الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دورى النقاد.. دراما رمضان فى ميزان النقد الفنى

ماجدة موريس .. الدراما.. والسوشيال ميديا



وكأن عالم السوشيال ميديا جاء ليسعف الدراما، ويقدم حلولا لأفكار ومشاهد كثيرة فى مسلسلات الموسم الدرامى المعروضة الآن، وليطرح علينا أسئلة عديدة حول علاقة الدراما بالحياة، وهل تغوص فى كل ما يعيشه البشر من أفكار وقيم وتقاليد وعادات، أم تتوقف عند ما يراه المؤلف وحده جديرًا بالطرح والمناقشة؟ 

والأمثلة كثيرة، ففى مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة) تتزاكى فتاة على شقيقتها لأجل أن تحظى بفرصة التفاعل مع الآخرين عبر الرسائل المصورة، وفى مسلسل (امبراطورية ميم) يفضل أبناء «مختار» استخدام رسائل الموبيل فى تضامنهم ضد الأب، وفى (صلة رحم) يصبح الموبيل وسيلة التواصل الأهم بين «د.حسام» وزوجته، وبينه وبين «حنان» التى اتفق معها على استئجار رحمها، أما فى مسلسل (مسار إجبارى) فاستخدام الصور والكلمات يصل بالشاب «حسين» إلى تحميله جريمة قتل أبيه بدلا من المجرم ومحاولة طمس عملية قتل فتاة بسبب أبحاثها عن الأدوية المغشوشة.

وهكذا يدور استخدام كل وسائط التواصل الجديدة عند صناع الدراما كجزء، من الحياة، وهو فى تقديرى أمر مطلوب، ولكن ليس فى الجرائم أو المشاكل فقط، وإنما فى دعم الأفكار الإيجابية، وهو ما فعله مسلسل (عتبات البهجة) الذى قدم نموذجا رائعا لاستخدام الميديا الجديدة فى حياة يغلب عليها الصراع بين الأجيال، وصعوبة التفاهم بينها، وحيث يعانى الجد «بهجت» بأداء «يحيى الفخرانى» من هروب حفيديه اللذين يعيش معهما بعد موت ابنه وزوجته، هروبهما من الحوار معه، ولجوء الابن «عمر» إلى أصدقائه طول الوقت، وتجاوب قليل من الحفيدة، فيقرر أن يقاوم، وأن يستمر، وأن يسعى لمعرفة المزيد، وحين يوافق على إدارة مركز تعليمى بدلا من جاره المدرس، يلتقى بمائة حفيد من طلبة «السنتر»، ويواجههم، ويتفاعل معهم، ويكسب اهتمامهم ثم مودتهم، ويستكمل رحلته برسالة يومية يوجّهها إلى الجميع عبر جهاز الكومبيوتر مساء، فقد أمسك بمفتاح اللحظة.

أفضل مسلسل: الحشاشين

أفضل ممثل: عصام عمر - أحمد داش 

أفضل ممثلة: صابرين - بسمة

 

 

عصام زكريا .. مشكلة «تقفيل»!

مع ازدياد أعداد مسلسلات الخمس عشرة حلقة من عام إلى آخر، أصبحت الدراما الرمضانية أشبه بمباراة من جولتين، أو برنامج فنى من فقرتين. ولهذا التغيير عدة إيجابيات منها كسر رتابة المشاهدة التى كانت تفرضها مسلسلات الثلاثين حلقة، وتتسبب فى إصابة المشاهدين بالملل دائما، والشلل أحيانا.

خلقت المسلسلات القصيرة تنويعات درامية مختلفة، ساعدت على استيعاب موضوعات جديدة، أو موضوعات تقليدية فى قالب أكثر إحكاما وأسرع إيقاعا.

تخيل مثلا لو أن أعمالا مثل (لحظة غضب) أو (أشغال شقة) كانت مضطرة أن توضع فى قالب الثلاثين حلقة؟! 

أعتقد أن المشاهد كان سينصرف عن استكمالها قبل أن ينتصف الشهر.

من ناحية ثانية، فإن نزول أعمال جديدة خلال منتصف الشهر يخلق حالة من الحيوية تجدد علاقة المشاهدين بالشاشة، وقد كان من الظواهر اللافتة منذ أعوام قليلة مضت أن يشعر كثير من المشاهدين بالضجر من المسلسلات والشاشات بشكل عام.

المسلسلات القصيرة تشعرنا بأن الحياة تتحرك، وأن هناك أشياء تمضى وأخرى تأتى، وأن المشاهد نفسه يتحرك: إذ يستطيع الانتهاء من مشاهدة عمل ما، أو يبدأ فى مشاهدة عمل جديد.

أخيرا، تمكننا مسلسلات الخمس عشرة حلقة من أن نجرى حصادا مبكرا للأعمال التى انتهت.

رغم تميز بعض الأعمال مثل (مسار إجبارى) و(لحظة غضب) و(بابا جه) و(أشغال شقة)، لكن جاءت معظم الحلقات الأخيرة من هذه المسلسلات (وغيرها) مخيبة للآمال. هناك مشكلة فى الكتابة، خاصة فى «تقفيل» العمل، يبدو أنها انتقلت من صناعات وحرف ومهن أخرى إلى الدراما، إذ يقال دائما أن المنتج المصرى يعانى من مشكلة «تقفيل»..ما يتسبب عادة فى ضياع المجهود الذى يبذله الصانع بسبب الكسل أو قلة الإتقان.

