السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هيجيلى موجوع.. الأنجح منذ بداية 2024 بعبقرية فهم الحالة النفسية للمستمعين!

بعد مرور ما يقرب من 5 أشهر على صدورها، نستطيع بكل أريحية أن نؤكد على أن (هيجيلى موجوع) هى أغنية النصف الأول من عام 2024، وذلك لعدة أسباب..السبب الأول هو الانتشار الجماهيرى الكبير، حيث حققت هذه الأغنية ما يقرب من 80 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، كما أنها على موقع أنغامى حققت ما يقرب من 14 مليون استماع، وهو رقم كبير بالنظر إلى أن الأغنية لم تصدر «حصريًا» على هذا التطبيق الإلكترونى المتخصص فى عرض الإصدارات الصوتية.



وإذا قمنا بتحليل تفاصيل هذا العمل، سنجد أن موضوع الأغنية وكلماتها هى العنصر الأبرز، وهذا لا يعيب باقى العناصر من ألحان وتوزيع وغناء، ولكن فى بعض الأحيان يكون هناك أدوار بطولة، وأدوار مساعدة فى نفس الأغنية، وفى هذا العمل كانت الكلمات هى البطل والألحان والتوزيع والغناء هي الأدوار المساعدة.

بشكل أو بآخر سنجد أن أغلب أغانينا الدرامية أصبحت تتحدث عن ندم الشريك بعد الانفصال، ربما أصبحت مشاعرنا خشنة بفضل تصارعنا مع الحياة وتسابقنا مع الوقت لتحقيق الإنجازات وتعاملنا مع كل الأشياء بغرائز الانتصار والمكسب وكأننا فى حرب الخسارة فيها تكلفنا حياتنا وكل ما نملك، ولذلك ربما أصبحنا لا نتقبل فكرة أننا قد نفشل فى الاختيارات العاطفية، فنلجأ إلى أسلوب دفاعى بالحديث عن ندم الشريك فى البعد عنا، حتى وإن لم يكن كل هذا حقيقيًا من الأساس!

تقول الكثير من الدراسات فى علم النفس إنه أحيانًا يعانى الإنسان من نوبات الاكتئاب الشديدة بعد الانفصال، لدرجة تجعله يفقد اتصاله بالواقع، وتظهر عليه بعض الأعراض الذهانية، التى تجعله يدخل فى نوبة هوس، وتتميز تلك الأعراض بمعتقدات «العظمة»، وهذا ما عبرت عنه كلمات الأغنية عن تخيل الشريك وضع شريكه بعد الانفصال عنه، وانه أصبح يعانى من الضياع ويشعر بالندم ويريد العودة إليه من جديد.

الأمر المؤكد أن العلاقات العاطفية مثلها مثل الإدمان وهذا ما أكده مقال للكاتبين «جيسى فوكس، وروبرت أس توكوناجا»، وأن اللقاءات والأحاديث المشتركة بين المرتبطين عاطفيًا تسبب حالة من السعادة والفرحة، بل تفرز هرمونات تسبب حالة من البهجة داخل المخ، وبالتالى بعد انتهاء العلاقة تتوقف إفرازات هذه الهرمونات، ومثل الإنسان الذى يعانى من الإدمان، يبدأ البحث عن إدمانه ليستعيد حالة السعادة التى كان يعيشها، كمحاولة منه لتصبير نفسه بأنه سيرى حبيبه وشريكه يعود من جديد، ويبدأ فى متابعة أخباره على أمل اللقاء المنتظر، وهذا أيضًا ما عبرت عنه كلمات الأغنية «‎قالولى بعديك خلاص ضاع، آه يا عينى عشمان، قولوله خلصانة بوداع»، وفى الأرجح يكون هذا الأمر برمته مزيفًا، لأن العلاقة انتهت ولن تعود مرة أخرى، وهذا أيضًا عبر عنه الكاتب «عليم» على لسان بطل الأغنية بأن الشريك سيعود مرة أخرى ولكن هذه المرة أنا الذى سأرفض استكمال هذه العلاقة المنتهية أساسًا منذ فترة!

 من هنا تأتى عبقرية الأغنية فى الشعور التى تسببه لدى المستمعين الذين يمرون بحالات انفصال وتعطيهم إحساسًا «زائفًا» بالتعويض عن خسارتهم للشريك، وأنهم هم الذين قرروا الانفصال، وأنهم الفاعلون وليس المفعول بهم.

ولكن كل هذا الكلام لا يقلل من مجهود «عمرو الخضري»، و«عمرو الشاذلي» فى الألحان والتوزيع، وقطعًا لا يقلل من إبداع «تامر عاشور» فى الأداء الغنائي، ولكن كما قلنا فى البداية، أن بطل هذه الأغنية «من وجهة نظري» هو الموضوع الذى تتحدث عنه.

وفى النهاية لا يزال «تامر عاشور» يبرهن على قدرته فى تحقيق النجاح فى مجالين بالتوازي، فهو نجح كمغنى نجاحًا باهرًا ولا يزال قادرًا على النجاح أيضًا كملحن بارع يستطيع أن يصنع النجاحات لزملائه المغنين!

فله كل التحية والتقدير.