السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نتنياهو وعائلته.. 25 سنة من الفساد.. الصندوق الأسود لعائلة نتنياهو

إنها حقا عائلة «قذرة» قضايــا الفســاد تلاحــق نتنياهـــو وزوجته.. وابنه هارب من التجنيد



 

قضايا فساد متعددة تلاحق أسرة «نتنياهو» وهو على رأسها حيث تتضمن لائحة الاتهام تهما تتعلق بتلقى رشاوى والاحتيال وخيانة الأمانة.

وكانت الشرطة  قد قالت فى عام 2018، إنها جمعت أدلة كافية ضد نتنياهو تؤكد تورطه فى «الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة».

من ضمن هذه القضايا قضية «الهدايا»، وتشمله وعائلته بسبب مزاعم حول تلقيهم هدايا ثمينة جداً، من بينها مجوهرات لزوجته، من أثرياء بارزين.

 

ومن بين هؤلاء الأثرياء، منتج هوليوود المعروف عالمياً أرنون ميلشان وكذلك رجل الأعمال الأسترالى جيمس باكر.

وقالت الشرطة فى بيان لها العام الماضى إن نتنياهو استلم من ميلشان هدايا تتجاوز قيمتها 208 آلاف دولار، ومن باكر أكثر من 112 ألف دولار. وفى المقابل، حصل ميلشان من نتنياهو على إعفاءات ضريبية. وتتعلق «القضية 2000»  بمحادثات سرية تسربت إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، جرت بين نتنياهو وأرنون نونى موزيس، صاحب إحدى الصحف الإسرائيلية الرائدة، «يديعوت أحرونوت»، التى تنتقد بشكل دورى نتنياهو.

وتقول الشرطة إن الرجلين بحثا تقييد انتشار صحيفة «هايوم» المنافسة التى يملكها الملياردير اليهودى الأمريكى شيلدون أديلسون من خلال تشريعات وطرق أخرى مقابل تخفيف لهجة« يديعوت أحرونوت» ضد نتنياهو.

وقال كل من نتنياهو وأرنون إن تلك المحادثات لم تكن جادة بل محاولة لكشف النوايا، وأن الاتهامات الموجهة لا أساس لها من الصحة.

ويُتهم نتنياهو فى القضية 4000 بمنح مزايا تنظيمية لشركة بيزك للاتصالات مقابل تغطية إيجابية عنه وعن زوجته سارة على موقع إخبارى يديره الرئيس السابق للشركة.

ويحاكم نتنياهو منذ سنوات فى هذه القضية، نظرًا لاتهامه بتقديم خدمات بطريقة غير مشروعة لشركة «بيزك» للاتصالات مقابل تغطية إيجابية عنه وعن زوجته سارة على موقع «واللا» الإخبارى الواسع الانتشار الذى يديره الرئيس السابق للشركة.

 تسجيل يفضحه

وفى إحدى المرات، تم تسريب تسجيل صوتى يعود إلى ما قبل عامين ونصف العام ، حينما كان يائير يتجول فى تل أبيب، داخل سيارة حكومية مدرعة، برفقة أورى ميمون وصديق ثالث، فضلا عن حارس وسائق تدفع الدولة راتبهما.

وفى التسجيل سُمع الصديقان يتحدثان باللغة العبرية، عن فتيات تعر وعن كمية الأموال التى أنفقاها. ويشكو يائير نتنياهو من أن أورى ميمون رفض أن يقرضه مالا، كى يدفعه إلى فتاة تعر، على الرغم من أن والده كوبى ميمون، وهو شريك فى ملكية شركة «إسرامكو النقب 2» للغاز، استفاد من صفقة لاستغلال حقل غاز تمار البحرى الإسرائيلي.

ويقول يائير: «صديقى عليك أن تقرضني. لقد رتب والدى صفقة رائعة لوالدك. لقد حارب وحارب داخل الكنيست من أجل هذا».

وبعد إذاعة التسجيل، أصدر يائير نتنياهو بيانا، يشكو فيه من أن هذا التسجيل جرى الحصول عليه بشكل غير قانونى، لكنه اعتذر عن تصريحاته.

وقال يائير: «الأشياء التى قلتها عن أورى ميمون لم تكن شيئا سوى مزحة سخيفة، هدفها السخرية منه، وأى إنسان عاقل يفهم هذا».

وأضاف: «لم أهتم أبدا بصفقة الغاز، وليست لدى أى معرفة بتفاصيلها».

وأكد يائير إن الأمر كان عبارة عن «محادثة فى وقت متأخر من الليل، تحت تأثير الكحول»، وأن الكلمات الواردة «لا تمثلنى ولا تمثل القيم التى تربيت عليها».

وأكد مكتب نتنياهو أن الأخير «ليست لديه أية علاقة» مع كوبى ميمون، ولا يعلم شيئا عن العلاقة بين ولديهما.

وأضاف: «يائير ليس له أى دخل بترتيب صفقة الغاز، وإذا كان قد علق على الأمر، فإنه يكون قد فعل ذلك مازحا».

 سيجار وخمور

وقد نشرت صحيفة الجارديان تحقيقا لبيتر بومونت مراسلها فى القدس بخصوص ملف الاتهامات بالفساد الموجهة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

ويقول بومونت إن مساعدا لبعض مديرى الشركات الكبرى أكد للشرطة الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو وزوجته اعتادا الاتصال لطلب بعض الخدمات.