أفضل مسلسل: الحشاشين

أفضل ممثل:محمد شاهين

أفضل ممثلة: صبا مبارك 

 

 

 

علا الشافعى .. كريم و«الاختيار» الصعب فى «الحشاشين»

فى التمثيل أو ما يُعرف بـ«فن التشخيص»، قد ينتصر البعض لنظرية أن من يؤدى الأدوار المركبة، لا بد وأن تحمل ملامحه بعضًًا من الحدة، أو بمعنى آخر: توحى ملامحه بذلك، والبعض الآخر ينتصر إلى أن الاختيار يجب أن يكون غير نمطى، لأن ذلك يصنع تحديًا أكبر، وخاصة إذا كان من يجسد دور الـ«شرير»، أو الشخصية شديدة التعقيد، نجمًا وسيمًا ومحبوبًا.

الاختيار الأول هو ما يأخذنا إلى ما يسمى التنميط فى الفن، ومن بعدها الاستسهال، حيث ستجد أن عددًا كبيرًا من النجوم، ظلوا محصورين فى أدوار بعينها بسبب تلك الحالة. وأقول ذلك بسبب حالة الجدل المثارة حول النجم الموهوب «كريم عبدالعزيز»، وتجسيده شخصية «حسن الصباح»، زعيم طائفة الحشاشين.

بعض الآراء ترى أن «كريم» نجم محبوب، وهو ما سيوفر له شعبية وجماهيرية عريضة، وهو ما يعنى أن البعض قد يقع فى غرام شخصية «الصباح»، ولكن فى حقيقة الأمر، سنجد «كريم» نفسه ومعه المخرج «بيتر ميمي»، قد قبلا هذا التحدى وفى ظنى أن شخصية «حسن الصباح» التى جسدها «كريم عبدالعزيز»، ستشكل مرحلة فاصلة فى مشواره، إذ أدرك جيدًا أنه أمام شخصية شديدة الصعوبة والتعقيد، تظهر عكس ما تبطن طوال الوقت. شخصية يصعب عليك أن تقاوم سحرها، بل لا مفر فى أن تقع أسيرًا لها فى ظل قوة منطقها، حيث تصعب مقاومة غوايتها، فـ«الصباح» شخص يقنعك بأنه صاحب مفاتيح الجنة، وتأتيه الرؤى، كما أنه على حق دائماً وأبدًا.شخصية بمثل هذا التعقيد، قد يتخوف منها كثير من النجوم، ولكن «كريم عبدالعزيز»، امتلك جرأة المغامرة، وعاش مع شخصية «الصباح» بكل تفاصيلها. ليس ذلك فقط، بل أنه أدرك أيضًا خطورتها، لذلك ومنذ الحلقة الأولى، صنع «كريم» الكثير من التفاصيل، التى جعلتنا طوال الوقت متحفزين تجاه الشخصية.. مرة بإيماءة من عينـه، أو حركة جسد، أو جملة حوار يرددها بهدوء مربك، وهو ما يجعلك طوال الوقت تتساءل: هل هو شخص جيد أم سيئ.. طيب أم شرير؟

راجع مشاهده المهمة والمميزة (مواجهته مع ابنه الحسين، ومشهده مع زيد بن سيحون بعد أن حكم بجلده، وكيف يقلب أقرب المقربين إليه زيد وبرزك بعضهما على بعض، ومشهده فى أثناء الحكم على ابنه الأكبر الحسين بالقتل).

«كريم عبدالعزيز» موهبة كبيرة تجلت مع شخصية «الصباح» المركبة والمربكة.

أفضل مسلسل: الحشاشين - جودر

أفضل ممثل: كريم عبدالعزيز

أفضل ممثلة: ميرنا نور الدين

 

 

 

