الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الطلاب ينصبون الخيام وسط تضامن من أساتذة الجامعات .. بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غزة.. اعتقالات جماعية فى الجامعات الأمريكية

انتشرت المظاهرات ضد الحرب فى غزة  فى جامعات أمريكية، بينها جامعتا كولومبيا وييل، ويسعى المسئولون إلى وقف هذا الانتشار السريع.



ولجأت جامعات أمريكية إلى اتخاذ إجراءات منها استدعاء الشرطة للسيطرة على الوضع عقب احتجاجات ضد حرب غزة رُفعت فيها شعارات معادية للسامية وتخللتها أحداث عنف. فما طبيعة هذه الاحتجاجات؟ ومن يقف خلفها؟ وما مطالبها؟

 

قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن المظاهرات «المعادية للسامية» تسيطر على الجامعات الأمريكية وتدعو لتدمير دولة إسرائيل ويجب إدانة ذلك، وأشار نتنياهو إلى أن ما يحدث فى المؤسسات الأكاديمية الأمريكية مروع، موضحًا أن رد فعل رؤساء بعض الجامعات على المظاهرات كان معيبًا.

كما شدد على ضرورة إدانة سلوك الطلاب فى الجامعات الأمريكية، مؤكدا أن رد فعل بعض الجامعات كان مخزيا،  زاعما أن: «الهجمات المعادية للسامية فى الجامعات الأمريكية تذكرنا بألمانيا فى الثلاثينيات»، فى إشارة إلى الحركة النازية.

وتحول حرم جامعة كولومبيا فى مانهاتن من مكان يجتمع فيه الطلاب للدراسة أو تناول بعض المشروبات، إلى نقطة تجمع للمتظاهرين الرافضين للحرب فى غزة، مع امتداد تداعيات الحرب بين حماس وإسرائيل من الشرق الأوسط إلى الأوساط الجامعية فى الولايات المتحدة.

واستدعت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق الشرطة لدخول الحرم الجامعى لتفريق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، فيما قامت شرطة مكافحة الشغب باعتقال أكثر من مئة طالب نصبوا خياما فى الحرم الجامعى فى إطار احتجاجهم على العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة.

وفى رسالة عبر البريد إلكترونى، قالت نعمات إنها قررت اتخاذ خطوة استدعاء الشرطة «غير العادية لأن الظروف الراهنة استثنائية»، معبرة عن «أسفها العميق».

وقررت إدارة الجامعة وقف الطلاب الذين جرى اعتقالهم فيما شرع بعض الطلاب فى نصب الخيام فى أماكن أخرى.

تضامن أساتذة الجامعة

وفى محاولة لإظهار تضامنهم مع الطلاب وتنديدا بقرار إدارة الجامعة، نظم المئات من أعضاء هيئة التدريس بجامعة كولومبيا الاثنين إضرابا عن العمل فيما قررت الجامعة استئناف الطلاب للدراسة عن بعد. وتشهد عدد من الجامعات الأمريكية مظاهرات احتجاجا على العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة التى جاءت ردا على هجوم حماس الإرهابى على إسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضى فى بيان، قالت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين فى جامعة كولومبيا «نطالب بسماع أصواتنا الرافضة لأعمال القتل الجماعى للفلسطينيين فى غزة. جامعتنا متواطئة فى هذا العنف وهذا سبب احتجاجنا».

احتجاجات فى جامعات أمريكية أخرى

ولم تتوقف المظاهرات على جامعة كولومبيا، بل امتدت إلى جامعات أخرى أبرزها جامعتا ييل ونيويورك حيث نصب عدد من الطلاب بعض الخيام، لكن إدارة الجامعة طالبت الجميع بالمغادرة وقالت إن الأمر بات غير منظم ما يفرض استدعاء الشرطة التى قامت باعتقال بعض الطلاب.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصا فى جامعة نيويورك فى وقت متأخر من الاثنين، فيما قال مسئولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا وكانوا «يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا».

وفى جامعة هارفارد بمدينة بوسطن، جرى إغلاق ساحتها الرئيسية أمام العامة فيما لم يُسمح بدخول الخيام والطاولات إلا بعد الحصول على إذن مسبق. أما فى جامعة ييل بولاية كونيتيكت، فقد أقدمت الشرطة على اعتقال أكثر من 60 متظاهرا بعد أن منحتهم «عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال»، بحسب الجامعة.

