بمناسبة مرور 8 سنوات على تأسيسها: رئيس ماسبيرو زمان: فريق القناة جنود إنقاذ لتراث التليفزيون المصرى
هبة محمد على
كتيبة قوامها 26 فردا هم أسرة قناة «ماسبيرو زمان» التى تتم هذا الشهر عامها الثامن محققة نجاحات كبيرة منذ انطلاقها، حيث يعتبرها قطاع كبير من الجمهور ملاذا آمنا يتيح لهم مشاهدة تراث عامر من البرامج واللقاءات والسهرات والمسلسلات التى شكلت وجدانهم على مدار أكثر من 60 عاما.
إذا كانت ردود الفعل الإيجابية على محتوى القناة دليلاً دامغًا على نجاحها فإن حصول القناة مؤخرا على الدرع الذهبى من موقع «يوتيوب» يعنى أن القناة استطاعت أن تصل بهذا المحتوى إلى شرائح وفئات عمرية مختلفة ومتباينة، وفى حوارنا مع قائد هذه الكتيبة المخرج «محمد فردون» رئيس قناة «ماسبيرو زمان» سألناه عن النجاحات التى حققها، والمعوقات التى واجهته، وعن خطته للقناة فى عامها التاسع وإلى نص الحوار..
> متى التحقت بقناة «ماسبيرو زمان»؟ وكيف تدرجت فى منصبك حتى أصبحت رئيسا لها؟
- بدأ بث قناة «ماسبيرو زمان» فى عام 2016، ولم أكن ضمن فريق عمل القناة عندما أنشئت، لكن عندما أسندت مهمة إدارة القناة إلى الإعلامية «منى الهانسى» تم ترشيحى لتولى مهمة الإعداد والتنفيذ، لأصبح مسئولا عن وضع الخريطة البرامجية للقناة، حيث تم انتدابى من إدارة أخرى لتولى هذه المهمة، وعندما عرضت خطتى على السيدة «منى» قالت لى نصا (ده شغل قطاع خاص مش حكومة ومحتاج إمكانيات مالية كبيرة) لكنى وعدتها بأن أعمل بأقل الإمكانيات، وطالبتها بمنحى فرصة لمدة شهر واحد، وإذا لم أحقق النجاح خلال هذا الشهر سأنسحب وأطالب بإنهاء فترة انتدابى فى القناة، وبالصدفة تزامن ذلك مع قدوم شهر رمضان الذى أعددت له خريطة برامجية لفتت الأنظار إلى القناة وحققت نجاحا كبيرا، فاكتسبت ثقتها، فعهدت إلى مسئولية تكوين فريق عمل للقناة، وقد كانت شروطى فى اختيار هذا الفريق أن يكون خاليا من أى واسطة أو محسوبية، وأن يكون أفراده خريجى كليات الإعلام أو أكاديمية الفنون، وأن يتمتعوا بدرجة عالية من الكفاءة، وكونت 26 فردا هم أسرة «ماسبيرو زمان» والجنود المجهولة بها، وعندما بلغت رئيسة القناة سن المعاش فى عام 2020، توليت المسئولية.
> منذ توليك رئاسة القناة 2020 حققت إنجازا كبيرا على مستوى الانتشار والمشاهدات حتى حصلت القناة مؤخرا على الدرع الذهبى من موقع «يوتيوب» ما هى الخطة التى اتبعتها على مدار السنوات الأربعة للوصول إلى هذا الإنجاز؟
- أول ما قمت به فى القناة بعد أن توليت رئاستها هو أننى أنشأت إدارات داخلية تخصصية (المتابعة، المشاهدة، الإخراج، الرقابة) وكل إدارة لها مهام محددة وكل مدير لهذه الإدارات مسئول أمامى أن تتم المهمة الموكلة إلى الإدارة على أكمل وجه، حتى نصل فى النهاية إلى عرض المادة التراثية على الشاشة بنسبة خطأ 0 % وهى مهمة شاقة جدا، لذلك دائما ما أصف فريق عمل قناة «ماسبيرو زمان» بأنهم ليسوا موظفين، بل جنود مكلفين بإنقاذ تراث التليفزيون المصرى من براثن الضياع.