مصطفى عمار .. مليحة.. كم أنت عظيمة يا مصر 

كل الأعمال الدرامية التى عرضت مع بداية شهر رمضان فى كفة ومسلسل (مليحة) فى كفة أخرى.. أنا هنا لا أتحدث عن عناصره الفنية أو مستوى ممثليه وصناعه.. ولكن أتحدث عن قيمة أن تقدم مصر فى هذا الوقت تحديداً مسلسلا دراميا فى شهر رمضان ينتصر للقضية الفلسطينية ويحاول أن يذكر الجميع ما هى القضية الفلسطينية وكيف بدأت وماذا حدث على مر كل هذه السنوات لأصحاب الأرض والقضية..  أعتقد أن هذا العمل جعلنا جميعاً نرفع رؤسنا عالياً أن الفن المصرى العظيم لا يزال يمارس دوره العظيم فى نشر الثقافة والتنوير والدفاع عن قضاياه الداخلية والقضية العربية الأكبر والأهم فى تاريخ العرب وهى القضية الفلسطينية.. البعض قد لا يدرك قيمة تقديم مصر لهذا العمل.. وربما ستحاول خلايا الذباب الإلكترونى الأزرق مهاجمته والسخرية منه لتشويه مجهود الشركة المتحدة فى التصدى لإنتاج عمل عن القضية الفلسطينية فى وقت العالم كله يقف عاجزاً أمام ممارسات دولة العدو داخل قطاع غزة..  وللذين لا يصدقون أهمية العمل وقوة تأثيره حتى قبل عرض حلقاته الأولى. يستطيع أن يتصفح مواقع الأخبار الإسرائيلية على موقع «جوجل» وسيرى بعينه كيف تسبب إنتاج مسلسل مليحة فى صناعة حالة من القلق والترقب داخل المجتمع الإسرائيلى. فهناك عدة تقارير صحفية وتليفزونية تتبع مراحل إنتاج العمل وتعلق بأنها لا تفهم موقف مصر ولا الشركة المتحدة من إنتاج عمل يتضامن مع القضية الفلسطينية ويضعها من جديد ضمن أولويات القضايا التى تشغل بال المواطن العربى. وأجمعت التقارير المنشورة بالإعلام الإسرائيلى على أن مسلسل (مليحة) سيكون بداية لعودة القضية الفلسطينية لعديد من الأعمال الدرامية والسينمائية خلال الفترة القادمة وهو ما يشكل خطورة حقيقية على صورة وشكل دولة إسرائيل.. أعتقد أمام هذه الخطوة العظيمة من الشركة المتحدة بإنتاج عمل عن القضية الفلسطينية.. لا يسعنا سوى أن نفخر بدولتنا وإعلامها ومبدعيها لنردد دائماً.. كم أنت عظيمة يا مصر.

أفضل مسلسل: ملحية 

أفضل ممثل: أحمد عيد 

أفضل ممثلة: ميرنا نور الدين

 

 

 

نـاهـد صـلاح ..مليحة.. اللحظة الفلسطينية الصعبة

حتى هذه اللحظة تتنافس مسلسلات الـ 30 حلقة على إحراز أكبر مكسب جماهيرى، لو اعتبرنا تنوعها البصرى وتباين حكاياتها من الأمور التى يصعب إغفالها، وأنه يمكن أن نخرج منها بشىء يستحق التأمل أو يقدم تفسيرًا لموضوع واقعى، أو حتى يشعل الخيال أو يضىء مساحات إبداعية معينة، فإن هذا الاعتبار يقودنا بشكل تلقائى إلى احتدام المنافسة بمسلسلات النصف الثانى من الشهر، بما تحمله هذه المسلسلات من قضايا أخرى قد تؤدى إلى نتائج مختلفة.

 لكن الحالة مستمرة فى الوقت نفسه بالتقاط زوايا درامية مثيرة للنقاش، نراها مثلًا فى كوميديا (نور خالد وولده خالد نور) إخراج «محمد أمين»، حالة مغايرة معتمدة على الضحكة المصحوبة بالاستكشاف والتجديد، إلى (بدون سابق إنذار) لـ«هانى خليفة» ومحاولة تقديم حالة من التفاعلات الإنسانية المشحونة بالمؤثرات الداخلية والخارجية، أو أجواء ألف ليلة وليلة المثيرة بالخيال والحدوتة الأسطورية والإنجاز المذهل فى (جودر) إخراج «إسلام خيرى».

بينما يتطلب (مليحة) تأليف «رشا الجزار» وإخراج «عمرو عرفة»، وقفة تأمل لاستعادته القضية الفلسطينية فى أوقات صعبة، العام 2012 هو بداية الحكاية والمدخل للقضية قديمها وحديثها، مرتكزًا على قراءة مستهلة لا تخلو من القيمة الجمالية والدرامية والتوثيقية قليلًا، تصوغ فصلًا من فصول الحكاية الفلسطينية والتعاطى مع الشخصية الفلسطينية من زاوية مختلفة، فقد اعتدنا التعامل معها فى أفلام سينمائية سابقة إما كضحية أو كبطل ومناضل، إنما هنا مؤشرات التعامل معه كإنسان له أحواله الخاصة وهواجسه وأحلامه الشخصية المبتورة بسكين أوضاع منطقتنا العربية عمومًا، وخصوصًا لارتباطه بفلسطينيته المهدورة من محتلّ وحشى، من هنا أتمنى أن يستمر المسلسل على التقاطه هذا المنحى الإنسانى فى حلقاته المقبلة، بالتوازى مع طرحه القضية والصراع والعنف الاسرائيلى الطاغى والمواجهات الفلسطينية المحتدمة، فبهذا الأسلوب يتأكد بهاء المسلسل الذى بدا الجهد المبذول فيه منذ التتر والتوازى بين الحضور الفلسطينى والأزمة الليبية والوضع المصرى فى أحداثه.

أفضل مسلسل: مليحة

أفضل ممثل: دياب

أفضل ممثلة: ميرنا نور الدين

 

 

طارق مرسى..الغضب الساطع فى مسلسل «مـَليحة» 

فلسطين الحبيبة فى القلب والضلوع وأيضا الدراما المصرية بمسلسل (مَليحة)، وبه تكتمل ملامح شخصية دراما رمضان 2024 ورسائل «المتحدة» فى معركة الوعى، والعمل وثيقة درامية فريدة من نوعها فى تاريخ الدراما التليفزيونية وترسم من أرض الواقع الدور الوطنى المصرى وأهمية القوة الناعمة فى التوثيق الأمين للأحداث الكبرى..

