بالتفاصيل.. دعم عسكرى مفتوح من المملكة المتحدة للصهاينة: جرائم إسرائيل فى حماية «بريطانيا»!

مرڤت الحطيم
تخبرنا وقائع التاريخ وطبائع الجغرافيا أنه إذا حدثت أى كارثة فى العالم «ابحث عن بريطانيا».. إذ تمثل المملكة المتحدة دور «بلطجى العالم العجوز»، لا ينفذ الجرائم بنفسه لكن دائمًا ما تكشف البصمات أثره وتأثيره، مخططًا أو داعمًا أو ممولاً.. أيًا كانت الطريقة تظل أى كارثة فى العالم وفى منطقتنا بالتحديد تحت رعاية وحماية بريطانيا.
وفى التقرير التالى نكشف وقائع وتفاصيل اتفاق أراد أصحابه أن يكون سريًا.. وحاولوا التعتيم عليه إعلاميًا.. حتى لا تظهر آثار دماء أبناء غزة على يد السياسة البريطانية؛ اتفاق تؤكد بنوده أن جرائم الإبادة الإسرائيلية تمت وتتم برعاية وحماية ودعم المملكة المتحدة وفق رؤية مشتركة ضمن خارطة الطريق الموقعة بين الجانبين فى مارس 2023!
كشف موقع «ديكلاسيفايد يو كيه» عن تفاصيل الدعم البريطانى للاحتلال الإسرائيلى فى حرب الإبادة الجماعية التى يشنها على قطاع غزة موضحًا أن لندن تنفذ بذلك ما تنص عليه خريطة الطريق الموقعة مع إسرائيل منذ مارس 2023 وهو اتفاق تجاهله الإعلام البريطانى بصورة كاملة تقريبا.
وقد وثق «ديكلاسيفايد يو كيه» خفايا الدعم العسكرى البريطانى لإسرائيل، فى أثناء حربها على غزة، فمنذ بدء الهجوم، قام سلاح الجو الملكى بعشرات مهمات التجسس فوق غزة، وتلقى 6 عسكريين إسرائيليين على الأقل تدريبا فى المملكة المتحدة. وتوجهت 9 طائرات عسكرية إلى إسرائيل، ورفضت الحكومة البريطانية الإفصاح عما كان على متنها. ووجد «ديكلاسيفايد يو كيه» أيضا أن الجيش الأمريكى كان يزود إسرائيل بالأسلحة من خلال إستخدام قاعدة المملكة المتحدة فى قبرص. لم يزعج أى من هذا وسائل الإعلام الوطنية فى المملكة المتحدة. وكل هذا يتفق مع التعهدات الواردة فى خريطة الطريق. وخلال شهر أبريل 2024، طار سلاح الجو الملكى البريطانى من أجل الدفاع عن إسرائيل فى وجه الرد الإيرانى على الهجوم الإسرائيلى غير القانونى على القنصلية الإيرانية فى العاصمة السورية دمشق. وفى قسم منفصل عن إيران، تنص خريطة الطريق على «أننا نعمل بشكل وثيق من أجل مواجهة التهديد الحالى الذى تمثله إيران، سنسعى لمواجهة نشاط طهران الإقليمى المزعزع للاستقرار». ويضيف الاتفاق المبرم بين القوتين النوويتين: سنعمل على ضمان عدم إمتلاك إيران قدرات أسلحة نووية أبدا.
وتعود خريطة الطريق لعام 2023، إلى ما هو أبعد من مذكرة التفاهم السابقة بين المملكة المتحدة وإسرائيل، الموقعة فى عام 2021. وهى تنص صراحة على أن الجانبين حليفان طبيعيان، متجاهلة وضع إسرائيل المنبوذ بين معظم دول العالم، بسبب إحتلالها غير القانونى للأراضى الفلسطينية، ونظامها القائم على الفصل العنصرى، والذى يمارس التمييز ضد الفلسطينيين. ومن الجدير بالذكر أن خريطة الطريق تحتوى قسما بعنوان معاداة السامية، ونزع الشرعية، والتحيز ضد إسرائيل، والذى تتنبّأ صياغته بشكل مباشر بالإعتذارات البريطانية غير العادية عن الفظائع التى إرتكبتها إسرائيل فى غزة، فى المحافل الدولية.