وأوضح المساعد، الذى عمل مع كل من مالك الكازينو الأسترالى جيمس بيكر والمنتج الهوليودى أرنون ميلشان، أنه لم يكن يتوقع أبدا أن يطلب نتنياهو وأسرته مشروبات مجانية فى مكتبه أو منزله.

وحسب هذه الشهادة التى أدلى بها المساعد للشرطة فإن بيكر وميلشان كانا يتلقيان مكالمات من سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء بين الحين والآخر تخبرهما خلالها أن «المشروبات قد انتهت»، وكان الرجلان يرسلان فوريا مزيدا من الخمور باهظة الثمن مجانا.

ويشير بومونت إلى أن وسائل الإعلام فى إسرائيل تتناول تسريبات متسلسلة من التحقيقات التى أجرتها الشرطة بهذا الصدد ضمنها شهادات بعض الشخصيات التى إن صحت توضح «مدى وقاحة» نتنياهو وزوجته فى طلب هذه الخدمات كما يقول بومونت.

وأشار المساعد إلى أن رجلا الأعمال بيكر وميلشان كانا يتلقيان الاتصالات من رئيس الوزراء وزوجته بشكل اعتيادى لطلب الخمور والسيجار الفاخر فى بعض الحالات، وقد قال نتنياهو للشرطة إنه لم يرتكب أى خطأ ولا تتعدى هذه الأمور «مجاملات من بعض الأصدقاء المقربين».

 هارب من التجنيد

ولم يلبَّ ابن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو  نداء شعبه للتجنيد الاحتياطى فى حالة الطوارئ التى أعلنتها إسرائيل، كما تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعى صورة يائير نتنياهو البالغ من العمر 32 سنة يقيم فى فلوريدا.

ويتابع يائير نتنياهو على منصة تليغرام أكثر من 13500 متابع وينظر إليه فى إسرائيل على أنه شخصية جدلية.ومع عودة عشرات آلاف الإسرائيليين منذ بداية الحرب للالتحاق بجيش الاحتياط الإسرائيلى فإن تساؤلات برزت فى إسرائيل عن أسباب عدم عودة يائير.

وتحت عنوان «أين ابن بيبى (نتنياهو)؟» كتبت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «العالم أبدى اهتماما كبيرا بغياب يائير نتنياهو الذى يقيم فى فلوريدا منذ أبريل الماضى، فى ظل الحرب فى إسرائيل واستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط لمغادرة كل شيء والعودة إلى الوطن للمشاركة فى القتال».

وأضافت: «يائير، الذى درس المسرح فى المدرسة الثانوية، قبل الخدمة الإلزامية وعمل فى وحدة الناطق الإعلامى التابعة للجيش الإسرائيلى، وليس كمقاتل، ويتم استخدام جنود الاحتياط أيضًا فى مواقع غير قتالية، مما يعنى أن افتقار يائير للخبرة فى الجبهة لن يعفيه تلقائيًا».

وكان يائير كتب على حسابه فى تليغرام: «التحريض والكراهية والانقسام، أن قنوات التسميم والشر، خلال واحدة من أسوأ الحروب التى عرفتها دولة إسرائيل، هى ببساطة فوضى وتعرض الدولة للخطر». وأضاف «لا تجلبوا السم والانقسام والكراهية والشر إلى قلبكم وبيتكم فى مثل هذه الأوقات الصعبة». ولفتت المواقع الإخبارية الإسرائيلية إلى أن عدداً من الصحف البريطانية تناولت بشكل ملحوظ مسألة غياب نتنياهو الابن عن الحرب.

وأشارت إلى أن صحيفة «تايمز» البريطانية نقلت عن جندى احتياط إسرائيلى قوله: «يستمتع يائير بحياته فى شاطئ ميامى بينما أنا على الخطوط الأمامية، نحن الذين نترك عملنا وعائلاتنا وأطفالنا لحماية عائلاتنا فى الوطن والبلد، وليس الأشخاص المسئولون عن هذا الوضع».

وأضاف: «إخوتنا وآباؤنا وأبناؤنا سيذهبون جميعا إلى الخطوط الأمامية، لكن يائير ليس موجودا بعد. إنه لا يساعد فى بناء الثقة فى قيادة البلاد».

وقال جندى احتياطى آخر للصحيفة: «لقد عدت جواً من الولايات المتحدة حيث لدى عمل وحياة وعائلتى، لا توجد طريقة يمكننى من خلالها البقاء هناك والتخلى عن بلدى وشعبى فى هذا الوقت الحرج».

وتساءل: «أين نجل رئيس الوزراء؟ ولماذا ليس فى إسرائيل؟ إنها اللحظة الأكثر وحدة بالنسبة لنا كإسرائيليين فى تاريخنا الحديث ويجب أن يكون كل واحد منا هنا الآن، بما فى ذلك نجل رئيس الوزراء».

وأعادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية نشر هذه التصريحات كما فعلت وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ولم يعلق نتنياهو الابن على هذه التقارير واكتفى بمواصلة مهاجمة وسائل الإعلام المعارضة لوالده.