المسلسل من أول لقطة فيه تشعر بأنك على موعد مع أحداث مهمة وبهاتف لصوت «فيروز» العروبى وهى تغنى للوطن من بعيد ثم ينتقل لصوت المطربة «أصالة» وهى تشدو بأغنية (أصحاب الأرض) الممزوجة بالترويدة أو الفلكلور الفلسطينى ولقطات تعبيرية وتهجير قسرى وتفجيرات ولمدة 3 دقائق يلخص الراوى «سامى مغاورى، الجد» للحفيد الطفل ولكل الأجيال أصولا وفصولا من الغدر والخيانة وقصة الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية من أكثر من 100عام وفضح فكرة «هرتزل» الشيطانية التى تحولت إلى جريمة متكاملة الأركان عام 1897 فى مؤتمر صهيونى نادى بإنشاء دولة يهودية فى أرض فلسطين وتحولها إلى واقع عبثى بعد الحرب العالمية الأولى والاحتلال البريطانى

الطفل يسأل جده باللهجة الفلسطينية الحبيبة: ليش يا جدى ما نعيش فى سلام، وليش الأطفال تموت ويبدأ الجد الحكاية: الفلسطينيين ياولدى كانوا عايشين فى آمان فى أرض السلام فلسطين، والعربى المسلم جنب أخوه المسيحى جار اليهودى بين المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط المبكى الكل يصلى فى سلام حتى تكشفت المؤامرة الصهيونية..

الأحداث الدرامية تبدأ بفصل من قصص الغضب الساطع تكشف معاناة الأشقاء والموقف المصرى الثابت والراسخ فى الملف الفلسطينى كتبتها المؤلفة «رشا عزت الجزار» إخراج «عمرو عرفة» بتسليط الضوء على معاناة أسرة فلسطينية من خلال فتاة شابة «مَليحة» تعمل ممرضة هاجرت مع أسرتها إلى ليبيا بعد انتفاضة القدس عام 2000، بعد تدمير منازلهم، وبعد سنوات، تتمنى «مليحة» أن تعود مع جدتها إلى منزلها ووطنها من جديد.

المخرج «عمرو عرفة» بموسيقى «خالد حماد» يمهد فى الحلقة الأولى لهذا التوثيق باستعراض متماثل لحياة أسرتين ما بين ليبيا ومصر بداية من عام 2012 وحكاية «مليحة وأدهم» أو «دياب وسيرين خاس» ومعهما «ميرفت أمين» التى تقرأ كتاب «الأعمدة السبعة» فى إشارة واضحة لمقومات الشخصية المصرية الأصيلة، ثم تسير الأحداث نحو تسجيل درامى وثائقى لأكبر جرائم الإنسانية وعمل تاريخى يفتح ملف مأساة فلسطين أمام العالم فى مسلسل هو الأول من نوعه فى الدراما المصرية.

أفضل مسلسل: الحشاشين - مَليحة

أفضل ممثل: كريم عبد العزيز - خالد النبوى 

أفضل ممثلة: ميرنا نور الدين - أسماء جلال

 

 

صفاء الليثى ..الجدل الجميل بين المشاهدين

أفضل ما حدث فى رمضان 2024 كان زيادة عدد المسلسلات القصيرة فقد نفضنا عن كاهلنا عبء متابعة تفاصيل تتكرر بملل لصالح مناقشة الفكرة الأساسية التى بدأ العمل بها. ثانى الأمور الجيدة التى تحدث لانتشار وسائل التواصل الاجتماعى كان الجدل بين المتلقين والحوارات بينهم وتبادل المعلومات، جدل اشتبك معه بعض من صناع هذه المسلسلات يوضحون خلفيات عن أعمالهم كما فعل «عبدالرحيم كمال»، وكما فعل «بيتر ميمى» عن (الحشاشين) وكانت أهم ميزاته أنه دفعنى كما دفع الكثيرين للبحث عن مصادر تاريخية عن الفرقة وزعيمها، وبدأت بالفعل فى قراءة رواية (سمرقند) ووجدت البداية مع «عمر الخيام» وصورة استشراقية عن الشخصيات والأجواء ثم ظهرت شخصية «نظام الملك» وبعده «حسن بن على الصباح»، رغم الإقرار بفارق الأعمار بينهما وبعد المسافة بين مسقط رأس كل منهما.. فى الرواية تقول الأسطورة عن ثلاثة أصدقاء من الفرس، «عمر الخيام» الذى رصد العالم، و«نظام الملك» الذى حكمه، و«حسن الصباح» الذى أرهبه. ثم ينفى مؤلف العمل أن يكون لقاؤهم صحيحا لفارق العمر بينهم ولتعدد المدن التى ولدوا بها. ولكن الفكرة وجدت صدى عند مؤلف (الحشاشين) اتساقا مع صورة الأصدقاء الثلاثة وحكاية العهد الذى قطعوه على أنفسهم التى يكررها فى أغلب أعماله.

ومع النصف الثانى من رمضان دخلت علينا أعمال جديدة تبدو أشد ثقلا منها (بدون سابق إنذار) للمخرج «هانى خليفة» بموضوعه المؤثر والجاد، ومعه أيضا (مليحة) بكل هذا المزج بين فلسطين ومصر شعبا وقضية. وعودة إلى (ألف ليلة وليلة) من خلال (جودر) كقصة مختارة تغطى الأسبوعين بنسخة جديدة بها أجواء مقتبسة من أفلام الفانتزيا الغربية.