وتدعو الخريطة إلى معالجة التركيز على إسرائيل فى الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى، بما فى ذلك محاولات نزع الشرعية عنها أو حرمانها من حقها فى الدفاع عن النفس. ومنذ الهجمات الإسرائيلية، قام الوزراء البريطانيون بوضع هذا الأمر موضع التنفيذ بدقة. لقد اعتذروا باستمرار عن الفظائع التى ترتكبها إسرائيل باسم الدفاع عن النفس، ورفضوا مرارا وتكرارا إدانة انتهاكات إسرائيل للقانون الدولى. ودعت خريطة الطريق أيضا إلى تعزيز التعاون والتنسيق فى الأمم المتحدة والمنتديات المتعددة الأطراف، بما يتماشى مع المصالح والأولويات الوطنية، وتعزيز التوافق بين إسرائيل والمملكة المتحدة حول التحديات العالمية الرئيسية. وتماشيا مع هذا الالتزام، دافعت المملكة المتحدة مرارا وتكرارا عن إسرائيل ضد الانتقادات الدولية حول غزة فى الأمم المتحدة، وصوتت مرارا وتكرارا أيضا ضد قرارات مجلس الأمن الدولى التى تطالب بوقف إطلاق النار أو أمتنعت عن التصويت عليها.
أما الجزء الثانى من خريطة الطريق فيعد بالحماية البريطانية لإسرائيل فى الهيئات القانونية الدولية مثل محكمة العدل الدولية. وفى إشارة إلى قضية سابقة تتعلق بالضفة الغربية، ذكرت الوثيقة التالى: تعتقد المملكة المتحدة وإسرائيل أن الإحالة الأخيرة لمحكمة العدل الدولية حول الصراع الإسرائيلى الفلسطينى تمثل لجوءا غير مناسب إلى آلية الرأى الاستشارى، لأن هذا يقوض الجهود المبذولة لتحقيق تسوية من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين. ومن المقرر أن يستخدم الوزراء البريطانيون صيغة مماثلة من أجل تقويض قضية الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل فى محكمة العدل الدولية، والتى بدأت فى يناير الماضى. وقال أندرو ميتشل، وهو نائب وزير الخارجية وكبير المدافعين البريطانيين عن الجرائم الإسرائيلية، إن قرار جنوب إفريقيا برفع القضية كان خاطئا وإستفزازيا، ورفض تهمة الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، واصفا إياها بالشنيعة.
أما فيما يخص الاتفاقات السرية؛ فإن هناك الاتفاقية العسكرية السرية الموقعة بين المملكة المتحدة وإسرائيل فى ديسمبر 2020. اكتشف موقع ديكلاسيفايد يو كيه وجود هذا الاتفاق من خلال تغريدة للجيش الإسرائيلى. ولم تعلن حكومة المملكة المتحدة عن ذلك مطلقا. ورفض الوزراء بعد ذلك إعلان الاتفاق لأسباب تتعلق بالأمن القومى. وقال وزير الدفاع، جيمس هيبى، للبرلمان إن الاتفاق جزء مهم من الدبلوماسية الدفاعية التى تضفى طابعا رسميا على التعاون وتعمقه، لكنه لم يقدم سوى ملخص سريع لمحتوياته فى رده على سؤال برلمانى.
ولكن ما الذى تلزمه الاتفاقية المملكة المتحدة عسكريا؟ فهل تنفذ المملكة المتحدة هذه الإلتزامات الآن فيما يتعلق بغزة؟ إذا كان الأمر غير ضار إلى هذا الحد، فلماذا تبقيه الحكومة سرا؟ وعلى حد علم ديكلاسيفايد يو كيه، لم يتم ذكر هذا الاتفاق إلا مرة واحدة فى جميع وسائل الإعلام البريطانية الرئيسية.
وأتهم بن والاس، وزير الدفاع، الذى وقع الاتفاق السرى مع إسرائيل فى عام 2020، حليفته فى ديسمبر الماضى بالشروع فى الغضب القاتل فى غزة، مضيفا أن هجماتها على حماس كانت فظة وعشوائية.
وعندما سأله كبير المراسلين على إكس عما إذا كانت صفقته السرية تجعل بريطانيا متواطئة فى المذبحة، أجاب: من الواضح أن الأمر ليس كذلك؛ فى الواقع، قدمت بريطانيا لإسرائيل منذ فترة طويلة الدعم للعمليات القتالية ضد الفلسطينيين، لكن هذا لم يتم ملاحظته مرة أخرى من خلال الصحافة الوطنية البريطانية بأكملها.