الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إسرائيل نفذت ضربة ضد إيران.. ولا أضرار كبيرة : تعرُّض قاعدة جوية إيرانية لهجوم فى ضربة انتقامية إسرائيلية محدودة

قللت إيران من أهمية الرد الانتقامى الذى قامت به إسرائيل فجر الجمعة الماضية؛ و في تقرير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل قالت فى إشارة إلى أن كلا الجانبين يسعيان إلى التراجع  عن حافة الحرب فى أعقاب الضغوط الدولية لضبط النفس؛ وبالرغم من ذلك تم سماع دوى إنفجارات بالقرب من مدينة أصفهان الإيرانية فى وقت مبكر من يوم الجمعة الماضية، حيث ذكرت الصحيفة أن إسرائيل شنت ضربة انتقامية متوقعة ردا على الضربة الإيرانية على إسرائيل خلال بداية الأسبوع الماضى فى تحدٍ للضغوط الدولية للتراجع. ولم يصدر تأكيد رسمى من السلطات الإسرائيلية على الغارة.



 

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية فى إيران فقط أنه تم تشغيل الدفاعات الجوية، مقللة من أهمية المزاعم حول هجوم على موقع عسكرى فى المدينة الواقعة على بعد حوالى 315 كيلومترا جنوب طهران. لكن قال مسئولون إسرائيليون وأمريكيون لم تذكر أسماءهم لوسائل إعلام أمريكية إن إسرائيل نفذت غارة. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن ثلاثة مصادر إيرانية أكدت تعرض قاعدة جوية عسكرية فى أصفهان للقصف. ولم يكن حجم الضرر واضحا.

 

الطبيعة المحدودة للضربة على ما يبدو والتى قيل إنها نفذت بطائرات مسيرة بدلا من الصواريخ أو الغارات الجوية، وعدم اعتراف إسرائيل رسميا بالضربة من المرجح أن يمنح النظام فى إيران القدرة على الإنكار الاستراتيحى اللازم للتراجع عن التهديدات بمهاجمة إسرائيل مرة أخرى، مما يشير إلى أن إسرائيل وإيران ربما تسعيان إلى التراجع عن حافة الحرب. وكان الهجوم متوقعا على نطاق واسع بعد أن قدمت إسرائيل مؤشرات على مدار الأسبوع بأنها لن تسمح للهجوم الإيرانى غير المسبوق بالصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة فى وقت مبكر من يوم الأحد بالمرور دون رد، مما أدى إلى مخاوف من تصاعد تبادل الهجمات إلى حرب شاملة. ومع ذلك، كانت هناك أيضا دلائل تشير إلى أن الجيش الإسرائيلى قد خفف من خططه الهجومية استجابة للضغوط الدولية لضبط النفس. وقال التليفزيون الرسمى الإيرانى إنه بعد منتصف الليل بقليل شوهدت ثلاث طائرات مسيرة فى سماء أصفهان. وجرى تفعيل نظام الدفاع الجوى وتدمير هذه المسيرات فى السماء.

 

وقالت القناة فى وقت لاحق إن الوضع فى أصفهان طبيعى ولم تقع أى إنفجارات أرضية. وأوقف المسئولون الإيرانيون فى البداية الرحلات الجوية وأخلوا مجالها الجوى لكنهم رفعوا القيود المفروضة على الرحلات الجوية فى وقت لاحق من صباح الجمعة 19 أبريل. وقال محلل إيرانى للتليفزيون الرسمى إن الطائرات المسيرة الصغيرة التى أسقطتها الدفاعات الجوية فى أصفهان أطلقها متسللون من داخل إيران.و ذكر أحد المصادر للصحيفة بأن الولايات المتحدة لم تشارك فى الهجوم لكن إسرائيل أبلغتها قبل تنفيذه. ووفقا لشبكة سي إن إن ونقلا عن مسئول أمريكى كبير، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة أن الهجوم لم يكن يستهدف المنشآت النووية الإيرانية. ونقلت كل من سى إن إن وفوكس نيوز عن مسئولين وصفوا الهجوم بأنه محدود. وقالت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية إنه لا توجد تعليمات خاصة بالبقاء بالقرب من الملاجئ مما يشير إلى عدم توقع رد إيرانى. وتوجد العديد من المواقع المرتبطة بالبرنامج النووى الإيرانى فى أصفهان، بما فى ذلك موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض فى نطنز، والذى تم استهدافه مرارا بهجمات تخريبية إسرائيلية مشتبه بها؛ كما وصف التليفزيون الحكومى جميع المواقع فى المنطقة بأنها آمنة تماما.

