لتولى المنصب بعد المناظرة الكارثية الأسبوع الماضى. ويدرك الرئيس، الذى أكد حليفه أنه لا يزال منخرطًا بشدة فى النضال من أجل إعادة انتخابه، أن ظهوره فى الأيام المقبلة قبل عطلة نهاية الأسبوع، بما فى ذلك مقابلة يوم الجمعة مع جورج ستيفانوبولوس من شبكة ABC News، ومواصلة حملته فى بنسلفانيا وويسكونسن، يجب أن تسير على ما يرام.

وقال الحليف: «إنه يعلم أنه إذا فشل فى أى حدث مقبل مثل المناظرة فنحن سنكون فى مكان مختلف، بحلول نهاية عطلة نهاية الأسبوع»، فى إشارة إلى أداء بايدن المتعثر وغير المُرَكز فى المناظرة وفقًا لـ «نيويورك تايمز» الأمريكية.

والمحادثة هى أول إشارة علنية إلى أن الرئيس يفكر بجدية فيما إذا كان بإمكانه التعافى بعد الأداء المدمر على مسرح المناظرة فى أتلانتا يوم الخميس. وتتزايد المخاوف بشأن قدرته على البقاء كمرشح، وما إذا كان يمكنه العمل كرئيس لمدة 4 سنوات أخرى.

وقال أحد كبار مستشارى بايدن، الذى تحدَّث أيضًا بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الوضع، إن الرئيس «يدرك جيدًا التحدى السياسى الذى يواجهه».

وأكد العديد من حلفاء بايدن، الذين اجتمعوا مع العائلة والمستشارين منذ المناظرة، أن الرئيس لا يزال فى صراع، ويرَى إلى حد كبير هذه اللحظة بمثابة فرصة للعودة كما فعل مرات عديدة طوال حياته المهنية التى امتدت لنصف قرن.

لكنهم قالوا أيضًا إنه واضح بشأن معركته الشاقة لإقناع الناخبين والمانحين والطبقة السياسية بأن أداءه فى المناظرة كان حالة لا تتكرر.

 البديل الأقرب

ومع زيادة التكهنات والمطالبات بتنحى بايدن بدأت تظهر أسماء ربما تكون البديل الأفضل حال التوصل إلى سقوط نهائى للرئيس الأمريكى.

تعتبر نائبة الرئيس كامالا هاريس (59 عامًا) من أبرز المرشحين لخلافة بايدن. ومع ذلك؛ فإن شعبيتها أعلى قليلًا فقط من شعبية بايدن، مما يثير الشكوك حول قدرتها على تحسين فرص الحزب ضد ترامب. 

وعلى الرغم من أن هاريس تقع الآن فى مأزق أمام طموحها السياسى أو دعمها للرئيس؛ فإن اسمها يُعتبر المُنقذ الوحيد الآن أمام الحزب، فهى الأسم الأقرب والأجهز لخوض هذا السباق.

أمّا الاسم الثانى المطروح على طاولة البدلاء، فيأتى جافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا، وهو مؤيد صريح لبايدن، حتى إنه حضر المناظرة فى أتلانتا.

 واشتهر نيوسوم بموقفه الليبرالى بشأن قضايا مثل السيطرة على الأسلحة وحقوق المثليين والإجهاض، وقد بنى صورة وطنية يعتقد العديد من الديمقراطيين أنها ستمكنه من الترشح للرئاسة فى عام 2028 أو قبل ذلك. ومع ذلك؛ فإن ارتباطه بأزمة التشرد فى كاليفورنيا، وعجز الميزانية، وارتفاع تكاليف المعيشة قد يشكل تحديات لتطلعاته الوطنية.

كذلك يأتى حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، 51 عامًا، الذى اكتسب اهتمامًا وطنيًا بسبب تعامله مع انهيار جسر علوى على الطريق السريع وتسويته الكبيرة ضد مجموعات الأدوية لدورها فى وباء المواد الأفيونية والشعبية الواسعة التى يتمتع بها شابيرو فى ولاية بنسلفانيا، وهى ولاية متأرجحة حاسمة، تجعل منه منافسًا قويًا. وعلى الرغم من بعض الاشتباكات مع بايدن بشأن السياسة البيئية؛ فقد دعم شابيرو بشكل عام الرئيس الحالى.