> صف لنا تلك المهمة الشاقة؟ ما هى الرحلة التى تخوضها المادة التراثية الموجودة فى أرشيف التليفزيون حتى تصل إلى العرض على الشاشة؟
- كان العاملون فى التليفزيون قديما لا يتخيلون أن ما يقومون بإنتاجه من مواد سيعاد بثه من جديد بعد سنوات طويلة، ورغم وجود عمليات إدخال وأرشفة، إلا أن تراكم الدفاتر، مع غزارة الإنتاج كانت تتسبب فى نقلها إلى أماكن أخرى تابعة للهيئة ولذلك يبحث فريق العمل فى المجهول، وعلى سبيل المثال، عندما نرغب فى الوصول إلى عدد حلقات معين من برنامج ما حتى ندرجه على الخريطة البرامجية لقناتنا، نبدأ مثلا بالبحث فى أرشيف مخرج البرنامج، لأن البيانات لا تكون واضحة على الشرائط المسجل عليها تلك المواد، وأحيانا فى رحلة البحث داخل مكتبة الشرائط نجد كنوز أخرى تتعلق بنفس المخرج أو مخرج آخر، أو أفلام تسجيلية، وهكذا، ثم تنقل هذه الشرائط إلى إدارة المشاهدة التى تضم المعدين المكلفين بمشاهدة تلك المواد، والإبلاغ عن أى عيوب هندسية موجودة بها، ثم يتم إبلاغ إدارة المخرجين بالعيوب الموجودة فى الشرائط، تمهيدا لإصلاحها وتحويلها إلى نسخة ديجيتال، وهناك بعض الشرائط التى تكون بها قطع أو تلف نعمل على ترميمها، وبعض الشرائط الأخرى لا تعمل بمجرد إدخالها فى ماكينة التشغيل، وتعتبر عملية تشغليها أشبه بعملية جراحية، ليس فقط لعدم فقد ما تحتويه من مواد، ولكن لأن الشريط التالف قد يتسبب فى ضرر للماكينة التى لا يقل ثمنها عن 2 مليون جنيه فضلا عن ندرة وجودها، بعد ذلك يبدأ المخرجين فى معالجة الصورة والصوت بإمكانيات بسيطة، وببرامج مونتاج فى أحيان كثيرة نقوم بشرائها من حسابنا الخاص، حتى يظهر المنتج النهائى على الشاشة بجودة عالية، وبعدها ينتقل الشريط إلى إدارة الرقابة لمشاهدته فى مرحلته النهائية، ثم يتم العرض على الشاشة.
> ونحن على مشارف السنة التاسعة من عمر القناة، ما الذى ينتظر جمهور قناة «ماسبيرو زمان» فى الفترة المقبلة؟
- هناك مفاجآت عديدة فى انتظار جمهور القناة، سواء على مستوى المسلسلات أو السهرات الدرامية، أو البرامج، وقد عاهدت نفسى منذ أن توليت مسئولية القناة أن تحتوى كل خطة برامجية على مسلسلات نادرة العرض، وحاليا تعرض القناة مسلسل (الأفعى) لـ«مديحة كامل» ومسلسل (الناس الطيبين) لـ«أحمد بدير» وكلاهما نادران، وقد حظى المسلسلان باستقبال جيد جدا من الجمهور، حيث أتابع آراء جمهور القناة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى ونقاشاتهم المستمرة حول المحتوى الذى تقدمه القناة، وأسعد كثيرا بما يرددونه من آراء تعكس وعيهم بالمجهود الذى نبذله من أجل إسعادهم، ومحبتهم لكل شيء أصيل.