أفضل مسلسل: مسار إجبارى

أفضل ممثل: محمد شاهين

أفضل ممثلة: صبا مبارك

 

 

 

خالد محمود ..معركة الليل و«الحشاشين»

تجىء معركة الليل التى نجح من خلالها جماعة «الحشاشين القتلة» فى إثبات أنفسهم كقوة لا يستهان بها، بعد أن هزموا جنود السلطان، جيش السلاجقة، لتشكل منحنى جديدًا وقفزة كبرى فى مسار وفنيات الدراما المصرية، شكلت صورة تلك المعركة بمسلسل (الحشاشين) ملحمة درامية كاملة الأركان بعناصر إبهارها المدهشة.. لم تكن مجرد مواجهة بالسيوف والرماح ودماء تتناثر ولهيب يملأ الأرجاء، بل لوحة فنية  تحمل على عاتقها مخاطر عقيدة راسخة لفكر يريد أن يفرض نفسه ويسيطر.

هنا اجتمع جمال الفن ورسوخ الرؤية والفكر، ربما وضع المؤلف «عبدالرحيم كمال» تفصيلة المعركة على الورق وكيف أنها تمثل تحدى الوجود لـ«حسن الصباح» وفرقته القتلة، لكن المخرج «بيتر ميمى» فاجئ المشاهد العربى بقدرته الفنية بتصور مشهد للتاريخ، ومعه مصمم المعارك «أحمد عبداللاه»، ومهندس الديكور «أحمد فايز»، ومدير التصوير «حسين عسر»، ومهندس الصوت «علمى عبد الستار»، وأيضا الإضاءة المبهرة وقد سادت الأرض والسماء، بالأسهم المشتعلة، والجرافيك والمونتاج والمكياج والملابس.. سيطرة على كم كبير من المجاميع فى لوكيشن واحد. كلها أدوات تفوقت  فى تصوير المعركة بشكل لا يقل جودة، وربما ينافس تصوير المعارك فى الأعمال العالمية الكبرى.

سيمفونية المشهد تكتمل بنظرة من حين لآخر على الثبات الانفعالى والمشاعر التى ملأت عيون ووجدان «حسن الصباح» التى تقمصها باقتدار «كريم عبدالعزيز»، وهو يقوم بتحريك رجاله فى خطة ذكية فى الليل وهجموا على فرقة السلاجقة المحاصرة للقلعة، ودارت معركة بينهم حتى الصباح بدأت بإطلاق الأسهم المشتعلة على جنود السلطان، وانتهت بنجاحهم الكبير.

وبجواره «زيد بن سيحون، أحمد عيد» الذى يراقب تحقيق حلم الإمام، و«برزك اميد، سامى الشيخ». 

تبقى تلك الحلقة فى سلسلة مغامرات (الحشاشين) من أعظم الحلقات فنيا التى شاهدتها  فى الدراما المصرية.

أفضل مسلسل: الحشاشين 

أفضل ممثل: كريم عبدالعزيز 

أفضل ممثلة: أسماء أبو اليزيد  

 

 

 

حنان أبوالضياء.. دهاء «الصباح» وسيطرة «كريم»

جنون السيطرة والغلبة، هى السمة الأساسية التى بنى عليها حتى الآن حلقات مسلسل (الحشاشين)، تلك السمة الأساسية التى تفسر العديد من التصرفات التى تبدو غريبة ضمن سياق الأحداث. امتلك «كريم عبدالعزيز» القدرة على توصيل فكرة أن «الصباح» يملك دهاء يستر مطامعه ولا يثير المخاوف فيمن حوله.

 

قادر على خلق الخرافات التى كان يذيعها ويتولى نشرها والدعوة إليها ويرجع هذا إلى دراسته للسحر. وهذا يفسر ما يرفضه البعض بالمسلسل، ويدعى أن العمل يشير إلى سمات روحانية يملكها «حسن الصباح»، يفسر لنا أعمالًا شتى يبدو فيها «الصباح» خادعًا. ركز العمل على كون «حسن الصباح» لا يطيق العيش بغير سلطان، طمعه أقوى من دهائه وفطنته. يبدو هذا بذهابه إلى عاصمة الخلافة الفاطمية راغبا فى بلوغ المنصب المرموق فى عاصمة الخلافة ومرجع الدعوة والدعاة.

«الحسن الصباح» عرف سر الحشيش فسخره فى نشر دعوته، واستخدمه لإقناع أتباعه برؤية الجنة عيانًا؛ لأنه كان يدير عليهم دواخين الحشيش ثم يدخلهم إلى حديقة يعتقدون أنها الجنة، ثم يخرجهم منها وهم فى غيبوبة المخدر ويوقع فى وهمهم ساعة يستيقظون أنه قد نقلهم إلى جنة الفردوس وأنه قادر على مرجعهم إليها حين يشاء، وأنهم إذا ماتوا فى طاعته ذاهبون بشهادة أعينهم إلى السماء.