كما صعد اسم غريتشن ويتمر، حاكمة ميشيجان، إلى الصدارة الوطنية خلال جائحة (كوفيد- 19) وإحباط مؤامرة اختطاف ضدها. وقد عززت حملة إعادة انتخابها الناجحة فى عام 2022 والإنجازات التشريعية التقدمية سمعتها كخليفة محتمل لبايدن. ولمّحت ويتمر (52 عامًا) إلى طموحاتها فى البيت الأبيض وتحافظ على دعم قوى لبايدن.

وأخيرًا يأتى جى بى بريتزكر، حاكم ولاية إلينوى، الملياردير والمؤيد البارز لبايدن، الذى يتبع أجندة تقدمية تتضمن رفع الحد الأدنى للأجور، وتشريع الماريجوانا الترفيهية، وضمان حقوق الإجهاض. 

ومن شأن ثروة بريتزكر الشخصية الكبيرة أن تساعد أى حملة رئاسية، على الرغم من أنه لا يزال يدعم بايدن علنًا، معتبرًا إمكانية تنحى بايدن جانبًا على أنها «بعيدة».

يُعتبر الحكام الديمقراطيون من الولايات الجمهورية تقليديًا، مثل آندى بشير من ولاية كنتاكى وروى كوبر من ولاية كارولينا الشمالية، مرشحين بعيدَىّ المنال. كما تم ذكر وزير النقل بيت بوتيجيج ووزيرة التجارة جينا ريموندو وسيناتور أوهايو شيرود براون كمرشحين محتملين.

بينما يتصارع الحزب الديمقراطى مع المخاوف بشأن ترشيح بايدن، يمثل هؤلاء المتنافسون المحتملون مجموعة متنوعة من الخلفيات ونقاط القوة السياسية. ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سيتم استبدال بايدن، لكن المناقشات تسلط الضوء على تصميم الحزب على تقديم مرشح قوى لتحدى ترامب فى الانتخابات المقبلة.

 

 

 

المناظرة وقرار المحكمة العليا أعطوه دفعة نحو البيت الأبيض ترامب عودة «المنتقم»

 

 

نجح ترامب فى «سحق» كل أعدائه بجدارة.. هذا هو التعبير الأمثل لوصف خطوات ترامب على مدار نحو العام منذ بداية السباق الرئاسى. ترامب نجح أمام جميع منافسيه من الحزب الجمهورى، وتصدّر قائمته دون منازع، حتى نيكى هايلى التى حظيت ببعض القوة أمام ترامب تنحت جانبًا بل اتجهت لدعمه بعد أن أكدت مرارًا أنها لن تصوت لترامب، الآن تتجه إلى إعطائه نصائح لكيفية التغلب على منافسه جو بايدن.

حتى قضايا ترامب التى كانت تشوش بعضًا من صفاء انتصاراته جاء حكم المحكمة العليا بـ«تحصينه» حتى ولو جزئيًا لترفع عن كاهله هذا العناء البسيط.

 ترامب أصبح يتجه نحو كرسى البيت الأبيض بسرعة الصاروخ، وأصبح نجاحه أمرًا شبه مؤكد،ـ حتى الآن ـ وفق استطلاعات الرأى والتحليلات التى توضح أنه لا مفر من فوز ترامب فى انتخابات ضبابية حتى ولو كانت أسباب نجاحه هى نفس أسباب خسارته كرسى المكتب البيضاوى، لكن مع مواجهته بايدن فى ظل ظروفه الصحية يبقى ترامب هو الخيار الوحيد ولو لم يكن الأمثل للناخب الأمريكى.

 ضربة ثالثة

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، كان السباق متقاربًا، بين ترامب وبايدن فى استطلاعات الرأى، وإن تقدم ترامب بنقطة إلى 3 على المستوى الوطنى. ويبدو أن نتائج الاستطلاعات الآن تؤكد أسوأ مخاوف الديمقراطيين، وهو تراجع ثقة الناخبين فى الرئيس بايدن. وفق آخر استطلاع لشبكة CNN أوضح أن 75% من الناخبين الديمقراطيين سيحصلون على فرصة أفضل إذا كان شخص آخر غير بايدن هو المرشح، وهو رقم شديد الإزعاج لحملة الرئيس الأمريكى. ووصلت نسبة الرضا عن أدائه إلى أدنى مستوياتها؛ حيث بلغت 36% بسبب التأثير السلبى للمناظرة.

وفى حديث صحفى لمديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية بجامعة ولاية ميريلاند كانديس توريتو، عن رؤيتها لتأثير المناظرة الرئاسية وقرار المحكمة العليا على سباق الانتخابات، وأكدت أن ترامب «يمر بأسبوع أكثر من ممتاز».