ودعا الطلاب المحتجون فى الجامعات الأمريكية إلى دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار فى غزة وأيضا وقف الاستثمارات مع الشركات التى يُزعم أنها تدعم إسرائيل.

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية فى هومبولت الحضور الشخصى حتى الأربعاء بعد أن تحصن طلاب فى مبنى إدارى فيما قالت جامعة ميشيغان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمى فى احتفالات التخرج فى أوائل مايو، لكنها ستوقف «التعطيل الكبير» للدراسة.

اتهامات بمعاداة السامية

وفى ردها، قالت إدارة جامعة نيويورك إنه خلال المظاهرات «جرى ترديد هتافات مرعبة مع رصد العديد من الحوادث المعادية للسامية».

وقالت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق إن حرم الجامعة شهد حوادث معادية للسامية، مضيفة «تزايدت حدة خلافاتنا خلال الأيام الأخيرة حيث جرى استغلال هذه التوترات وتضخيمها من قبل أفراد لا ينتمون إلى جامعة كولومبيا وجاءوا إلى الحرم الجامعى لتنفيذ أجنداتهم الخاصة».

وجاء قرار مينوش شفيق باستدعاء شرطة نيويورك لإخلاء المخيم بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب حيث قالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرح بها.

وأنكر المنظمون مسئوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بعدم الأمان فى الحرم الجامعى وبالقلق من الهتافات التى يقولون إنها معادية للسامية.

وشددت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين فى الجامعة على أن عددا قليلا من «الأفراد ممن حاولوا استغلال الأمر لتنفيذ اجندتهم، تصرفوا بطريقة غير مقبولة».

وأضافت «نرفض بشدة أى شكل من أشكال الكراهية أو التعصب ونقف فى يقظة ضد الأفراد من غير الطلاب الذين يحاولون تعطيل التضامن الذى يتم تشكيله من قبل عدد من الطلاب الفلسطينيين والمسلمين والعرب واليهود ومن أصول إفريقية وأيضا الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.. هؤلاء يمثلون التنوع الكامل لدعم الفلسطينيين داخل بلدنا».

غضب من سياسة بايدن

ويقول مراقبون إن موجة الاحتجاجات الطلابية تسلط الضوء على أن العديد من الشباب الأمريكى غير راضين عن سياسة الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل. الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة على مر التاريخ تعد الحليف القوى لإسرائيل مع دعمها المستمر للدولة العبرية. 

ومع بدء إسرائيل عملياتها العسكرية فى غزة، أكد بايدن على أن الولايات المتحدة الحليف الأكثر ولاءً لإسرائيل، لكن مع سقوط قتلى كُثر فى صفوف المدنيين بغزة، أعربت شخصيات ليبرالية وشبابية فى الولايات المتحدة عن الغضب إزاء استخدام أموال الضرائب لتمويل إسرائيل. وتحث هذه الشخصيات بايدن على الدعوة لوقف دائم لإطلاق النار فى غزة ووقف جميع المساعدات لإسرائيل.

وفى إشارة إلى احتمال تغير السياسة الأمريكية بشأن غزة، قال بايدن فى بيان مطلع الشهر الجارى إن الدعم المقدم للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة مرهون بخطوات ملموسة تتخذها تل إسرائيل لضمان سلامة موظفى الإغاثة والمدنيين.

ووفقا لـ«أسوشيتد برس»، تختلف المتطلبات من حرم جامعى إلى آخر. فيما بينها التوقف عن التعامل مع الشركات المصنعة للأسلحة العسكرية التى تزود إسرائيل بالأسلحة، والتوقف عن قبول أموال الأبحاث من إسرائيل للمشاريع التى تساعد الجهود العسكرية للبلاد، والتوقف عن استثمار الأوقاف الجامعية مع مديرى الأموال الذين يستفيدون من الشركات أو المقاولين الإسرائيليين، كما يطالبون بشفافية أكبر بشأن الأموال التى يتم تلقيها من إسرائيل وفى الأغراض التى تستخدم فيها.