هذا «الإيمان العينى» يفسر طاعة أتباعه، ومنهم مشهد الفتى من اتباعه الذى بلغ من طاعته له، أن يشير إليه بإلقاء نفسه من أعلى القلعة فلا يتردد.

إن المعترضين على تأثير «الصباح» لا يعرفون أن فكرة ظهور المهدى المنتظر كانت مهيمنة فى ذلك العصر على المؤمنين بالمهدية، وكانت فتن العصر أشبه شىء بفتن أخرى عديدة سيطرت على البعض ونتج منها التكفيريون.

هناك قدرات باستخدام «المنوم المغناطيسى» تستخدم فى طاعة هؤلاء وإقدامهم على الاستشهاد دون حاجة إلى رؤية الجنة بالعين وهذا ما فعله عند خروجه من السجن فمن الصعب تحول سجانه إلى أداة طيعة فى يده بدون ذلك. واللعب على النخوة. فلا يحتاج الفتى المدخر للاستشهاد إلى دافع أو حافز، بل لعله يحتاج إلى الوازع فقط. قد أظهر المسلسل فى معظم حلقاته قدرة «الصباح» على الحيلة، والفتنة الدخيلة.

ومن المشاهد المهمة التى تظهر حقيقة «الصباح»، هو مشهد تجرده من الحنان الأبوى فيقوم بحبس ابنه فى مكان مظلم.

 

أفضل مسلسل: الحشاشين 

 أفضل ممثل: كريم عبدالعزيز 

أفضل ممثلة: انتصار

 

 

 

رامى المتولى ..الكوميديا.. الرهان الأصعب فى موسم رمضان 2024

المكانة الكبيرة للكوميديا عند قطاع كبير من الجمهور تجعلها من أكثر الفئات طلبًا واهتمامًا، ويلقى عليها الكثير من الأضواء، ودائما ما تكون هى الأعمال الأعلى مشاهدة فى بداية الموسم والاختيارات الأولى للجمهور فيه، وعادة ما يختار الجمهور أعمالاً لمشاهدتها إلى جانب اختياراته فى الكوميديا، ومن هنا تظهر أهمية وجود الأعمال الكوميدية وعلى قدر هذه الأهمية يكون الاهتمام بصناعتها كمًا ونوعًا.

فى رمضان 2024 نسبة الأعمال الكوميدية ليست كبيرة مقارنة بالفئات والنوعيات الأخرى، وهو ما جعل التركيز ينصب على ما يقدم من أعمال بشكل رئيسى، وفى مقدمتها (الكبير أوى 8) بكل شعبيته واعتماده على كوميديا الفارص والبارودى، والذى حظى بمركز متقدم فى قائمة الأعلى مشاهدة فى بداية الموسم ثم ظل يتراجع فى المراكز ليتقدم مسلسل (بابا جه) والذى يمثل شكلًا آخر من أشكال الكوميديا يدمج بين الفارص وكوميديا الموقف، هذا بخلاف وجود (لحظة غضب) الذى ينتمى لشكل آخر من أشكالها وهو الكوميديا السوداء.

تراجع (الكبير أوى 8) فى ترتيب الأفضلية لهذا العام سببه بشكل مباشر عدم الاهتمام بعنصر السيناريو، والذى يعد من أهم العناصر فى نجاح هذه الفئة، وتأتى اختيارات فريق العمل للموضوعات لا يحمل جاذبية كبيرة حيث بدءوا بواحدة من الخرافات الشعبية وهى «الجنية» ثم تبعوها ببارودى لمسلسل (La casa de papel ) أو (السرقة الكبرى) وفى كلا الموضوعين كان هناك اتجاه لاستغلال الموضوعين لأطول فترة ممكنة للوصول إلى منتصف الموسم، وهو ما أثر بشكل مباشر على إيقاع المسلسل، الذى حوت بعض حلقاته حوارًا كوميديًا مدعومًا بتفوق فى عنصر التمثيل عند «حاتم صلاح» و«مصطفى غريب»، لكن ما غير ذلك فهو اعتيادى ولا يتخطى الجودة المتوسطة فى أفضل الأحوال.

أفضل مسلسل: بابا جه

أفضل ممثل: أكرم حسنى- محمد شاهين

أفضل ممثلة: صبا مبارك

 

 

 

 

عبدالله غلوش ..جيل داش وعصام عمر وسلمى أبو ضيف

من الظواهر الإيجابية فى شهر رمضان الحالى منح عدد من الوجوه الشبابية الفرصة لخوض تجربة البطولة المطلقة مثل «أحمد داش وعصام عمر وسلمى أبو ضيف»، والحقيقة أن الثلاثى أثبت أنه جدير بتلك الثقة وقدموا اثنين من أفضل أعمال الموسم الرمضانى الحالى (مسار إجبارى) و(أعلى نسبة مشاهدة)، وفى رأيى أن نجاح المسلسلين ومن قبلهما مسلسل طه الدسوقى (حالة خاصة)، سيكون سببا فى تغيير شكل خريطة الدراما فى مصر، وبداية لسيطرة هذا الجيل على المسلسلات خلال الفترة المقبلة.