 4 أشهر حاسمة

وطبقًا لرؤية الكاتب والمحلل السياسى والعضو بالحزب الجمهورى بيتر روف؛ فإنه رغم أن الانتخابات الأمريكية على بُعد 4 أشهر، وهى فترة طويلة جدًا بالمعايير الانتخابية؛ فإنه من المؤكد أن فرص ترامب تحسنت بشدة منذ المناظرة، لكن هذا لا يعنى أن النتيجة مؤكدة.

فى حين اعتبر المدير السابق للحزب الجمهورى بولاية ميشيجان ساوول أزنوزيس أنه مع تحول كل نتائج استطلاعات الرأى بالولايات الرئيسية لصالح ترامب، وإذا استمر ذلك، يجب على الجمهوريين الظفر كذلك بمجلس الشيوخ والاحتفاظ بأغلبية مجلس النواب.

وفى هذه الحالة، يضيف أزنوزيس فى تصريحات صحفية، أننا «سنشهد فترة شهر عسل سياسى؛ حيث سيتمكن ترامب من تنفيذ العديد من سياساته ووعوده».

وتتحمس حملة ترامب حاليًا لتوسع نطاق تركيزها على ولايات كان مضمونًا فوز الديمقراطيين بها قبل أسابيع قليلة.

وفى هذا السياق؛ قال بيتر روف، إنه يجب أن تكون حملة بايدن أكثر قوة ونشاطًا وتكلفة مما كان مخططًا له لأن استراتيجيتها -المتمثلة بالفوز عبر حرمان ترامب من ذلك فى الولايات المتأرجحة الرئيسية- قد انقلبت توقعاتها رأسًا على عقب.

وباعتقاده؛ فإنه ووفقًا لأحدث استطلاعات الرأى، أصبح السباق الآن تنافسيًا بالولايات التى كان من المتوقع أن يفوز بها بايدن بسهولة بما فى ذلك نيوهامبشير ونيومكسيكو وفرجينيا ومينيسوتا. وهذا يعنى- برأيه- أن ترامب لديه المزيد من المسارات المفتوحة للفوز أكثر مما كان عليه بداية يوليو الجارى، بينما ضاقت المسارات أمام بايدن.

فى الوقت ذاته؛ قد تسمح فترة 4 أشهر المتبقية بمساحة كبيرة لوقوع أى مفاجأة أو أحداث مهمة من شأنها التأثير بالانتخابات المقبلة. ورغم تراجع بايدن، يبقى القول إن ترامب - بما يمثله- يمكنه تحفيز الديمقراطيين واستفزازهم بما يدفعهم إلى الخروج والتصويت ضده غير مكترثين بحالة الرئيس.

 تذبذب تقليدى

ورغم أن أغلب التقديرات تشير حاليًا إلى أن خسارة بايدن شبه مؤكدة؛ فإنه وبالنظر إلى مدى استقطاب السياسة الأمريكية؛ فإن ما قد يحصل عليه أى مرشح ديمقراطى بالسباق الانتخابى الرئاسى قد يصل إلى 45%، والشىء نفسه ينطبق على الجمهوريين.

واعتبرت مديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية بجامعة ولاية ميريلاند كانديس توريتو أن التذبذب صعودًا وهبوطًا فى مراحل الحملة الانتخابية شىء تقليدى، وقالت إنه وعلى بُعد 4 أشهر من موعد التصويت، من المؤكد أن ترامب سيواجه بعض الأيام أو الأسابيع السيئة الفترات القادمة، والمهم هو توقيت الأسابيع الجيدة مقابل السيئة.

وبرأيها؛ فإن أسبوعًا مثل ما يمر به بايدن حاليًا سيكون أسوأ بكثير بالنسبة له إذا حدث فى أكتوبر القادم، لكن إذا استمر ترامب فى تحقيق انتصارات متتالية، فسوف تتراكم وتمنحه ميزة أكبر عند عدد متزايد من الناخبين.

وأكدت توريتو أنه- وبلا شك- كان أداء بايدن فى المناظرة «كارثيًا». وأضافت «ومع ذلك، لنتذكر أن المناظرة الأولى للرئيس السابق باراك أوباما ضد منافسه الجمهورى مت رومنى عام 2012 أظهرته ضعيفًا للغاية على نحو مماثل لبايدن. وعاد أوباما ليحقق النصر بانتخابات نوفمبر».