 

وكان الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى قد حذر إسرائيل قبل ضربة الجمعة من أن طهران سترد بقوة على أى هجوم على أراضيها. وأخبرت إيران مجلس الأمن الدولى بأنه يجب إجبار إسرائيل على وقف أى مغامرات عسكرية أخرى ضد مصالحها فى الوقت الذى حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن الشرق الأوسط يمر بأقصى اللحظات خطورة.

 

وتحدثت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن انفجارات متزامنة فى أصفهان بإيران والسويداء بسوريا وبغداد وبابل فى العراق؛ وفى العراق، ذكرت وسائل إعلام سماع تحليق مكثف للطائرات الحربية فى أجواء كل من أربيل والموصل. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن القاعدة العسكرية المستهدفة فى أصفهان انطلقت منها المسيرات التى هاجمت إسرائيل. من جهتها، ذكرت وكالة فارس للأنباء بأن دوى 3 انفجارات سمع قرب قاعدة شيكارى الجوية التابعة للجيش قرب أصفهان. وبدوره، قال المتحدّث باسم وكالة الفضاء الإيرانية حسين داليريان عبر منصة إكس إن مسيرات عديدة أسقِطت بنجاح من جانب الدفاع الجوى للبلاد  ولا توجد تقارير عن هجوم صاروخى حاليا. كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا بعدم وقوع أضرار كبيرة فى إيران، بعد التقارير عن سماع دوى انفجارات قرب مدينة أصفهان فجر الجمعة. وذكرت الوكالة: بعد تفعيل الدفاع الجوى فى بعض مناطق البلاد، تشير التقارير إلى عدم وجود أضرار بالغة أو انفجارات كبيرة ناجمة عن تأثير أى تهديد جوى. وأضافت الوكالة أنه فى محافظة أصفهان بوسط البلاد، حيث سمع دوى الانفجارات، فإن المنشآت المهمة، وخاصة المنشآت النووية، آمنة تماما ولم يتم الإبلاغ عن أى حوادث هناك.

 

ووفقا لوكالة تسنيم، نفت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى تقارير حول أن هذه الهيئة التى يرأسها رئيس الجمهورية الإسلامية إبراهيم رئيسى قد عقدت اجتماعا طارئا الجمعة عقب سماع دوى الانفجارات. 

و على جانب آخر ذكرت قناة تليفزيونية إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرجأ خططا تم إعدادها للرد على الهجوم الإيرانى فى نهاية الأسبوع بعد أن تحدث مع الرئيس الأمريكى بايدن مباشرة بعد الهجوم. ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية «كان« فإن الحكومة كانت صادقت بالفعل على سلسلة من الردود المحتملة بالاعتماد على نطاق الهجوم الإيرانى والتى كان من المقرر أن يتم تنفيذها مباشرة بعد الهجوم الإيرانى فجر الأحد الماضى. ونقلت هيئة البث عن مصدر كبير قوله إن الرد لن يكون بعد الآن كما كان مخططا له، الغلبة للحساسيات الدبلوماسية، مضيفا: سيكون هناك رد ولكن يبدو أنه سيكون مختلفا عما كان مخططا له.

وأشار التقرير إلى أن التصريحات أشارت على الأرجح إلى رد أضعف مما تمت المصادقة عليه.كما نقلت «كان» عن دبلوماسيين غربيين لم تذكر أسماءهم قولهم إن المفهوم هو أن إسرائيل سترد. 

وذكر موقع واينت الإخبارى أن معظم القيادة الإسرائيلية وكبار القادة العسكريين دعموا هجوما على إيران كرد، ولكن البعض عارض الفكرة، وعلى رأسهم زعيم حزب شاس آرييه درعى الذى تحدث علنا يوم الأربعاء الماضى ضد السماح بتصعيد الوضع. وكانت قد أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ بالستى ومسيرة وصاروخ كروز على إسرائيل قائلة إن ذلك جاء ردا على غارة إسرائيلية مزعومة فى الأول من أبريل على موقع فى دمشق تقول إيران إنه مبنى قنصلى، والذي أسفر عن مقتل جنرالين وعدد من الضباط الآخرين فى الحرس الثوري الإيرانى؛ وقد تم إعتراض معظم المقذوفات التى تم إطلاقها على إسرائيل ولم تحدث سوى أضرار طفيفة.