أكثر ما لفت نظرى للثلاثى بجانب الموهبة أنهم متحدثون لبقون، يتمتعون باتزان نفسى كبير، لم تغرهم الشهرة ولا الأضواء، وبقدر ثقتهم فى إمكاناتهم يعلمون أنهم مازلوا فى بداية الطريق وأن فى انتظارهم مشوار طويل وصعب.. «عصام وداش» ظهورهما على مواقع التواصل الاجتماعى فى أضيق الحدود، رغم امتلاكهما لملايين المتابعين، يعرفون أن الموهبة والسيرة الطيبة والأعمال الجيدة هى ما ستسهم فى وصولهما لقلوب الناس، وليست اللجان الإلكترونية ولا شراء التريندات ولا «المورنينج ستوريز»، ومثلهم الأعلى فى ذلك نجمان بحجم «كريم عبدالعزيز وياسر جلال»، أما «سلمى أبو ضيف» فقد تعرضت فى بداياتها لكم هائل من الانتقادات والسخرية من طريقتها فى التمثيل ومخارج ألفاظها وهناك من نصحها بأن تكتفى بالعمل فى مجال «الموديلينج» فقط.. لم تيأس ولم تجعل تلك الانتقادات تنال من عزيمتها، عملت على معالجة نقاط ضعفها ونجحت فى تطوير أدائها، ونوعت فى اختيار أدوارها ونجحت خلال العامين الأخيرين أن تغير الصورة الذهنية المرسومة عنها، والآراء السلبية تحولت لإيجابية.. الجميل فى «سلمى» أنها تركز فى عملها فقط، لا تبحث عن تريند بصورة لافتة للنظر أو بتصريح صادم أو بتسريب أخبارها الشخصية أو غيرها من الوسائل الرخيصة التى تلجأ لها البعض خلال الفترة الأخيرة للأسف طمعا فى البروباجندا ولفت الانتباه.

بالمناسبة، تابعت حوار «عصام وداش» مع الإعلامية المتميزة «فاطمة مصطفى» على الراديو 9090، واستوقفنى تصريح مهم لـ«أحمد داش» لخص من خلاله حال الكرة المصرية وسبب تراجع نتائج المنتخب خلال الفترة الأخيرة، عندما قال: «أفضل لاعب فى العالم مبابى عمره 24 سنة وثانى أفضل لاعب فى العالم هالاند عمره 23 سنة، وفى مصر يكون اللاعب فى عمر 25 سنة ولسة بنقول عليه ناشئ ولاعب صاعد».. صدقت والله.

أفضل مسلسل: جودر

أفضل ممثل: طارق لطفي  

أفضل ممثلة : انتصار

 

 

محمد سيد عبدالرحيم.. الميلودراما الشعبية

نادرا ما يظهر نوع جديد، ولكننا فى مصر شهدنا بزوغ نوع جديد وهو «الميلودراما الشعبية». بالتأكيد لم ينبثق هذا النوع من الفراغ ولكنه كان تفرعا أسلوبيا تأثر بالكثير من المسلسلات التى شاهدناها منذ ثمانينيات القرن الماضى فى النصف الأول بهذا الموسم، شهدنا مسلسلات (العتاولة) و(المعلم) و(حق عرب) و(محارب) و(نعمة الأفوكاتو) وكلها تنتمى إلى هذه النوعية ولكن بمستوى شديد التفاوت.

تكمن الأسباب الرئيسية لانتشار هذه النوعية وإعجاب الناس بها إلى أنها تذكرهم بحالهم. فزلزال 1992 كان العنصر الرئيسى الذى تسبب فى انتقال الكثير من الناس إلى مساكن شعبية أو إنشاء واستوطان مناطق عشوائية. لتظهر مع هذه النقلة السكانية أخلاق وقيم جديدة تعلى من شأن الفهلوة ومصلحة الفرد وتدنى من شأن الالتزام ومصلحة المجتمع.

وبالتأكيد تزداد هذه القيم انتشارًا مع عدم استقرار المجتمع. فكانت هذه المسلسلات – رغم عدم واقعيتها – خير انعكاس للمجتمع أكثر من غيرها التى أنتجت فى السنوات الأخيرة. ولو كان صناع هذه المسلسلات قد تخلوا عن الرقابة الذاتية، لتحولت هذه المسلسلات إلى أيقونات ولكنها مثلها مثل كل المسلسلات التى نشاهدها فى هذا الموسم تهرب من أى قضية جدية تؤرق المجتمع الآنى لتعيد استهلاك قضايا تجارة المخدرات والسلاح والآثار.

إلا أن مسلسل (العتاولة) يتميز عن بقية مسلسلات هذه النوعية فى هذا الموسم من الناحية التقنية؛ حيث اهتم صناعه بالجودة فى كل تفاصيله مثل التصوير والديكورات والملابس والتمثيل وكلها عناصر تعكس وجود مخرج متمكن. 

ولكن أهم تطور فى هذا المسلسل هو فى الكتابة حيث الحبكة المتصاعدة والشخصيات المرسومة بدقة وعمق وأيضا التماوج بين الكوميديا والدراما والحركة والإثارة والرومانسية بالإضافة إلى نهايات الحلقات التى تجعلك متشوقًا لمشاهدة الحلقة التالية مما يجعله واحدًا من أفضل المسلسلات بهذا الموسم.