باختصار- تقول توريتو- لا يزال كل شىء ممكنًا حتى الآن، ولكن لا شك أن حملة بايدن يسيطر عليها الكثير من القلق والتوتر مقارنة بحملة ترامب.

من جهته أشار المدير السابق للحزب الجمهورى بولاية ميشيجان إلى أن مشاكل بايدن المعرفية والذهنية تزداد سوءًا، ورأى أن استمرار ترشحه سيمكّن ترامب والجمهوريين من تسليط الضوء على هذه القضية بشكل أكبر خلال الأشهر القادمة.

 الاستعداد لما هو قادم

ووسط السجال الدائر داخل الحزب الديمقراطى حول ما إذا كان على جو بايدن أن يتنحى قبل الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر، امتنع منافسه دونالد ترامب عن الانضمام إلى هذا الهجوم.

فمن شأن تخلى الديمقراطيين عن مرشحهم أن يثير بينهم حالة من الإرباك قبل أشهر قليلة من الانتخابات، لكنه يحمل مخاطر أيضًا بالنسبة لترامب، حسبما قال خبراء لوكالة فرانس برس.

وحذرت المرشحة الجمهورية السابقة نيكى هايلى من أن اختيار بديل لبايدن سيقوى الحملة الديمقراطية، ودعت الجمهوريين إلى «الاستعداد لما هو آتٍ».

وشددت حملة ترامب، على غرار كبار المسئولين الديمقراطيين، على أن بايدن باقٍ فى السباق.

وقال مستشار حملة ترامب كريس لاسيفيتا لشبكة إن بى سى إن «الطريقة الوحيدة لإبعاد جو بايدن عن الترشح هى إذا قرر طوعًا عدم الترشح، ولن يتخذ هذا القرار».

ورأى مستشار حملة الجمهوريين بريان هيوز أن التخلى عن بايدن لن يكون «نزيهًا» من جانب الديمقراطيين. بينما قال السيناتور جيه دى فانس، المرشح المحتمل لمنصب نائب الرئيس على بطاقة ترامب، إن تلك الخطوة ستكون «إهانة لا تصدق» للناخبين الديمقراطيين.

وقالت أستاذة العلوم السياسية فى جامعة براون ويندى شيلر لوكالة فرانس برس إن «ترامب يريد حتمًا أن يكون جو بايدن خصمه، مثلما أرادت حملة بايدن أن يكون ترامب هو الخصم… إنهم يرون مزايا حقيقية فى ضعف الآخر».

أضافت شيلر إن بعض الأسماء التى تُطرح كبدائل لبايدن هى أصغر سنًا وتتمتع بالنشاط وتحظى بشعبية فى ولايات متأرجحة فى الغرب الأوسط، ولا تستطيع حملة ترامب تحميلها مسئولية «التضخم والحدود» وبنأيه عن الدعوات المطالبة بتنحى بايدن يجعل ترامب، الذى يواجه سلسلة من المتاعب القانونية، اهتمام وسائل الإعلام يتركز على الانقسامات بين الديمقراطيين.

وقال رون بونجين، الاستراتيجى الجمهورى، لوكالة فرانس برس: «لماذا تريد حملة ترامب منع الديمقراطيين من حفر قبورهم بأنفسهم الآن؟»، وأضاف: «كل يوم يسلط فيه الضوء على حالة بايدن الذهنية هو يوم آخر تفوز فيه حملة ترامب».

بل إن ترامب نفسه بدا وكأنه يحاول السيطرة على الأضرار التى لحقت بمنافسه الديمقراطى، وقال فى تجمع حاشد غداة مناظرتهما الخميس: «يقول كثيرون إنه بعد أداء الليلة الماضية سينسحب جو بايدن من السباق»، وأضاف: «الحقيقة أننى لا أصدق ذلك حقًا. إنه فى استطلاعات الرأى أفضل من أى من الديمقراطيين الذين يتحدثون عنهم».

واعتُبرت تلك التصريحات تحولاً ملحوظًا عن الأسابيع القليلة الماضية عندما قال ترامب فى حديث إذاعى: «إذا نظرت إلى (بايدن) فهو لا يعرف أين هو.. أشك فى أنه سيترشح بصراحة، لا يمكننى حتى تخيل ذلك».

وبشأن الرغبة فى بقاء بايدن على رأس قائمة الديمقراطيين يبدو الرئيس ومنافسه متفقين.