أفضل مسلسل: العتاولة

أفضل ممثل: باسم سمرة

أفضل ممثلة: انتصار

 

 

 

 

أندرو محسن .. صلة رحم.. لا ملائكة ولا شياطين

عند النظر إلى القضية التى يدور حولها مسلسل (صلة رحم)، تأجير الأرحام، يبدو وكأن مؤلفه «محمد هشام عبية» ومخرجه «تامر نادى» قد قررا الدخول فى منطقة شائكة، يمكن أن يثير جدلًا كبيرًا بين المشاهدين.

لكن فى الحقيقة ما نجح صناع المسلسل فيه يتعدى بكثير مجرد طرح قضية غير مطروقة من قبل فى الدراما. من خلال حلقات المسلسل، نشاهد كيف يمكن أن ينسج السيناريو ببراعة شخصيات تتأرجح بين الأبيض والأسود بهدوء، فلا يمكن أن نقرر من هو الشرير ومن هو الطيب فى أغلب الشخصيات. 

يتعدى المسلسل بشكل سلس قضيته الرئيسية، فلا يصبح الحديث عليها، سواء دينيًا أو مجتمعيًا أو طبيًا، هو الأمر الأبرز، على العكس، يحاول المؤلف التخلص من هذه الجدل فى حلقة أو حلقتين، يطرح خلالهما كل ما يمكن أن يدور فى بال المشاهد من أسئلة حول فكرة تأجير الأرحام، وكأنه يحاول أن يتفرغ لهمه الأكبر، ما هو المبدأ؟ وهل يمكن للمبادئ أن تصمد عند وقوع تحدٍ كبير؟

شخصية الدكتور «حسام، إياد نصار» هو نموذج للشخص الذى يحاول أن يتلاعب بالمبادئ ويستغل الآخرين حتى يصل لهدفه، فيصبح المسلسل بمثابة رحلة سقوط متدرجة للطبيب الذى يبدو فى البداية مثاليًا، ولكنه تدريجى يُسقط عنه كل ما يميزه، وعندما ينتهى المسلسل يجد المشاهد نفسه لا يستطيع الحكم بشكل واضح على «حسام» أو غيره، لكنه بالتأكيد سيفكر كثيرًا فى مسار هذه الشخصية، وهكذا يترك (صلة رحم) تأثيره لمدة أكبر بعد نهاية حلقاته.

أفضل مسلسل: مسار إجبارى

أفضل ممثل: أحمد داش - عصام عمر

أفضل ممثلة: أسماء أبو اليزيد

 

 

 

مصطفى الكيلانى..الشاشة الصغيرة.. مرآة للقيم الجميلة

فى عالم صاخب تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتتلاشى فيه القيم الإنسانية النبيلة، تبقى الدراما التليفزيونية نافذة مشرعة على الجمال، ومرآة تعكس القيم والعادات الحميدة. فهى كالشجرة الطيبة، تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها، وتغرس فى نفوس المشاهدين بذور الخير والمحبة والتسامح.

تُطل علينا الدراما التليفزيونية بوجوه مشرقة، كأنها نجوم سطعت فى سماء الإنسانية، لتضىء لنا الطريق نحو القيم النبيلة. فنرى فى تلك الشخصيات نماذج يحتذى بها، أبطالاً يمتلكون من الشجاعة والإيثار ما يجعلنا ننظر إليهم بإعجاب وتقدير.

تُسلط الدراما الضوء على القضايا الاجتماعية التى تُعانى منها المجتمعات، كالفوارق الطبقية، والظلم، والتمييز، والعنف. فهى لا تُخفى تلك الجراح، بل تُعريها وتُطهرها، وتُشعل فى قلوب المشاهدين شعلةَ الأمل فى التغيير نحو الأفضل.

يذكرنا مسلسل (بابا جه) بأهمية الترابط الاجتماعى، فتُظهر لنا قيمة الأسرة، ومسلسل (إمبراطورية ميم) يحدثنا عن دفء الصداقة، وأهمية التكاتف والتضامن بين أفراد المجتمع. فهى تُنسج خيوط المحبة بين القلوب، وتُذيب جليد الوحدة والانعزال، ويحدثنا (الحشاشين) عن أسس الإرهاب فى المجتمع الإسلامى، وكيف نستطيع مواجهة التطرف.

ويفتح (صيد العقارب) بابا لمواجهة الشر الذى قد يدمر أسرًا كاملة، أما (مسار إجباري) فيحدثنا عن غلطات الآباء التى يتحملها الأبناء.

ولكن، علينا أن نعى أن الدراما التليفزيونية سلاحٌ ذو حدين، فهى قادرةٌ على التأثير فينا سلبًا وإيجابًا. لذلك، يجب علينا أن نكون حذرين فى اختيار ما نشاهده، وأن نُركز على الأعمال التى تُغذى أرواحنا بالقيم الجميلة، وتُساعدنا على أن نكون أفرادًا أفضل فى مجتمعٍ أفضل.

فلتكن الدراما التليفزيونية منارةً تُنير لنا الطريق، ولتكن مرآةً تعكس قيمنا الجميلة، ولتكن وسيلةً لنشر الخير والمحبة والتسامح فى عالمنا.

أفضل مسلسل: فراولة

أفضل ممثل: كريم عبدالعزيز

أفضل ممثلة: نيللى كريم